طفل أفغاني يرقص فرحاً بعد حصوله على ساق صناعية جديدة

أراد أحمد سيد رحمن، البالغ من العمر خمس سنوات، التباهي بساقه الصناعية الجديدة أمام أخصائيي العلاج الطبيعي والممرضات، الذين قدموا له الرعاية في مركز لتقويم العظام بالعاصمة الأفغانية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/08 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/08 الساعة 10:57 بتوقيت غرينتش

أراد أحمد سيد رحمن، البالغ من العمر خمس سنوات، التباهي بساقه الصناعية الجديدة أمام أخصائيي العلاج الطبيعي والممرضات، الذين قدموا له الرعاية في مركز لتقويم العظام بالعاصمة الأفغانية.

وبينما كانت هناك أغنية أفغانية في الخلفية، وقف أحمد على قدميه وأخذ يرقص وهو يضحك بسعادة بدت أنها تغمره.

وصوّرت الطبيبة ميلغارا رحيمي، الطفل بكاميرا هاتفها، ونشرت مقطع الفيديو على فيسبوك خلال عطلة نهاية الأسبوع، ثم نشره موظف آخر على تويتر، وبحلول يوم الاثنين الماضي 6 مايو/أيار 2019، انتشر المقطع بشكل هائل، بحسب ما ذكرته صحيفة  WashingtonPost، أمس الثلاثاء.

وأُصيب أحمد برصاصة عندما كان يبلغ من العمر 8 أشهر خلال قتال في قريته بين طالبان والقوات الأفغانية التابعة للحكومة، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، تم تركيب العديد من الأرجل اليمنى الصناعية له.

"هذا أنا".. هذا ما قاله الطفل صباح أمس الثلاثاء، وهو يشاهد مبتهجاً الفيديو في مركز تقويم العظام الذي تديره اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كابول، ثم نظر إليه مرة أخرى وركض ليريه لوالدته والممرضات الأخريات.

آلاف الحالات المشابهة

وأحمد هو واحد من آلاف الأطفال الأفغان الذين يعيشون بأطرافٍ صناعية بسبب إصابات الحرب منذ افتتاح المستشفى عام 1988. وقد أصيب الطفل وشقيقته الكبرى، سليمة، التي كانت تحمله في ذلك الوقت، عندما حُوصرا في معركة بولاية لوكر منذ أربع سنوات.

وتعافت سليمة من إصاباتها، لكنّ أحمد فقد ساقه اليمنى، ومنذ ذلك الحين، وخلال نموه، زوّده موظفو اللجنة الدولية بعددٍ من الأرجل الصناعية دون مقابل. وكانت هذه هي الساق الرابعة.

وأثناء زيارتها للمركز يوم الثلاثاء، قالت والدة الطفل: "أريده أن يذهب إلى المدرسة ويصبح طبيباً أو معلّماً"، وتابعت والدته، ريزا، التي تستخدم، مثل العديد من الأفغان، اسماً واحداً: "أنا سعيدة للغاية.. إنه طفل جيد".

وانتشر الفيديو الذي نشرته رحيمي على نطاق أوسع بعد أن أعادت رويا موساوي، المتحدثة باسم اللجنة الدولية في كابول، نشره على تويتر وعلى صفحة اللجنة الدولية.

وأشاد العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بابتسامة الطفل التي لا تُقدّر بثمن، وبقوة مقاومته، وغرّد أحدهم: "لا أستطيع التوقف عن البكاء".

ووفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، تلقّى أكثر من 100 ألف ضحية أطرافاً صناعية في هذا المركز بكابول على مدار الثلاثين عاماً الماضية من النزاعات المتتالية. حوالي 10% منهم كانوا من الأطفال.

ومن بين حوالي 60 ألف أفغاني مسجلين حالياً بدون أطراف، تبلغ نسبة الأطفال حوالي 8 إلى 10%.

وبعض الحالات كانت مأساوية أكثر من غيرها. ففي أبريل/نيسان 2018، فقد سبعة أطفال من عائلة واحدة أطرافهم عندما انفجرت ذخائر غير منفجرة في ولاية ننكرهار. ولقي ثلاثة أطفال وشخص آخر حتفهم في هذا الانفجار.

أحمد أصبح مشهوراً

وقال ألبرتو كايرو، الذي يدير مركز تقويم العظام منذ فترة طويلة، إن صنع الأطراف الصناعية للمرضى مهمة معتادة وروتينية بالنسبة لفريقه، وإن رؤية الأشخاص الذين يعيشون بهذه الأطراف أمر شائع في كابول، لكن الفيديو الخاص بأحمد، كما يقول: "قد لمس وتراً حسّاساً".

وقال كايرو: "عندما ترى طفلاً يرقص بأطرافه الاصطناعية، فإن الجميع سيشاهدونه بالطبع. أنا سعيد جداً لمعرفة أن هذا المقطع  ينتشر في كل مكان".

وخلال 24 ساعة بعد نشر الفيديو، أصبح أحمد مشهوراً، وامتلأ المركز بالصحفيين لمقابلته وإجراء حديث صحفي مع والدته. وما زال أحمد يدور ويرقص بمهارة أمام عدسات الكاميرات.

قالت والدته، وهي أم لثمانية أطفال آخرين، إن الأسرة لا تزال تعيش بقرية فقيرة في لوكر، وتسافر لعدة ساعات إلى كابول عندما يحتاج أحمد إلى زيارة المشفى التابع للصليب الأحمر، وقالت إن زوجها مريض جداً وغير قادر على العمل.

واختتمت الأم بقولها وهي تنظر لابنها مبتسمة: "أدعو الله أن يظل هذا المستشفى قائماً"، وتابعت: "سوف يكافئ الله من أسسه في الدنيا والآخرة".

علامات:
تحميل المزيد