بينما يهاب أغلبنا الشيخوخة، ونعتبر التقدم في العمر تجربة محفوفة بالأمراض والوحدة والآلام، يعتزم ديف أسبيري، صاحب علامة Bulletproof التجارية، العيش حتى يبلغ من العمر 180 عاماً.
أسبيري مقتنع بأنه يستطيع فعلاً تحقيق هدفه عن طريق "الاختراق البيولوجي" الذي أنفق في سبيله حتى الآن قربة مليون دولار، كما يعتقد أن منتجه Bulletproof سيكون مساعداً إضافياً لتحقيق العمر المديد والصحة الدائمة.
فما قصة هذا المنتج؟ وما التجارب المجنونة التي أجراها أسبيري ليصبح أول مخترق بيولوجي محترف في العالم؟ وكيف حصل على كل تلك الأموال التي تؤهله لفعل ذلك؟
موقع BBC Mundo باللغة الإسبانية يروي لكم القصة:
ما هو منتج Bulletproof؟
صنع ديف أسبيري ثروته الطائلة التي سخرها لاحقاً لإجراء تجاربه المجنونة من الشعبية التي حصدتها علامته التجارية الخاصة بالقهوة Bulletproof.
يصف أسبيري منتجه هذا بأنه منتج سحري ومخترق بيولوجياً، بمعنى أن لهذا المنتج القدرة على تحسين الصحة البدنية والنفسية للمستهلكين.
منتج Bulletproof عبارة عن قهوة خاصة يُضاف إليها نوع محدد من الزبدة ونوع مميز من زيت جوز الهند النقي.
وبالرغم من أن خليط القهوة مع الزبدة وزيت جوز الهند يبدو مثيراً للاشمئزاز، فإنه حصد شعبية واسعة وتم الترويج له على أنه يملك القدرة على إنقاص الوزن.
فمنذ أن بدأ أسبري في بيع المنتج عام 2012، تشير التقديرات إلى أنه تمكن من بيع أكثر من 160 مليون كوب.
وحقق هذا المشروع استثمارات بقيمة تصل إلى أكثر من 68 مليون دولار أمريكي، ثم توسع ليصبح علامة تجارية أوسع تشمل المنتجات الغذائية مثل أشرطة البروتين والقمصان والكتب الغذائية.
فكرته جاءت من سفره إلى التبت والقهوة غيرت حياته
خطرت فكرة هذا المنتج الغريب ببال أسبري في عام 2004 أثناء سفره إلى التبت.
كان أسبري يعمل سابقاً كمدير تنفيذي لتكنولوجيا المعلومات في سيليكون فالي، ولكن على مرّ السنين أصبح يعاني من زيادة الوزن وأصيب بالأمراض، ويقول إنه في أسوأ حالاته وصل وزنه إلى 136 كيلوغراماً.
كوسيلة لتحسين صحته، قرر أسبري السفر إلى التبت لممارسة التأمل.
وبينما كان يمشي في الجبال، عُرض عليه كوب من الشاي مع زبدة الياك (حيوان قريب من الجاموس والمنك).
ويقول: "بعد تناوله، أدركت أنني بدأت أشعر بتحسّن على الصعيد النفسي".
بعد عودته إلى كاليفورنيا، بدأ في التجربة حتى وصل إلى نسخته الخاصة من هذا الشراب.
يقول رجل الأعمال إنه يشرب قهوته كل صباح، وأن ذلك ساعده كما يقول على تغيير حياته وفقدان 45 كيلوغراماً.
مؤيدون ومعارضون
بعد رواج منتجه وُجّه العديد من الانتقادات القاسية لأسبري، لا سيّما من قِبل الأطباء، الذين يجادلون بأن صاحب المشروع ليس لديه أي شهادة طبية أو خبرة غذائية.
ويقولون إن إضافة الزبدة إلى القهوة ليس أمراً صحياً بتاتاً.
مع ذلك يدافع عنه آخرون بقولهم إن العلامة التجارية الخاصة بأسبري لاقت رواجاً كبيراً وساعدت في تغيير حياة العديد من الناس بمن فيهم أسبري نفسه.
ومع ذلك، فإن أيسلينج بيغوت، أخصائية التغذية والمتحدثة باسم الجمعية البريطانية للتغذية، لديها نظرة ناقدة أيضاً.
تقول: "لا أوصي أبداً بقهوة Bulletproof، لأنها تحتوي على سعرات حرارية ودهون إضافية دون تقديم أي قيمة غذائية أخرى".
وتضيف: "لا فائدة في إضافة الزبدة إلى القهوة".
يدرك أسبري النقد، لكنه يشير إلى أن بعض المتخصصين يقولون إن الوجبات الغذائية الغنية بالدهون والمنخفضة السكر جيدة.
ويضيف: "كنت مصاباً بالتهاب المفاصل في ركبتي ومتلازمة التعب المزمن، وكان لديّ خلل وظيفي إدراكي وكنت معرضاً لخطر الإصابة بنوبة قلبية، وكنت مصاباً بمرض السكري لكني نجحت في تغيير كل ذلك".
يشير أسبري أيضاً إلى أنه على عكس النظم الغذائية الحديثة، يعتمد منتجه على عادات تبتية قديمة.
في النهاية يقول: "أشعر بالرضا إزاء كوني جزءاً من نظام غذائي يعود لأكثر من 4000 عام".
أنفق أكثر من مليون دولار على تجارب "مجنونة"
بالرغم من كل الانتقادات التي وُجّهت إلى رجل الأعمال ديف أسبري ومنتجه، فإنه في النهاية حقق نجاحاً مادياً ضخماً، إذ تقدر عائدات منتجه بملايين الدولارات، فماذا فعل أسبري بكل هذه الأموال؟
استثمر أسبري أمواله في تجارب توصف بأنها مجنونة، الهدف منها هو تحسين صحته ليكون قادراً على العيش 180 عاماً.
يقول رجل الأعمال الأمريكي البالغ من العمر 45 عاماً، مؤسس العلامة التجارية Bulletproof: "لا أعتقد أن ذلك خيال علمي. شخص ما يجب أن يفعل ذلك، وأنا على استعداد للموت أثناء المحاولة".
بينما يصفه كثير من الناس بأنه غريب الأطوار، يُعرّف أسبري بأنه: "أول مخترِق بيولوجي محترف في العالم".
والمخترق البيولوجي هو شخص يستخدم العلم والتكنولوجيا لمحاولة تحسين صحته عن طريق "القرصنة" أو "اختراق" بيولوجيته الخاصة، وغالباً ما يفعل أشياء يعتبرها بقيتنا مجنونة بعض الشيء.
فقد دفعه بحثه عن الخلود إلى استخراج جزء من نخاع العظم كل ستة أشهر، للحصول على بعض خلاياه الجذعية ثم حقنها في جميع أنحاء جسمه.
كما أنه يستخدم جزءاً من وقته في غرفة العلاج بالتبريد، والتي يستخدم فيها النيتروجين لتبريد جسده. وكأن ذلك لم يكن كافياً، إذ يأخذ "حمامات" من ضوء الأشعة تحت الحمراء ويضع أقطاب كهربائية على رأسه.
ويكشف أنه أنفق أكثر من مليون دولار لتطوير أداء جسمه وعقله.