تعرَّضت امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً للضرب حتى الموت على أيدي إخوانها في جنوب السودان، بعد رفضها للزواج "المدبر" الذي أقامه والداها.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2019، إن نيالوك ماجوروك، قُتلت في بلدة ييرول بولاية البحيرات الشرقية، لأنها رفضت الاقتراح المقدم من الخاطب المفضل لوالديها.
وبحسب ما ورد، عرض الرجل على الأسرة 40 بقرة كهدية -أو هدية مشروطة- قبل الزواج.
رفْض الزواج يتسبب في قتلها من قبل إخوانها
قال وزير الإعلام، تابان هابيل، وفق ما نقلته الصحيفة البريطانية، إنه تم اعتقال رجل بعد وفاة نيالوك، ويواجه تهماً بالقتل، بينما سجن والدها أيضاً.
كان الأب هو الذي أمر الناس بقتل ابنته لأنها رفضت الزواج. وقال إن المتهم الأول يدعى أنيتش.
وأدان هابيل وفاة نيالوك، وقال إن الدولة ستُواصل معالجة مشكلة الزواج القسري الواسعة النطاق.
وقال: "هذا عمل همجي يحتاج إلى تدخل فوري من الحكومة، إنه الحادث الثاني من نوعه، فقد لقيت فتاة في العام الماضي حتفها، بعد أن ضربها والدها حتى الموت".
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب السودان لديه ممارسة ثقافية عميقة الجذور لدفع المهر للعرائس، وعادة في شكل أبقار. كما أن لديها تاريخاً طويلاً من زواج الأطفال.
على الرغم من أن هذه الممارسة غير قانونية الآن، فإن 40% على الأقل من الفتيات ما زلن يتزوجن قبل سن 18 عاماً، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
لكن من المفترض أن المادة 17 من دستور جنوب السودان، الذي مزَّقته الحرب تضمن للنساء والفتيات الحق في الموافقة على الزواج.
والحالة ليست الأولى في بلد ينتشر فيه الزواج القسري
وقال جوان نيانيوكي، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لمنطقة شرق إفريقيا ومنطقة القرن والبحيرات العظمى: "إن إجبار شخص ما على الزواج ضد إرادته يعد انتهاكاً واضحاً لدستور جنوب السودان، وكذلك التزاماته الدولية في مجال حقوق الإنسان".
وأضاف: "الزواج والقتل ليسا غير شرعيين فحسب، بل غير إنسانيين أيضاً. ندعو الحكومة إلى محاسبة الأفراد المسؤولين على الفور.
وتأتي حادثة مقتل الفتاة بعد شهور قليلة على "مزاد" على فتاة في السابعة عشرة من عمرها، فاز به في نهاية المطاف رجل يزيد عمره على عمرها 3 أضعاف، وقدم مهراً خيالياً وغير مسبوق.
ويقال إن المهر تضمَّن 500 بقرة وسيارتين فاخرتين و1000 دولار ودراجتين هوائيتين وقارباً وبعض الهواتف الذكية.
وأصبحت ابنة الـ17 ربيعاً الزوجة التاسعة للرجل صاحب أكبر مهر في تاريخ الولاية، فيما كان من بين الذين شاركوا في "المزاد على الفتاة" نائب حاكم الولاية نفسها.