أفادت تحقيقات أنَّ مقتل طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات بعد تحطُّم سيارة السباق الخاصة بها في أحد سباقات السرعة بمدينة برث الأسترالية، بعد أن كانت تسير بسرعة كبيرة، عندما بدا أنَّ مسؤولاً كان يلوح لها نحو بوابة الخروج.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 18 فبراير/شباط 2019، إن أنيتا بورد عانت من إصابات دماغية قوية في الحادث، الذي وقع في ساحة "موتوربليكس" المُخصّصة لسباقات السيارات بمدينة برث، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أي بعد يومين من عيد ميلادها عندما بلغت الحد الأدنى للسن، للمنافسة في سباق المسافات القصيرة الخاص بالأطفال.
كانت بورد تحاول الحصول على رخصتها، وواجهت انتكاسات قبل إنجاز محاولتها الأولى، من بينها خضوعها لتكرار الاختبار العملي لأنَّها بدت متوترة.
السرعة وتعليمات مسؤول تسبَّبتا في الحادث المميت
بعد بداية خاطئة، انطلقت بورد في السباق حتى وصلت سرعتها إلى 86 كم/ساعة، بعربة السباق الخاصة بها، التي كانت مزينة بصور لشخصيتها المفضلة في لعبة My Little Pony.
وأكملت ما وصفه والدها، إيان بورد، بأنَّه "جولة مستقيمة مَضْبُوطة وجميلة".
لكن بعد عبور خطّ النهاية، لم تُبطْئ بورد سرعتها على نحوٍ كاف للخروج من مسار السباق، لذا أصيب والدها بالذعر، وتمنَّى أن تستمر في التقدُّم إلى الأمام مباشرةً كما تعلّمت.
أفاد مسؤول داخل مسار السباق، يُدعى شون روزلنج، المتهم بالتسبب في مقتل طفلة ، أنَّه جاء إلى المسار وأشار إلى أنيتا لتبطئ من سرعتها، لكن آخرين، بمن فيهم والدها، ظنَّوا أنَّه ربما كان يلوح لها للاتجاه نحو بوابة الخروج.
وقال المحقق الشرطي رفيع المستوى، تيرنر، لقاضي التحقيق بولاية أستراليا الغربية، الإثنين 18 فبراير/شباط، إنَّ "إيان أدركت أنَّها كانت فقط تفعل ما أخبرها به شخص بالغ أن تفعله".
انعطفت أنيتا بورد بسيارتها بحدة في اللحظة الأخيرة واصطدمت بحاجز. وعلى الرغم من أنها كانت مُثبتة بقوة بأحزمة الأمان في عربتها اصطدم رأسها بعجلة القيادة، مما أدى إلى كسر خوذتها.
وقال تيرنر، إن قوة الاصطدام أدت إلى دفع عمود القيادة باتجاه السائق أو تحرُّك المقعد إلى الأمام.
ولم يتسن التأكد من ذلك، لأن الهيئة الوطنية لسباقات السيارات في أستراليا أخلت مكان الحادث ونظَّفته وفكَّكت السيارة جزئياً قبل وصول الشرطة في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، عندما استؤنف السباق.
كما كان هناك تقصير من الشرطة في التحقيقات
وقالت المحقّقة في قضية مقتل طفلة أسترالية، سارة لينتون، إنَّ الهيئة الأسترالية لم تُقدر في البداية مدى جدّية وخطورة الوضع. وأضافت: "أدرك أنَّ ثمة ضغطاً على الجميع للحفاظ على تسيير الأمور بشكل طبيعي".
وقالت لينتون إنَّ الشرطة لم "تتعامل مع الأمر على نحوٍ جيد"، حيث لم يفحص الضباط المسؤولون عن التحقيق في حوادث التصادم مكان الحادث إلا بعد مرور أسبوعين.
كان يُعتقد في البداية أنَّ حادثة التصادم لا تحتاج إلى تحقيق، لأنَّ مسار التحرُّك كان على أرض خاصة.
قال تيرنر: "أعتقد أنَّه كان ينبغي عليهم الذهاب إلى هناك في ذلك اليوم". وأضاف أنَّه يعتقد أنَّ طفلة في الثامنة من عمرها أصغر كثيراً من أن تستطيع السيطرة على سيارة سباق عند سرعات عالية، وأن تُقدّر المسافات على نحوٍ صحيح وتأخذ توجيهات من مسؤولين في السباق.
وقال الرقيب المحقق بالإنابة، لين ميد، إنَّ العديد من الحوادث السابقة على مسارات السباقات كان من بين أسبابها بوابة الخروج، التي تتطلب انعطافاً حاداً، وينبغي أن تكون جزءاً من اختبارات الحصول على الترخيص.
توفيت أنيتا في اليوم التالي للحادث، وجرى التبرع بقلبها وكبدها وبنكرياسها وكليتيها. وحُظرت سباقات السيارات للأطفال في ولاية أستراليا الغربية نتيجة لهذه المأساة.