أشهرت شركة السفر والسياحة البريطانية "توماس كوك"، المصنفة كأقدم شركة سفر بالعالم، إفلاسها، بعد محاولات إنقاذها من ديون ومتأخرات مستحقة عليها.
وفي بيان، الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2019، قالت الشركة إن عدة محاولات جرت خلال الأيام الماضية بين مساهمي الشركة ومجموعة ممولين لإنقاذها، إلا أنه كان لا بد من إشهار إفلاسها.
وذكرت أنها قررت اليوم الإعلان عن تصفية إلزامية يبدأ تنفيذ إجراءاتها فورياَ، "وهو أفضل الحلول التي كانت مطروحة على المساهمين".
انهيار الشركة أدى إلى تقطع السبل بمئات الآلاف من السائحين الذين يقضون عطلاتهم في مختلف أنحاء العالم وأطلق أكبر عملية في التاريخ البريطاني في وقت السلم لإعادة مواطنين من الخارج.
وللشركة في الوقت الحالي 600 ألف زبون يقضون إجازاتهم في الخارج من بينهم أكثر من 150 ألف مواطن بريطاني.
"توماس هوك" تُشغل 22 ألف موظف حول العالم
ومن المتوقع أن تصدر الشركة، خلال وقت لاحق الإثنين، بياناً ثانياً بشأن موظفيها حول العالم وعددهم 22 ألفاً، منهم قرابة 9 آلاف موظف ينشطون داخل المملكة المتحدة.
وأوردت وسائل إعلام بريطانية، خلال وقت سابق الأحد، أن مساهمين وممولين عقدوا آخر اجتماع لهم الأحد 22 سبتمبر/أيلول، لتوفير تمويل بقيمة 250 مليون دولار لإنقاذ الشركة، دون فائدة.
وخلال الشهور الماضية، طلبت "توماس كوك" حزمة إنقاذ مالي للشركة من الحكومة البريطانية، دون التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وتأسست شركة السفر العالمية "توماس كوك" عام 1841 بحجم مبيعات سنوية يتجاوز 11 مليار دولار أمريكي، وتخدم قرابة 19 مليون عميل.
وشهدت شركات طيران عالمية تحديات مالية، مرتبطة بازدياد المنافسة من جهة، وارتفاع أسعار الوقود من جهة أخرى، إضافة إلى أسباب لها علاقة بتذبذبات أسعار الصرف.
كيف انهارت الشركة؟
تصاعدت الصعوبات المالية التي واجهتها الشركة على مدار العام الماضي، وفي يوليو/ تموز وضعت الشركة خطة عمل، تقول إنها تحتاج إلى 900 مليون جنيه إسترليني لإعادة تمويل أنشطتها.
وكان يفترض أن يأتي مبلغ الـ 900 مليون إسترليني من شركة فوسون الصينية أكبر مساهم في الشركة، ومجموعة الدائنين ومستثمرين آخرين.
وكلفت مجموعة المقرضين بعد ذلك مستشارين ماليين بإجراء تحقيق مستقل، وقالوا إن الشركة ستحتاج إلى مبلغ 200 مليون جنيه إسترليني إضافي، فضلا عن الـ900 مليون إسترليني المطلوبة بالفعل.
ونجحت توماس كوك في إيجاد داعم يوفر لها الـ200 مليون إسترليني، لكن بي بي سي علمت أنه ذلك الداعم انسحب في وقت لاحق.
وقالت الشركة إن التحذيرات بشأن أرباحها تعود إلى مشاكل عدة، من بينها الاضطرابات السياسية في المقاصد السياحية، مثل تركيا، والموجة الحارة التي طال أمدها في الصيف الماضي، وتأخير العملاء لحجز رحلات إجازاتهم بسبب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.