تسببت قطعان الذئاب في ألمانيا بمواجهات بين المزارعين الراغبين في حماية ماشيتهم، ودعاة حماية البيئة بألمانيا، الذين يدافعون عن ضرورة حماية الأنواع المعرضة للانقراض، ليصل النقاش إلى صفوف السياسيين.
وذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أنه منذ أكثر من قرن، انقرضت الذئاب في ألمانيا بسبب صيدها، لكنها عادت مرة أخرى وصار وجودها مصدراً للنزاع السياسي.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هجمات الذئاب على الماشية ارتفعت بشكل كبير عام 2017، وفقاً لإحصاءات حكومية صدرت مطلع الأسبوع الجاري، إذ نفذت الذئاب 472 هجوماً، بزيادة تمثل نسبة 66% على العام الماضي (2018).
وارتفعت نسبة الماشية المقتولة أو المصابة أو المفقودة، ومعظمها من الأغنام والماعز، إلى 55%، أي وصل عددها إلى 1667 حيواناً.
غضب المزارعين يواجه سعادة دعاة حماية البيئة
أدت مسألة التعامل مع الذئاب إلى تأليب المزارعين الذين يريدون حماية ماشيتهم، على دعاة حماية البيئة، الذين يعطون الأولوية لحماية الأنواع المعرضة للانقراض.
قالت يوليا كلوكنر وزيرة الزراعة، إن الأرقام الأخيرة كشفت أن الحكومة بحاجة إلى التصرف. يجب على الحكومة أن تغير لوائحها التنظيمية، لتقنين إزالة قطيع الذئاب، بحسب ما أخبرت به صحيفة Neue Osnabrücker Zeitung الألمانية.
على مدى أكثر من قرن، كانت ألمانيا تشهد انقراضاً بالذئاب. غير أنه في السنوات الأخيرة، لا سيما منذ إعادة توحيد ألمانيا، دخلت الحيوانات مرة أخرى وتعود ببطء إلى سابق عهدها. هي منتشرة بشكل خاص في دول ألمانيا الشرقية سابقاً، حيث عبَر الكثير منها الحدود مع بولندا.
أثنى دعاة حماية البيئة على عودة الذئاب، لكن لم يكن الجميع سعداء بعودتها، أو بمنحها وضع حماية خاصة. حظرت لوائح الاتحاد الأوروبي قتل الذئاب، وسمحت باستثناءات فقط عندما لا يكون "ثمة بديل مُرضٍ" أو أن حياة الناس في خطر.
وهو ما تسبب في جدال سياسي بسبب الذئاب في ألمانيا
في غضون ذلك، جادل المزارعون بأنه يجب السماح لهم بإطلاق النار على الحيوانات المفترسة عندما تتعرض ماشيتهم للخطر المباشر.
تُوافق عى ذلك بعض الأحزاب السياسية، منها حزب الديمقراطيين المسيحيين من يمين الوسط الذي تنتمي له كلوكنر، ودعوا إلى تقويض وضع الحماية الذي تحظى به الذئاب، وهو الأمر الذي سيسمح بصيدها في حالات معينة.
تشير الإحصاءات الصادرة عن مركز التوثيق الاتحادي الألماني إلى أن 73 قطيعاً من الذئاب، و30 زوجاً و3 ذئاب فردية شوهدت في البلاد. وكان ذلك في 7 ولايات من الولايات الـ16 بألمانيا، خاصةً الولايات الألمانية الشرقية السابقة مثل براندنبورغ وساكسونيا.
لكن الهيئة الحكومية قالت إن إطلاق النار على الذئاب لن يكون سوى حل قصير الأجل. وفي نهاية المطاف، يجب أن "تتكيف أساليب المزارعين وممارساتهم مع الوجود الجديد للذئاب"، بحسب ما صرحت به الهيئة.