في يوم ماطر بمدينة سامسون الواقعة شمال تركيا، كان يجلس شاب عشريني على "الترامواي" يتأمل الراكبين والنازلين وفجأة رأى مشهداً أثر فيه وجعله يتصرف تصرفاً فاجأ جميع الركاب.
نهض الشاب من على كرسيه وتوجه باتجاه طفل سوري سأله لماذا لا يرتدي حذاء؟ أخبره الطفل بأنه لا يملك واحداً، خلع الشاب حذاءه وألبسه للطفل الذي رفضه في البداية ولكنه استسلم لإصرار الشاب.
غادر الشاب الترامواي يمشي حافي القدمين، وكان قد التقط له بعض الركاب العديد من الصور وهو يُلبس الطفلَ الحذاء.
انتشرت الصور على مواقع الإنترنت والتي أثارت دهشة واستغراب جميع المتابعين، نال هذا التصرف استحسان بلدية سامسون والتي سارعت بالتحري والبحث عن الشاب حتى استطاعت الوصول إليه.
الشاب هو محمد حامد السامرائي (21 عاماً) عراقي الجنسية انتقل إلى تركيا قبل 4 سنوات ويعيش في سامسون منذ ثلاث سنوات ويعمل في أعمال البناء وتصنيع المفروشات.
يقول محمد -والذي استقبله رئيس بلدية سامسون لتكريمه على فعله الإنساني حسب ما جاء في موقع أخبار سامسون – "لا أتحمل رؤية طفل بهذا المنظر وبين الجو الماطر ولو رأيت آخر سأخلع حذائي وإذا كان يشعر بالبرد سأعطيه معطفي"
ويتابع "عندما رأيته حدثت نفسي هل يستطيع هذا الطفل أن يمشي بلا حذاء، وقمت إليه وتحدثت معه ثم خلعت حذائي وأعطيته إياه ولكنه رفضه وأنا أصررت على أن يأخذه وأخبرته بأن منزلي قريب"
ويضيف محمد "لقد شكرني جميع المتواجدين، وغادرت الترامواي وكان جميع من بالشارع ينظر إلي باستغراب وأنا أمشي حافياً ولكن لا يهمني، ما يهمني أني لا أريد رؤية طفل بالمنظر الذي رأيته فيه ذلك الطفل"
ويتابع السامرائي حديثه "لم أشعر بالبداية أن أحدهم صورني، ولكني في صباح اليوم التالي عندما استيقظت رأيت صوري على مواقع الإنترنت وعندما خرجت من المنزل أتى إلى جانبي أحدهم وأراد أن يتصور معي، سألته عن السبب أخبرني بأني أصبحت مشهوراً لأني أعطيت الطفل الحذاء"
يؤكد محمد بأنه لم يخبر أحداً عن الحادثة وأن ما قام به من أجل مرضاة الله ولأنه لم يستطع تحمل المنظر.