كشفت صحيفة The Mirror البريطانية أن نجل أحد المقاتلين المشاركين في الحرب العالمية الثانية والذي أنقذ طفلةً كانت متروكةً وحدها، أعلن عن ترحيبه بها كفرد من أفراد عائلته بعد أن علم بقصتها.
وكانت ماري كراب البالغة من العمر 77 عاماً، قد روت هذا الأسبوع كيف وضعتها أمَّها عام 1941 وتركتها أسفل شجرة صغيرة في غابة هورسيل كومون في ووكينغ بمقاطعة سري الإنجليزية، حسبما نشر تقرير لصحيفة The Mirror البريطانية.
الطفلة واجهت الموت، لكن أنقذها ثلاثة جنود كنديين
وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد كانت ماري على شفا حفرة من الموت قبل أن يعثر عليها ثلاثة جنود كنديين، هم جندي المدفعية براكيت، والرقيب كيرتيس، وجندي المدفعية غريفين، في 23 من سبتمبر/أيلول.
حملها الثلاثة إلى المستشفى حيث نجت من الموت، ثم تبنتها عائلة؛ غير أنَّها ظلت دائماً تتساءل عن منقذيها الثلاثة.
وصلت قصتها إلى نجل الرقيب إيرني كيرتيس، الذي ساعد في عملية الإنقاذ، والتُقِطَت صورةٌ له مع ماري في المستشفى. وقال هاري كيرتيس، البالغ من العمر 71 عاماً، من أنتاريو بكندا، إنَّ أسرته تتحرق شوقاً للقاء ماري وأنَّه سيرحب بها بذراعين مفتوحين.
وقال: "بكيت حين رأيتُ ماري في صحيفة The Mirror البريطانية".
هاري كيرتيس، كشف: "لم يكن أبي يتحدث قط عن الحرب، ولكنَّ هذه القصة كانت كثيراً ما تتردَّد على لسانه".
وأضاف: "دائماً ما كان يتساءل عمَّا حدث للرضيعة التي أنقذها والآن نعرف أنَّ اسمها أصبح ماري".
وتابَعَ قائلاً: "أنت لا تعرف فيض المشاعر الذي أثارته في نفسي رؤية ماري ومعرفة ما حدث لها في نهاية المطاف".
أحدهم الرقيب إيرني كيرتيس الضابط في سلاح المدفعية
وحسب الصحيفة البريطانية فقد كان الرقيب إيرني كيرتيس ضابط مدفعية مضادة للطائرات إبان الحرب، وكان مسؤولاً عن إسقاط الطائرات الألمانية فوق لندن.
كان يشارك في مناوراتٍ في المنطقة مع المدفعية الملكية الكندية حين عثر على ماري والحبل السرّي لا يزال ملتصقاً بها.
لفَّها كيرتيس وزميلاه في قميص نظيف وقصوا الحبل السري عنها قبل أن يحملوها إلى مستشفى فيكتوريا في مركبةٍ عسكرية.
عاد إيرني إلى كندا في 7 أبريل/نيسان 1942 وافتتح متجراً في جزيرة فانكوفر في مقاطعة بريتش كولومبيا. وفي مرحلة لاحقة ترك المتجر وتنقل بين عدة وظائف كعامل نظافة وفي مصنع لمعالجة اللحوم.
ثمَّ تزوج إيرني وأنجب خمسة أولاد وبنتين
وقد نشأت الطفلة بالتبني
أما ماري فقد نشأت في هارتفوردشير على يد والدين بالتبني هما مابيل وهوبيرت شيبارد.
اعترفت أمُّها البيولوجية بتركها، وحُكم عليها بالخضوع للمراقبة لمدة عامين.
قالت الأم للمحكمة إنَّها كانت تعمل في مزرعة بمقاطعة سري كأحد أفراد منظمة Women's Land Army حين حملت في ابنتها، غير أنَّها كتمت خبر الحمل عن أصحاب العمل. وباءت جميع محاولات ماري للوصول لأمها بالفشل.
وقال هاري إنَّه كان في الثامنة من عمره حين سمع بقصة ماري أول مرة.
لسوء الحظ أنَّ إيرني توفي عام 1995 حين كان في السادسة والثمانين من عمره، غير أنَّ ماري والغموض الذي يكتنف مصيرها ظلَّا من الأمور الشاغلة له طوال حياته.
قال هاري: "كان أبي فخوراً بماري". وأضاف: "طوال سني حياته كان يتساءل ما إذا كانت بخير، وما حدث لها وكيف صارت. كانت هذه طبيعة شخصيته. لسوء الحظ، لم يستطع قط أن يعرف ما حدث لها. دائماً ما كان يقول إنه سيعود إلى لندن ليلتقي بالأشخاص الذين تعرف عليهم أثناء الحرب؛ وكان يوَّد لو استطاع أن يلتقي بماري. لو كان أبي هنا لكان سيشعر بقدرٍ كبير من التشويق".
ويخطط هاري كيرتيس أن يراسل الطفلة
ويخطط هاري، الذي أصبح الآن أباً لطفلين، أن يرسل لماري كتافات ملابس والده الحربية لتحتفظ بها كتذكار.
وقال: "سيكون للكتافات معنى كبير لدى ماري. أوَّد أن أمنحها إياها لتظل على صلة بأبي".
وأضاف: "بالأمس، قالت ماري، التي أصبحت جدة الآن، إنَّ العثور على هاري وأسرته تغنيها عن العالم بأسره".
وتابَعَت: "لا أدري ما أقول. هذا أمرٌ رائع. وهو لطف من هاري أن يعرض عليّ كتافات ملابس والده. أنا ممتنة للأسرة بالتواصل معي".
واحتفظ إيرني بالصورة التي التُقِطَت له مع ماري. وهي موجودة في ألبوم صور العائلة مع قصاصة الصحيفة التي تحكي الواقعة يوم حدوثها بالإضافة إلى ما كتبه إيرني في مذكراته.
كتب إيرني في المذكرات بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 1941: "عثرت على رضيعة حديثة الولادة بالقرب من ووكنغ". أسرت الرضيعة قلوب إيرني ورفيقيه، إلى حد أنّهم حاولوا جاهدين أن يجعلوها "ابنة شرفية" لوحدتهم العسكرية، بل وخططوا أن يطلقوا عليها اسم مدنهم الأم.
شاركت جيسي شقيقة إرني في محبة ماري، بل ورغبت في تبنيها وإحضارها إلى كندا.
أضاف هاري: "لو كان بوسع عمتي جيسي أن تحضر ماري إلى كندا، لكانت قد تبنتها. وحينها كانت ستكبر بالقرب مني، كجزءٍ من عائلتنا".
وقالت عائلة كيرتيس إنَّها ستقيم حفلاً لماري إذا قررت زيارة كندا.