تصطدم بالمركبات بسرعة الرصاص.. مستقبل مقلق للأقمار الاصطناعية والسفر للفضاء بسبب النفايات الفضائية

وأعلن مركز الفضاء السويسري سابقاً أنه سيطلق قمراً صناعياً لإزالة قمر قديم وسحبه إلى "مدار موت" ناري في الغلاف الجوي للأرض، وصحيح أن إزالة قمر صناعي خردة واحد لن يقلل كثيراً من المخاطر، لكنها بداية جيدة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/20 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/20 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش

ليس القمر الأرضي والأقمار الصناعية هي ما يدور حول الأرض فقط، بل هناك نفايات ومخلفات كثيرة منها أقمار صناعية معطلة وأجزاء من صواريخ فضائية ومركبات أو حتى بقايا طلاء المركبة.

وتشكل هذه البقايا والمخلفات خطراً حقيقياً على المركبات الفضائية، وحياة رواد الفضاء، فجسم صغير بحجم كرة التنس حين يسير بسرعة 8 كم/ث يمكن أن يخترق هيكل المركبة الفضائية.

فسرعة 8 كم/ثانية تساوي 28800 كم/ساعة، وهي سرعة عالية جداً تجعل من الجسم صغير الحجم، كقطعة حديد من مخلفات صاروخ أو مركبة فضائية خطراً حقيقياً على الأقمار الصناعية أو المركبات الجديدة.

في المقطع التالي يمكن أن تشاهد تطور هذه الظاهرة منذ الخمسينات حتى الآن.



مستقبل السفر للفضاء في خطر


في مؤتمر عُقد بألمانيا لمناقشة النفايات الفضائية، قال علماء أوربيون إن مستقبل السفر للفضاء سيكون مقلقاً، بسبب وجود أكثر من 750 ألف قطعة من الحطام والنفايات التي تتحرك بسرعة كبيرة حول الأرض، وقد تصطدم بالرحلات الجديدة.

ونقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية مناشدة وكالة الفضاء الأوروبية لمشغلي الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، بعدم التخلص من السفن التي أنهت مهمتها في الفضاء، لأن حطامها وبقاياها تعترض سفناً أخرى في طريقها إلى خارج الأرض.

ومنذ العام 1957، أدت أكثر من 5250 عملية إطلاق لمركبات أو أقمار إلى وجود أكثر من 23 ألف جسم حول الأرض، من بينها 1200 قمر صناعي لا تزال تعمل، والبقية لم يعد لها أي فائدة، ويمكن أن تسبب مشكلات مختلفة. حسب هولجر كراغ، مسؤول مكتب المخلفات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.

ووصف كراغ المخلفات والحطام الفضائي بأنها "أسرع من الرصاصة"، وهي خطيرة للغاية، ويمكن أن تدمر الأقمار الصناعية وتتسبب بمشكلات في الاتصالات والملاحة والطقس والبث التلفزيوني الفضائي وغيرها.


بلدان النادي الفضائي لا تنسق مع بعضها!


ويحدث مرة كل خمس سنوات تقريباً أن تصطدم قطعة من الخردة أو النفايات الفضائية بمركبة أو قمر صناعي يعمل، ففي عام 2009 اصطدمت مركبة فضائية روسية انتهت مهتمها (ولا تعمل) بقمر صناعي أميركي "إيريديوم 33" وتسبب الانفجار بإنشاء قرابة ألف قطعة خردة جديدة، تتحرك بسرعة 17500 ميل في الساعة، مما يفاقم المشكلة ويزيد احتمالات حدوث اصطدام أو انفجار جديد.

وهناك أيضاً خطورة من سقوط هذه النفايات على رؤوسنا! في عام 1969 أصيب خمسة بحارة على متن سفينة يابانية بسبب الحطام الفضائي، وفي كارثة كولومبيا عام 2003 سقطت أجزاء كبيرة من المركبة الفضائية إلى الأرض، وحذَّرت ناسا الجمهور من لمسها، بسبب احتمال وجود مواد كيماوية خطرة.

هناك تعقيدات سياسية أيضاً في الأمر، فنحن نعرف أن بلداناً مثل أميركا وروسيا والصين لديها العديد من الأقمار الصناعية، وتطلق صواريخ ومركبات فضائية، وهذه البلدان لديها بالفعل توترات سياسية وقضايا خلافية، وربما يؤدي اصطدام قمر صناعي بمخلفات قديمة أو مركبة أخرى لانفجاره، ويؤدي لتعقيدات سياسية أيضاً بين الدول العشر التي ترتاد الفضاء.

يقول جيروم بيرسون رئيس شركة Star Technology and Research "إن هناك خطراً متزايداً، فكلما حدث اصطدام يصبح لدينا أجسام في مدار أرضي منخفض أكثر، لا يمكننا الوصول إليه حتى الآن"، وعلينا أن نتعامل مع هذه المشكلة في الوقت الحالي "لأننا نستطيع إزالة النفايات الكبيرة، لكن التصادمات تخلق قطعاً صغيرة كثيرة، لا يمكننا التعامل معها بسهولة".

وأعلن مركز الفضاء السويسري سابقاً أنه سيطلق قمراً صناعياً لإزالة قمر قديم وسحبه إلى "مدار موت" ناري في الغلاف الجوي للأرض، وصحيح أن إزالة قمر صناعي خردة واحد لن يقلل كثيراً من المخاطر، لكنها بداية جيدة.

وتبحث وكالة ناسا للفضاء تقنيات واستراتيجيات للتعامل مع النفايات الفضائية، ويتوقع بعض العلماء بالوكالة أن يبدأ البشر في تنظيف الفضاء المداري بحلول عام 2020، "فإذا ما أزلنا خمس إلى عشر قطع من القمامة سنوياً، فإن الحطام المداري سيبقى عند مستويات يمكن التحكم فيها لعدة قرون"، يقول علماء من الوكالة.

وقال رئيس قسم التكنولوجيا بناسا ماسون بيك: "نريد أن نتحرك إلى الأمام عبر العديد من التقنيات المختلفة، على أمل أن تنجح واحدة منها".

روبوت تنظيف وليزر وشبكة صيد وأقمار صناعية تتحلل ذاتياً.. طرق مبتكرة للتخلص من النفايات الفضائية


يصور لك المقطع التالي طرقاً مختلفة للتخلص من النفايات الفضائية



ويقوم العلماء بدراسة فكرة روبوت يمكنه الاقتراب من قطعة كبيرة من الحطام الفضائي، والتقاطها وإزالتها من المدار، وسحبها للأرض لتدميرها.

وعبر أشعة الليزر العملاقة الموجَّهة من الأرض تجاه المخلفات الفضائية، يمكن إبطاء سرعتها كثيراً، وذلك يدفعها للسقوط بالنهاية.

ويبحث العلماء كذلك بناءَ أقمار صناعية تتفكك ذاتياً، فبعد أن تُنهي مهمتها توضع تلقائياً في مدارات تعتبر مقبرة لها، تعود في النهاية للكوكب الأرضي، ويبحثون استخدام مواد تتحلل وتتكسر عند الدخول للغلاف الجوي للأرض، مما يقلل الحطام أيضاً.

واقتُرحت حلولٌ أخرى لدفع المخلفات والخردة الفضائية للغلاف الجوي، مما يجعلها تحترق نتيجة للاحتكاك الشديد بسرعة عالية مع الغلاف الجوي فتنتهي، وقد اقترحت وكالة الفضاء الأوروبية ذراعاً آلية تلتقط النفايات والخردة، وتسحبها لمدار منخفض فتحترق، أو تصميم شبكة صيد فضائية تلتقط النفايات وتسحبها، أو تصميم بالونات يجبر انفجارها بجوار النفايات للسقوط في الغلاف الجوي الأرضي.



علامات:
تحميل المزيد