في فيلم "The Passengers" يجد مهندس الميكانيكا جيم بريستون نفسه قد استيقظ من سباته في أثناء السفر، نتيجة اصطدام المركبة الفضائية بأحد الكويكبات الصغيرة، ويجد مستقبله مظلماً للغاية؛ بسبب أعطال المركبة التي تستغرق 120 عاماً للوصول للكوكب المنشود.
وبعد استيقاظ زميلته أورورا وقبطان السفينة، يكتشفون أن بقية المسافرين سيموتون لو لم يتم إصلاح الأعطال في السفينة الفضائية.
وعلى الرغم من أن فيلم الخيال العلمي مليء بالأمل والحب والنجاح؛ إذ ينقذ جيم بقية الركاب المسافرين وطاقم السفينة بالفعل، فإن النهايات السعيدة لا تحدث دائماً في الواقع، فقد فقدت البشرية بالفعل 18 رائد فضاء في حوادث مختلفة منذ محاولاتها الأولى لإطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية المأهولة لغزو الفضاء.
انفجار المكوك الفضائي تشالنجر ذهب ضحيته سبعة من رواد الفضاء في 28 يناير 1986
ماذا يحدث إذا مات رائد فضاء على سطح قمر أو كوكب؟
سيكون العودة بالجثمان إلى كوكب الأرض أو إرسال مركبة لجلب الجثمان، خياراً مكلفاً للغاية وشديد الصعوبة، خاصة لو كانت الرحلة الفضائية في بداياتها، لكن ربما يمكن لزملاء رائد الفضاء المتوفى دفنه على سطح الكوكب أو القمر.
فرغم أن هناك صعوبات في توافر معدات الحفر ونقص الجاذبية ومشكلات التنفس وصعوبات الحركة بالبدلة الفضائية وغيرها، فإنه نظرياً، من الممكن دفن جثمان إنسان على سطح القمر أو كوكب آخر.
وبالطبع، سيكون هناك آثار نفسية سلبية على زملاء رائد الفضاء المتوفى بعد دفنه، وكذلك سيشعر متابعو الرحلة من الأرض، ومنهم أقاربه وأصدقاؤه، بالحزن؛ لعدم تمكنهم من وداعه، لكن فكرة دفن إنسان في كوكب أو قمر خارج الأرض تعد أفضل الاحتمالات، بالمقارنة مع الموت داخل سفينة الفضاء أو في الفضاء نفسه وليس على ظهر قمر أو كوكب.
الفضاء والسفن الفضائية أصعب!
هناك مقترحات مختلفة لحفظ الجثة بسفينة الفضاء أو تركها تطفو في الفضاء، أو حتى وضعها بتابوت على السفينة، لكن تظل هناك أيضاً آثار نفسية وربما رائحة كريهة وعدوى لبقية الطاقم من رواد الفضاء بالسفينة، وكذلك لو كانت الوفاة في محطة الفضاء الدولية.
ومع تزايد الخطط المستقبلية لوكالات الفضاء لغزو كوكب المريخ أو أقمار الكواكب الأخرى، فإن احتمالات وفاة رواد الفضاء تصبح أكبر، نتيجة طول مدة الرحلات (ربما تستغرق الرحلة 3 سنوات للذهاب والعودة من كوكب المريخ) وهذا يضاعف احتمالات الوفاة في الفضاء، نتيجة الحوادث، أو مشكلات التنفس أو الطعام، أو الاتصالات والتقنية، أو ظروف خارجية مناخية مفاجئة تودي بحياة رواد الفضاء.
وتفكر وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في وضع بروتوكول للتعامل مع حالات الوفاة على متن المركبات الفضائية، فربما يكون هناك حجرة عزل مخصصة لحفظ الجثمان أو سترة وخزانة مغلقة؛ لمنع تسرب جراثيم أو رائحة تحلل الجثة.
هل تصبح الجثامين طعاماً للزملاء الجائعين!
وفي رواية "المريخي" للكاتب آندري وير والتي تم اقتباس فيلم The Martian منها، تفكِّر إحدى رائدات الفضاء في تناول أجساد زملائها المتوفين كطعام؛ للبقاء على قيد الحياة، بينما في الفيلم يتدبر رائد الفضاء مارك واتني أموره بالموارد الضئيلة المتاحة لديه، وعلى تقنيات لإعادة تدوير المياة والأكسجين، والاستفادة من مصدر الطاقة المتوافر لديه (الطاقة الشمسية) لتسيير حياته.
وقام واتني المريخي أيضاً بزراعة أرض المريخ، مستغلاً وجود جاذبية للكوكب، وإعادة تدوير المياه، واستخدام مولد لتوفير الأكسجين من تحليل ثاني أكسيد الكربون بطريقة تشبه عملية التمثيل الضوئي في النباتات.
رماد يسبح في الفضاء!
ولأن "ناسا" لا تملك خطة محددة للتعامل مع وفاة أحد روادها حسب موقع popsci للعلوم، فقد قامت باستشارة شركة سويدية للقيام ببحث تقنيتها في تجميد الجثمان وتفتيته لقطع صغيرة تشبه الرماد، ويمكن نثرها في الفضاء بسهولة.
وتقوم شركة Promessa بتقديم تقنيات لتجفيف الجثامين وتجميدها بالنيتروجين السائل، وتحويلها لأجزاء متناهية الصغر تشبه الرماد ويمكن نثرها على الأرض (لأسباب بيئية، حسب موقع الشركة). لكن "ناسا" تفكر في إمكانية استخدام التقنية نفسها في الفضاء، حيث لا توجد أرض للدفن!