بينما تقرأ الآن تتجه صخرة عملاقة قادمة من الفضاء إلى الأرض بسرعة تتجاوز 20 ألف ميل في الساعة (32186 كيلومتراً في الساعة)، أي ما يعادل 15 ضعف سرعة طائرة الكونكورد الأسرع من الصوت، وقد أطلق على هذا الكويكب اسم "NF23 2016".
وتعتقد وكالة ناسا أن قطر الكويكب يصل إلى حوالي 160 متراً، ما يعني أنه قد يكون أكبر حجماً من كاتدرائية القديس بولس التي يبلغ ارتفاعها 111 متراً، التي كانت تعد أطول مبنى في لندن حتى سنة 1967.
وفي 29 أغسطس/آب 2018، سيمر هذا الجسم بجوار الأرض على مسافة 3 ملايين ميل تقريباً، حيث يعد كبيراً بما يكفي ليصنف "كخطر محتمل".
وفي حال اصطدم الكويكب بالأرض، فإنه من المتوقع أن يدمر مدينة بأكملها ويودي بحياة الملايين. لكن لحُسن الحظ، لا يقع هذا الجسم على مسار تصادمي مع كوكبنا، لذا فمن غير المتوقع أن يتسبب الكويكب في أية أضرار.
وفي الحقيقة، لا داعي للخوف من تلك الكويكبات الضخمة، رغم أنها قادرة على محونا من على وجه الأرض، وذلك لأنه بات من السهل تعقبها نظراً لحجمها الهائل، وفق صحيفة Metro البريطانية.
في المقابل، يجب علينا الحذر من "الكويكبات الشبح" التي تكون أصغر حجماً من غيرها، لكن كبيرة بما يكفي لتدمير مدينة بأكملها، والتي يصعب رصدها للغاية.
إذ تعتقد وكالة الفضاء الأوروبية أن علماء الفلك لا يمكنهم رصد سوى كويكب واحد فقط من أصل 100 يصل قطرها إلى كيلومتر واحد.
وكانت بيانات جمعتها وكالة ناسا كشفت عن أنه قد تم رصد حوالي 4300 كويكب تتراوح أقطارها بين 100 متر وكيلومتر واحد حتى الوقت الحاضر.
وفي حال ثبتت صحة تنبؤات وكالة الفضاء الأوروبية، فهذا قد يعني وجود 430 ألف كويكب يجهل العلماء مكان تواجد معظمها، أو ما إذا كانت على مسار تصادمي مع كوكبنا.
وحسب ديتليف كوشني، وهو رئيس فريق البحث عن الأجسام القريبة من الأرض بوكالة الفضاء الأوروبية، فإنه حتى تلك الأجسام الصغيرة قادرة على إحداث أضرار بالغة بالأرض.
كما أشار كوشني في حديثه لموقع Space Daily العلمي، إلى أنه "في حال اصطدم كويكب يبلغ قطره 100 متر بالأرض، فمن المرجح أن يتسبب في أضرار جسيمة للمناطق التي بحجم ألمانيا، بل سيؤثر أيضاً على المناطق المحيطة. لكن كويكبات بهذا الحجم لا تضرب الأرض غالباً، إلا كل 10 آلاف سنة".
وبالنسبة للكويكبات التي تتراوح أقطارها بين 100 و50 متراً، تزداد احتمالية اصطدامها بالأرض بمتوسط مرة كل ألف سنة.
وفي القرن الماضي، وتحديداً عام 1908، اصطدم بالأرض وبالتحديد في منطقة توغوسكا، في سيبيريا جسم يصل قطره إلى 40 متراً، حيث دمر غابة بحجم منطقة مترو ميونيخ.
وأوضح كوشني أنه "بالنسبة للكويكبات التي يبلغ قطرها حوالي 20 متراً، على غرار ذلك الذي انفجر فوق مدينة تشيليابنسك الروسية في سنة 2013، والذي أسفر عنه إصابة 1500 شخص، فيحدث ذلك بمعدل مرة كل 10 إلى 100 سنة. ودون شك، سنشهد أمراً مماثلاً مرة أخرى خلال فترة حياتنا".
وفي مطلع هذه السنة، حذرت ناسا من "ضعف" دفاعات الأرض أمام الكويكبات، ما يعني وجود فرص "محدودة " لاكتشاف الكويكبات القادمة من اتجاه معين في الفضاء.
وكان كوشني قد أكد صحة هذه المخاوف قائلاً إن الأجسام الأصغر حجماً غالباً ما يتم رصدها مباشرة بعد اجتيازها القمر، وفي حال تم رصد كويكب ضخم في وقت متأخر كهذا، فلن تتمكن حكومات دول العالم من اتخاذ التدابير اللازمة وإخلاء أي مدن مهددة في الوقت المناسب.
اقرأ أيضاً..
يمكن لأكثر من مليون كويكب ضرب الأرض بطاقة تفوق القنبلة النووية.. ونحن لا نعرف أماكن معظمها!
ما قصة الكويكب الذي ضرب الأرض واشتعل فوق بوتسوانا الإفريقية؟ (فيديو)
إليك الصورة النادرة.. كاميرات "ناسا" ترصد شهاباً بوضوح شديد في سماء ألاباما
آلاف الكواكب والأجرام السماوية تدور حول الشمس عكس عقارب الساعة، إلا هذا الكويكب "المعجزة"