تخيل أن يقوم الذئب بحراسة الخراف وحمايتها من الأخطار، بالطبع هذه قصة قديمة كانت تُحكى لنا في طفولتنا، لكنها عادت من جديد، تحاول حركة يمينية معادية للمهاجرين واللاجئين في أوروبا إقناع اللاجئين عدم بالمجيء إلى أوروبا، في حين أنه لا يخفى على أحد محاولتها منع وصولهم لأوروبا للحفاظ على هوية أوروبا من المسلمين فحسب.
صحفيون وناشطون عرب وأجانب حذَّروا على شبكات التواصل الاجتماعي من "المنظمة الإغاثية" الجديدة، تابعة لحركة "الهوية -Identitäre Bewegung" الأوروبية اليمينية المتطرفة، التي تقول إنها تريد مساعدة اللاجئين في البقاء بدول الجوار، في سعيها للعمل ضد سياسة "الحدود المفتوحة" المنتهجة في أوروبا.
وقالوا إن المنظمة الجديدة التي تحمل اسم "Alternative Help Association (رابطة المساعدة البديلة)" تبحث عن شركاء لها في لبنان، داعين للحذر منها.
حركة "الهوية" جذورها فرنسية، نشطت منذ العام 2012 في كل من النمسا وألمانيا أيضاً، وتقول إنها تعمل ضد "وهم تعدد الثقافات"، و"الهجرة الجماعية غير الخاضعة للمراقبة"، "وفقدان الهوية بسبب التغلغل الأجنبي".
دعوات للمقاطعة
ودعا المخرج اللبناني ليل-زهرة مرتضى، على صفحته بموقع فيسبوك إلى متابعة وجود أفراد هذه المنظمة على الأرض في لبنان، والتواصل مع المخيمات والجمعيات لمواجهة ما يقومون به وطردهم.
German neo-nazi "NGO" (from Die Identitären) is doing their dirty work in Lebanon! Please spread the news and chase them…
Posted by Leil Zahra Mortada on Friday, May 25, 2018
الكاتب السوري-الكندي يزن السعدي، دوَّن على حسابه بموقع فيسبوك عن أجندة هذه الجمعية المدعومة من "الهوية"، قائلاً إنها مشينة على حد تعبيره. وأضاف "يريدون القول إن لبنان وسوريا باستطاعتهما التأقلم مع اللاجئين، وباستطاعة أوروبا، وخاصة ألمانيا، إعادة اللاجئين إلى سوريا، وإغلاق حدودها حيال الأسر التي لديها حق الانضمام إلى أفراد أسرها في ألمانيا. ودعا إلى نبذهم ورفض أي مساعدة يقدمونها في حال مصادفتهم في لبنان، وفعل كل شيء لإيقافهم، وتبيان من يتعاون معهم في لبنان".
URGENT: A German neo-Fascist organization called the "Die Identitären" (The Identitarian movement, Génération…
Posted by Yazan Al-Saadi on Friday, May 25, 2018
"في لبنان وقريباً في سوريا"
وكتبت المنظمة "الإغاثية" اليمينية على موقعها الإلكتروني أن هدفها العمل على جعل الناس يجدون أفقاً للعيش في مواطنهم، وعدم ترسيخ منظمتهم بشكل دائم هناك، بل إعطاء دفعات مالية ومفهومية للناس، وتمكين الاستغناء عنهم، لذا يُسمون نفسهم "البديل"، على عكس المنظمات الكبرى المثبتة هناك بشكل دائم هناك.
وزعمت أن ليس لديها مساع سياسية أو مذهبية، مؤكدين أنهم "يحترمون الحكومة الحالية والرئيس السوري"، ولا يعطون أنفسهم الحق في إطلاق حكم عليهم، مضيفة "هدف السياسة الدولية يجب أن يكون العمل على إحلال السلام فوراً في سوريا. وليس إطالة الحرب الأهلية عبر النقاشات الظاهرية الساخرة حول شرعية رئيس دولة وإيصال الأسلحة إلى وحدات المتمردين الإسلامية".
ونشرت "المنظمة الإغاثية" المزعومة شريط فيديو، مطلع شهر مايو/أيار الماضي، يظهر زيارة اثنين من القائمين عليها في مخيمات للاجئين في البقاع، وهما شخصان معروفان في أوساط اليمين المتطرف في ألمانيا، لمخيم للاجئين السوريين في لبنان.
وزعمت أن مشروعهم الأول يقوم على دعم الأسر السورية المحرومة اجتماعياً، الموجودين في مخيم اللاجئين في لبنان، عبر تقديم 50 دولاراً شهرياً لكل أسرة كأجرة لمكان نصب الخيمة، كي يتوفر لهذه العوائل أموال إضافية لصرفها للعلاج أو تعليم أطفالهم. كما تقول إنها ستعمل على إخبار اللاجئين هناك بأن "الجنة" لا تنتظرهم في أوروبا، في مسعى واضح لحثهم على البقاء حيث هم.
ودعت في منشور آخر إلى دعم مشروعهم في لبنان، مشيرة إلى أن مشاريع أخرى في سوريا قادمة.
ولا تترك المنظمة الفرص تمر دون دس السم في العسل، والتحريض ضد اللاجئين في ألمانيا، قائلة في أحد منشوراتها على فيسبوك، إن ما شاهدوه في المخيمات في لبنان يؤكد افتراضهم، أن المتضررين الحقيقيين ليسوا موجودين في ألمانيا، بل هناك في لبنان، حيث يعيش "المنسيون" الذين لم تصلهم "سياسة اللجوء السخية" الألمانية.
Hilfe vor Ort – Erstes patriotisches Hilfsprojekt
/// Erstes patriotisches Hilfsprojekt im Nahen Osten umgesetzt"Jeder Euro, den wir vor Ort investieren, hat 30 bis 40 Mal so viel Wirkung wie bei uns", so Entwicklungsminister Gerd Müller. Während unsere Regierung emsig darüber diskutiert, schritten wir zur Tat. Mit diesem Video präsentieren wir das erste Hilfsprojekt der Alternative Help Association – kurz AHA! – im Nahen Osten.Das Ziel der Hilfe vor Ort muss es sein, nachhaltige Strukturen aufzubauen, die langfristige Perspektiven ermöglichen. Die finanzielle Unterstützung sollte dabei eine Hilfe zur Selbsthilfe sicherstellen und keine neuen Abhängigkeiten erzeugen. Zwangsläufig muss sich dieses Vorhaben an den kulturellen Begebenheiten der Einheimischen orientieren, ein Aufzwängen westlichen Denkens vermeiden und so die Identität der notleidenden Bevölkerung bewahren.Warum #HilfevorOrt?Es muss eine Alternative zum aktuellen Umgang mit von Armut, Hunger und Krieg bedrohten Menschen geben, die in der Lage ist, unabhängig von der finanziellen Situation des Betroffenen zu helfen und jenen eine Zukunft geben kann, die ihre Länder entweder nicht verlassen können oder wollen.Unterstützen Sie unser Projekt im #Libanon – weitere in Syrien werden folgen!#AHA! – Hilfe, die ankommt.Weitere Informationen über: www.aha-europe.comLink zum YouTube-Video: https://youtu.be/UFWnTN-bZbsSpenden:Alternative Help Association e.V.IBAN: DE14 6425 0040 0009 1778 79BIC: SOLADES1RWLKreissparkasse RottweilPaypal: donate@aha-europe.com#Syrien #Flüchtlinge #AlternativeHilfe #Fluchtursachen #ZukunftFürSyrien
Posted by Alternative Help Association on Monday, May 7, 2018
"الناشطان الإغاثيان" وجهان معروفان في أوساط اليمين المتطرف!
و"الناشطان" الظاهران في الصور والفيديو ليسا سوى عضو قيادة حركة "الهوية" في ألمانيا وأحد مؤسسيها "نيلز التميكس"، وآخر يُدعى سفين إنغسر.
ويصادف الباحث عن اسم التميكس في مواقع بحث كجوجل، فوراً، صوراً لمشاركته مثلاً في مظاهرة سابقاً مع أحد المسؤولين في حركة بيغيدا "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب"، أو في تحقيق لموقع "تزايت أونلاين"، عن مشاركته في تأسيس فرع حركة "الهوية" في ألمانيا، التي تستخدم النأي بالنفس عن اليمين المتطرف كتكتيك، وكيف أن أغلبية قياديي "الهوية" هم أعضاء من شبيبة حزب النازيين الجدد "إن بي دي"، وحتى من منظمة النازيين الجدد "هايماتترويه دويتشه يوغند" المحظورة في ألمانيا.
وينقل الموقع عن التميكس قوله، العام الماضي، بينما كان يتحدث عن سياسة اللجوء، إنه "عندما ينتظر المرء في البداية حتى تصبح الإثنية الألمانية أقلية بين الكثير (من الإثنيات) غيرها. سيكون الوقت متأخراً حينها لعكس الأمر وعودة الأمور إلى ما كانت عليه".
ويُظهر الموقع زيف مزاعمه بعدم انتمائه إلى منظمة النازيين الجدد "هايماتترويه دويتشه يوغند" المحظورة، بعرض صورة له وهو يحمل علمها، وأخرى وهو ظاهر على موقعها الرسمي سابقاً.
أما "الناشط الإغاثي" الثاني إنغسر، الذي يتظاهر أيضاً بقدومه للبنان حرصاً على اللاجئين السوريين، فنجده غاضباً على حسابه بموقع تويتر من عرض قناة ألمانية لقصة حب شاب سوري لاجئ مع فتاة ألمانية.
كما لا يُخفي صدمته من كون الأخبار المنتشرة عن المواليد الجدد في المدن الألمانية تخص لاجئين أو أجانب مسلمين.
قياديو الحركة في النمسا سيخضعون للمحاكمة
يأتي هذا في وقت تواجه فيه حركة "الهوية" المتطرفة أوقاتاً صعبة في النمسا على نحو خاص، إذ سيمثل 10 من قيادييها و7 من المناصرين أمام المحكمة، بتهم بينها تشكيل مجموعة إجرامية، والتحريض وتخريب الممتلكات، وفق ما أكدت النيابة العامة في غراتس منتصف الشهر الماضي.
ومن بين التهم الموجهة إليهم الصعود إلى سقف مبنى لحزب الخضر في العام 2016 في غراتس، ونشر لافتة طولها 16 متراً، كُتب عليها "الأسلمة تقتل"، ساكبين دماً اصطناعياً. ورأت النيابة أن فيديو لهذه العملية التي قاموا بها تضمَّنت شعارات معادية جداً للإسلام.
وبرَّرت النيابة في غراتس الدعاوى التي رفعتها بأن حركة "الهوية" تحاول منذ نشأتها في النمسا نشر أيديولوجيتها المعادية للأجانب والمساواة بين الإرهاب الإسلاموي بالدين الإسلامي.
وتُعرف حركة الهوية بأعمالها الاستفزازية كتمثيلها عملية إعدام على طريقة تنظيم "داعش" في فيينا، و"احتلال" بوابة براندنبورغ التاريخية في برلين، داعية "لتأمين الحدود، تأمين المستقبل".
وحظرت شركة فيسبوك حساباتها الألمانية على موقعي فيسبوك وإنستغرام منذ أيام بسبب خطاب الكراهية التي تنشره.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن متحدثة باسم فيسبوك، يوم الخميس الماضي، أنه لا يُسمح للمنظمات أو الأشخاص الذين ينشرون الكراهية المنظمة بالتواجد على فيسبوك أو إنستغرام. وسبق ذلك، مطلع شهر مايو/أيار الماضي، حظر لصفحات فيسبوك التابعة للحركة في فرنسا. وتخضع الحركة لمراقبة الاستخبارات الألمانية الداخلية على نطاق البلاد.
حاولت منع إنقاذ اللاجئين في المتوسط
وكانت الحركة قد جمعت قرابة 63 ألف يورو صيف العام الماضي، لاستئجار سفينة ومحاولة منع قوارب منظمات إنقاذ اللاجئين الموجودة في المتوسط من القيام بمهامها، التي تتهمها بالقيام بأنشطة تهريب البشر.
وقامت حينها شركة "باي بال" المالية بتجميد حسابها، الذي جمعت عليه هذه التبرعات لتنفيذ مخططها اللاإنساني، ضمن حملة تهدف لسد الطريق أمام قوارب إنقاذ اللاجئين و"الدفاع عن أوروبا" أمام "غزو غير مسبوق" من المهاجرين. وزعمت الحركة حينها أيضاً أنها ستساعد في الإنقاذ عند ورود إشارة نجدة.
وأشارت الشركة حينها إلى حظر استخدام خدماتها بغرض استقبال التبرعات لمنظمات تدعم العنف والكراهية. وزعم قيادي الحركة في النمسا، مارتن زيلنر، حينها، أنهم قاموا بإفراغ الحساب من المال قبل إغلاقه.