بعد نحو 22 عاماً من وفاة الأميرة ديانا زوجة الأمير تشارلز، كسر زوجان بريطانيان صمتهما حول تفاصيل الحادثة التي وصلا مكانها في باريس بعد لحظات من وقوعها وقالا إن ذلك لم يكن مجرّد حادث مروري.
وفاة الأميرة ديانا لم يكن بسبب حادث سير!
وفق صحيفة Daily Express البريطانية التي أجرت مقابلة مع الزوجين جاك وروبن فايرستون اللذين يقيمان في مجمع مسور خوفاً من "عمليات انتقامية" من قبل أطراف مؤثرة لسبب معرفتهما تفاصيل وفاة الأميرة.
وأعرب الزوجان عن قناعتهما بأن وفاة الأميرة كانت بفعل فاعل وتقف وراءها الأسرة الملكية وأجهزة خاصة، موضحين أن ما شاهداه في نفق باريسي لقيت فيه ديانا مصرعها يتناقض مع الرواية الرسمية ويستدعي تساؤلات جدية.
سيارتان غامضتان دخلتا النفق قبل سيارة الأميرة
وقال الزوجان إنهما مع نجلهما في سن 11 عاماً، في 31 أغسطس/أب عام 1997، دخلوا بسيارة أجرة نفق برج "ألما" بعد دقائق معدودة من وقوع الحادث، وشاهدوا هناك، أمام سيارة "مرسيدس" المنكوبة التابعة لديانا، سيارتين أخريين غامضتي اللون تبدوان كتلك السيارات التي تستخدمها الجهات الرسمية.
وأشار الزوجان إلى أن هاتين السيارتين توقفتا أمام السيارة المنكوبة التي لقي فيها كل من الأميرة ديانا وصديقها عماد "دودي" الفايد وسائقهما هنري بول حتفهم، ويبدو أن هاتين السيارتين دخلتا النفق قبل سيارة الأميرة.
ولم يكن الزوجان فايرستون شاهدي العيان الوحيدين لهاتين السيارتين، إذ أكد وجودهما في النفق أيضاً المحامي هنري هانتر، لافتاً إلى أن إحداهما كانت "تستر" على الأخرى التي ضربت سيارة ديانا على ما يبدو.
وخلص الزوجان فايرستون اللذين لم يكونا على علم بأن السيارة المنكوبة تابعة للأميرة ديانا، في البداية إلى الاستنتاج بأن وقتاً طويلاً مضى على وقوع الحادث، وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى، بسبب غياب أي نشاط لخدمات الطوارئ في الموقع.
وقال جاك إنه لم يكن هناك سوى مصورين صحفيين وضابط شرطة واحد فقط أمام السيارة المنكوبة، وكان الأخير يتصرف كما لو أنه لم تكن هناك أي حالة طارئة على الإطلاق.
حاولا التواصل مع الشرطة الفرنسية لكنها تجاهلتهما!
وبعد إدراكهما أن الحادث أودى بحياة الأميرة ديانا، حاول جاك وروبن الاتصال بالشرطة الفرنسية، لكنها تجاهلتهما، وقال أحد الضباط لهما إن لدى المحققين "فائض من الشهود"، ما أثار استغراب الزوجين لأن الحديث دار عن وفاة إحدى أشهر نساء العالم.
واضطرت الشرطة الفرنسية إلى الاستماع إلى شهادات الزوجين بعد لجوئهما إلى وسائل الإعلام، لكن عناصر الشرطة أعاقوا هذه العملية قدر الإمكان، وفي نهاية المطاف عرضوا على جيك التوقيع على بيان مكتوب باللغة الفرنسية، التي لا يجيدها إطلاقاً، لكنه رفض.
وتبين لاحقاً أن شهادات فايرستون لم تتم إضافتها إلى ملف التحقيق، ولم يتم ذكر هاتين السيارتين الغامضتين في وسائل الإعلام والوثائق الرسمية.
القضاء البريطاني رفض إفادتهما قبل تدخّل والد دودي الفايد
كما رفض القضاء البريطاني لاحقاً أيضاً الاستماع إلى إفادات الزوجين اللذين كانا يقيمان في نيويورك، لكن في نفس الوقت تواصل معهما الفريق القانوني لوالد "دودي"، رجل الأعمال محمد الفايد، ليقدم بيان فايرستون إلى القاضي البريطاني اللورد سكوت بيكر، ما دفع السلطات البريطانية إلى استدعاء الزوجين لتقديم شهادتيهما أمام محكمة.
لكن الجلسة القضائية جرت بطريقة أظهرت بوضوح للزوجين أن القاضي لا يريد الاستماع إلى إفادتيهما إذ عوملا كأنهما هما من ارتكب جريمة.
وقالت روبن: "لا أعتقد أن وفاة ديانا كانت مجرد حادث، وتصرفات السلطات تجعلني أصدق ذلك حتى يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى"، وتابع جاك: "آمل أن يكتشفوا الحقيقة يوماً ما".
الأميرة ديانا والأمير تشارلز.. قصتهما من البداية
بدأ زواج الأميرة ديانا والأمير تشارلز المضطرب في عام 1981، بعد خطبة كانت مدتها قصيرة، قبل أن ينتهي هذا الزواج التعيس بالطلاق، وحادث وفاة حزين لأميرة ويلز.
زواج الأميرة ديانا والأمير تشارلز
وازداد استياء ديانا من زواجها، بعد ولادة الأمير وليام والأمير هاري، حتى نصحت الملكة في النهاية الزوجين بالطلاق في عام 1996.
وكانت الملكة الأم هي أكثر أعضاء العائلة المالكة قرباً من تشارلز عندما بدأ الزواج ينهار.
الفيلم الوثائقي "قصة ديانا"
ووفق موقع Express، يتعمق الفيلم الوثائقي "قصة ديانا"، الموجود على موقع أمازون والذي صدر عام 2017، في علاقات العائلة المالكة مع أميرة ويلز الراحلة.
ويعرض الفيلم رواية بول بوريل، الذي انضم إلى ديانا، ليعمل رئيس خدم لديها بعد أن ترك خدمة الملكة في عام 1987.
يروي بوريل كيف لاحظ علاقات ديانا مع العائلة المالكة وراء الأبواب المغلقة.
وقال: "تعاملت بقية العائلة المالكة مع ديانا كما لو كانت فتاة عادية، في الواقع لم يعطوها الكثير من الاهتمام على الإطلاق".
الملكة عاملت الأميرة ديانا بازدراء
ومع ذلك، يصف بوريل كيف تعاملت معها الملكة الأم بازدراء، يقول: "لاحظت أنه بأحد الأيام، في حين كانت الملكة الأم العجوز تمر عبر غرفة الجلوس، وجدت صورة ديانا على غلاف مجلة Hello! فقلبت المجلة على ظهرها لتخفي الصورة، ثم واصلت المشي".
وأضاف: "بالنسبة لي، عني ذلك أنها كانت غير مقبولة بتاتاً، لقد أزعجهم ازدياد شعبيتها حتى على كبار أعضاء العائلة المالكة، وهذه منطقة خطرة".
زوجها كان مُهيناً وقاسياً معها
في الفيلم الوثائقي، يصف بوريل كيف أن زوجها، الأمير تشارلز، كان "مُهيناً" و"قاسياً جداً" مع الأميرة الراحلة ديانا، حتى "تفقد الثقة بنفسها" قبل التجمعات الهامة.
وكانت علاقة ديانا والملكة الأم مشحونة بشدة، إذ لم تكن الملكة الأم تسمح قط بذكر اسم ديانا في حضورها بعد وفاتها في عام 1997.
أما تشارلز، فقد كان الحفيد المفضل لديها، وقد مدحها أمير ويلز في جنازتها عام 2002، واصفاً إياها بأنها "أكثر الجدات روعة على الإطلاق".
وفاة الأميرة ديانا وفق رواية العائلة الملكية
في 31 أغسطس/آب 1997، قابل الناس النهاية المأساوية للأميرة ديانا، التي توفيت نتيجة حادث سير.
وكانت الأميرة تهمّ بمغادرة فندق ريتز، وهو أحد فنادق باريس، رفقة عماد الدين (دودي الفايد) وسائق عائلة الفايد، حيث لاحقهم المصوّرون بعد خروجهم من الفندق.
وهو الأمر الذي أدّى إلى تحطّم السيارة التي تقلّ الأميرة ديانا في أحد الأنفاق الباريسية، بسبب خروجها عن السيطرة، فمات الفايد والسائق فوراً، ولكن الأميرة ماتت بالمستشفى في وقت لاحق.
ويُذكر وجود العديد من الجهود المبذولة لإنقاذها، ولكن دون جدوى، وعلى الرغم من إصابة الحارس الشخصيّ بإصابات وجروح خطيرة؛ فإنّه نجا من هذا الحادث المروّع.