ظهرت الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة الأمير محمد بن راشد، حاكم دبي، في محكمة بريطانية، الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، في أحدث جلسة في المعركة القضائية بينهما حول رعاية طفليهما.
واعتقد الكثير أن الدعوى المطروحة حالياً تتعلق بالطلاق، غير أن الأميرة هيا والشيخ محمد بن راشد كشفا عبر بيان مُشترك أنَّ الدعوى القانونية المنظورة أمام المحكمة تتّصل برعاية طفليهما، ولا تتعلق بالطلاق أو أمور مالية.
وقال الطرفان في بيان، في يوليو/تموز، إن القضية التي تنظرها المحكمة العليا في لندن، والتي تعمل في ظل قيود صارمة على التغطية الصحفية، لا تتعلق بطلاق أو أمور مالية، وإنما تقتصر على رعاية الطفلين.
ولم يمثل الشيخ محمد بن راشد أمام المحكمة اليوم.
وفي جلسة سابقة، طلبت هيا (45 عاماً) ابنة ملك الأردن الراحل حسين بن طلال، والأخت غير الشقيقة لعاهل الأردن الحالي الملك عبدالله، حماية أحد ولديها من التعرض للزواج القسري، كما طلبت أمراً بعدم التعرض، وهو نوع من الأوامر القضائية يحمي من المضايقة أو التهديدات.
وتزوّج الشيخ محمد (70 عاماً)، وهو أيضاً نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس وزرائها، هيا في عام 2004، فيما كان يعتقد أنه الزواج السادس له. وأنجب الشيخ محمد أكثر من 20 ولداً وبنتاً من زيجات مختلفة.
تعلمت الأميرة هيا في بريطانيا، ونافست في سباق قفز السدود للفروسية في أولمبياد عام 2000 في سيدني. وكثيراً ما حضرت سباقات رويال أسكوت البريطانية للخيول مع زوجها، أحد مؤسسي اصطبلات جودولفين لسباق الخيول في بريطانيا.
وتمثل اثنتان من أشهر أُسر المحاماة في بريطانيا الطرفين.
تمثل الأميرة هيا فيونا شاكلتون، التي مثلت ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز في قضية طلاقه من زوجته الراحلة الأميرة ديانا. وتمثل الشيخ محمد بن راشد هيلين وارد، التي مثلت المخرج السينمائي البريطاني جاي ريتشي في قضية طلاقه من نجمة البوب مادونا.
ويضم فريق محاميه المحامي ديفيد بانيك، الذي مثل بنجاح رافضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، محققاً نصرين قضائيين كبيرين على الحكومة.
وينظر القضية آندرو ماكفرلين رئيس دائرة الأسرة في المحكمة العليا في لندن.
عاصمة الطلاق.. لندن
يقول تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، إن صحف بريطانيا لا تخلو من أخبار عن دعاوى طلاق في لندن، يقيمها أثرياء من دول مختلفة، لا يقيمون بشكل دائم في بريطانيا، حتى إن مدينة لندن باتت تسمى "عاصمة الطلاق في العالم"، بسبب القضايا التي ترفع أمام محكمة الأسرة في إنجلترا وويلز، وخبرة المحكمة بهذا النوع من القضايا.
وحسب BBC فإن الأثرياء يذهبون إلى هناك لأن للمحاكم خبرة في التعامل مع شهود يدلون بأقوالهم مباشرة عبر آلاف الأميال -بمصاحبة ترجمة فورية إذا لزم الأمر- بواسطة تقنية "الفيديو كونفرانس"، التي تتيح التواصل مباشرة عن بعد.
وبإمكان المحكمة اللجوء إلى الصلاحيات التي يتيحها هذا القانون لو انتهك أحد المتخاصمين أمرها. فيمكن للقاضي مثلاً أن يفرض غرامات، أو يأمر بالحجز على الممتلكات، أو حتى إصدار حكم بالسجن قد يصل إلى عامين.