3 دقائق من مقطع فيديو يسجل رحلة صعود مصور دنماركي وصديقته ليلاً إلى أعلى هرم خوفو الأكبر في الجيزة، وينتهي بصورة عارية للاثنين، كانت كافية أن تحقق الهدف الذي كان يبتغيه صاحبه أصلاً: الشهرة.
فقد ظهرت صباح الجمعة 7 ديسمبر/ كانون الأول 2018، الكثير من العناوين على الصحف، الأخذ والرد على السوشيال ميديا عن تصوير "فيلم سيكس" على أعلى الهرم.
حتى أن السلطات المصرية أدلت بدلوها وقالت إن الفيديو مفبرك من الأفلام الأجنبية، رغم قولها إن التحقيقات لا تزال جارية!
فما قصة هذا الحادث، ومن هو المصور أندرياس هفيد، وما حكاية صديقته، وكيف تسللا إلى أعلى الهرم تحت أعين الحراس، وهل صورا فيلماً جنسياً؟
في الواقع الحادث، لم يكن مفبركاً كما زعم أشرف محيي، مدير عام آثار الهرم، ولم يتضح على الفور كيف استطاع المصور وصديقته التسلل ليلاً تحت أعين الحراس إلى قمة الهرم، رغم أن شرطة السياحة والآثار تخلي المنطقة بالكامل الساعة 4 من عصر كل يوم. ويمنع الدخول إلى المنطقة بعد هذا التوقيت.
مع ذلك استطاع هفيد وصديقته، كما يظهر تسجيل الفيديو، صعود درجات الهرم دون خوف أو وجل إلى أن وصلا إلى القمة حيث تظهر القاهرة بأضوائها ومبانيها.
فمن هو هفيد هذا؟
أندرياس هفيد، مصور دنماركي، بدأ قبل 10 سنوات في استكشاف المناطق المحظورة والخطرة، بحثاً عن المواقع الجميلة التي لا يستطيع الجمهور الوصول إليها، حتى أنه دخل منطقة كارثة تشرنوبل النووية المحظورة في أوكرانيا.
وفي معظم هذه الرحلات ترافقه صديقته التي تتعرى أمام الكاميرا، ويصوران صورة أحياناً تكون في وضع جنسي، ليقوم بعدها بعرضها على موقعه إذا يمكن الحصول على نسخة مطبوعة مقابل مبلغ مالي.
ليس ذلك فحسب، إذا يقدم محاضرات عن رحلاته هذه مقابل 300 دولار للساعة الواحدة.
أندرياس لم يتحدث عن صديقته، ولكنها كظله وتظهر في مجموعة كبيرة من صوره عارية في معظم الأحيان.
وكلما ازداد الحديث عنه في الإعلام ازدادت أرباحه بالطبع. لذلك يختار المواقع المثيرة للجدل.
يقول أندرياس على موقعه الخاص: "في السنوات الأخيرة سافرت كثيراً، كانت الأولوية لأوروبا الشرقية وآسيا، وقمت بتسلق مختلف البيوت الشاهقة في هونغ كونغ وبانكوك".
لا نعلم فيما إذا كان أندرياس يعلم حجم الضجة والغضب اللذين أحدثهما بتسلق هرم خوفو، لكن دافعه من دون شك هو الشهرة وجلب مئات بل ربما آلاف المتابعين.
كيف تمكن من الإفلات من الحراس؟
السلطات المصرية التي تسرعت ونفت الحادث، أكدت أنه يكاد يكون من المستحيل التسلل خلف حراس الأهرامات، فهل هذا يعني أن المصور الدنماركي وجد طريقة أخرى، ربما برشوة أحدهم للتستر عليه ليفعل ما فعله.
ويبدو من تسجيل الفيديو أنه قد قضى ليلته أعلى الهرم مع صديقته، ورغم أن التسجيل يبدو معتماً لكن الصورة الفوتوغرافية للمشهد الجنسي في نهاية الفيديو تبدو واضحة، فهل استخدم الرجل الإضاءة أيضاً دون أن يلاحظه أحد؟