اعترفت الشرطة الإندونيسية بأن ضباطها ضلعوا في ترويع رجل بثعبان، وذلك بعد أن انتشر مقطع فيديو للحادثة عبر الإنترنت يظهر فيه الرجل وهو يصرخ من الرعب وسط ضحكات من الضابط الذي يستجوبه.
واعتذرت الشرطة من منطقة بابوا الواقعة أقصى شرق إندونيسيا، على الرغم من أنها حاولت أيضاً تبرير أفعال الضباط بالقول إن الثعبان لم يكن ساماً وإنهم لم يلجأوا إلى ضرب الرجل الذي اشتبه به في جريمة سرقة.
وأمس الأحد 10 فبراير/شباط، قالت فيرونيكا كومان، محامية حقوق الإنسان، التي نشرت هذا الفيديو المزعج، إن أساليب الاستجواب كانت تعذيبية وانتهكت سياسات الشرطة وقوانين عدة.
وأضافت أن الفيديو لم يكن سوى الأحدث ضمن عدة تقارير عن استخدام ضباط الشرطة والجيش للثعابين لترويع المعتقلين في بابوا وقدم دليلاً على ثقافة العنصرية ضد سكان بابوا الأصليين.
Ternyata penggunaan ular untuk interogasi orang Papua yang ditangkap cukup marak. Terakhir yang diketahui adalah terhadap Sam Lokon anggota KNPB. Video ini kabarnya di Wamena.
Snakes are reported being used against West Papuans for interrogation. pic.twitter.com/Rf72r9oJMO
— Veronica Koman (@VeronicaKoman) February 8, 2019
وفي يناير/كانون الثاني، اعتُقل سام لوكون، وهو عضو في اللجنة الوطنية لبابوا الغربية والذي يدعو إلى استقلال إندونيسيا، في زنزانة مع ثعبان وتعرض للضرب بعد اعتقاله، بحسب ما قالت فيرونيكا.
وأشارت الشرطة إلى الحادثة التي وقعت مؤخراً مع اللص المزعوم ضمن حملة في محافظة جاياويجايا.
اعتذار نادر للشرطة
وأدى انتشار مقطع الفيديو إلى إجبار الشرطة على تقديم اعتذار "نادراً ما يحدث للغاية"، بحسب ما قالت فيرونيكا، إلى جانب أنه جلب انتقادات على محاولة تقديم مبرر.
ويستغرق مقطع الفيديو دقيقة و20 ثانية ويعرض الثعبان وجلده من البني الغامق، وطوله متران على الأقل، ملفوفاً حول رقبة وخصر المشتبه به المكبل اليدين بينما يدفع أحد الضباط رأس الحيوان صوب وجه الرجل الذي يزيد ذعره.
وظهر الضباط وهم يسألونه عن عدد المرات التي سرق فيها الهواتف.
وقال طوني أناندا سوادايا، رئيس شرطة جاياويجايا، إنه نتيجة لذلك تلقى الضباط تدريبات في الأخلاقيات ومن ثم نُقلوا إلى مواقع أخرى.
ومن المرجح أن تزيد الأحداث من حدة التوترات في المنطقة التي تشهد تمرداً منذ أوائل الستينيات عندما سيطرت إندونيسيا على النصف الغربي من جزيرة غينيا الجديدة، التي كانت مستعمرة هولندية في السابق.
وشنت الشرطة مع الجيش حملة قمع كاسحة ضد مؤيدي الاستقلال بعد أن قتلت قوات التمرد في ديسمبر/كانون الأول على 19 شخصاً يعملون في موقع بناء على الطريق السريع عبر بابوا.
وقال رجل بولندي، محتجز في سجن جاياويجايا على خلفية محاكمته بالخيانة في وقت مبكر من هذا الأسبوع، إنه تعرض للاعتداء من ضباط الشركة الذين يزورون السجن واكتفى الحراس بمشاهدته ولم يحركوا ساكناً.