من بينها حفر قناة في جنوب السودان.. 5 مشاريع بديلة بيد القاهرة لمواجهة تهديدات سد النهضة

وتحدث عدد من المسؤولين والخبراء مؤخراً عن عدة مشاريع مائية بديلة، قد تسد العجز المائي لمصر، وكان مشروع قناة جونقلي بجنوب السودان هو آخر ما تم طرحه في الإعلام وعلى لسان المسؤولين المصريين.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/29 الساعة 11:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/29 الساعة 11:41 بتوقيت غرينتش

مع قرب انتهاء بناء سد النهضة الإثيوبي، وبداية عملية ملء الخزانات التي قد تصل مدتها من 5 إلى 7 سنوات- تتزايد المخاوف المصرية من نقص الحصة المائية من مياه النيل بنحو 25%.

وتحتاج مصر سنوياً نحو 89 مليار متر مكعب من المياه، فيما تعاني عجزاً مائياً حقيقياً حالياً، يقدَّر بنحو 40 مليار متر مكعب، منها 20 مليار متر مكعب يتم تعويضها من مياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية، والـ20 مليار الأخرى يتم استيرادها كمحاصيل؛ نظراً إلى عدم قدرة مصر على زراعتها.

وتحدث عدد من المسؤولين والخبراء مؤخراً عن عدة مشاريع مائية بديلة، قد تسد العجز المائي لمصر، وكان مشروع قناة جونقلي بجنوب السودان هو آخر ما تم طرحه في الإعلام وعلى لسان المسؤولين المصريين.

لذلك فيما يلي، نتعرف على 5 مشاريع وضعتها مصر لمواجهة العجز المائي، وتم الشروع في تنفيذها بالفعل.

سد النهضة

1- مشروع قناة جونقلي




مشروع يتردد حالياً على ألسنة بعض الخبراء المائيين، ناقشه لأول مرة خبير المياه البريطاني ويليام غارستين في العام 1904، إلا أن المشروع لم يدخل حيز التنفيذ إلا في 1974. ويهدف المشروع إلى نقل مياه بحر الجبل شمالاً في جنوب السودان لري الأراضي الزراعية بمصر والسودان، استغلالاً للمياه التي تضيع في المستنقعات المائية، من خلال نقلها عن طريق القناة.

وكان من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بحلول العام 1985، لكنه توقف سبب نشوب الحرب الأهلية في العام 1983، بين الحركة الشعبية بقيادة "قرنق" والحكومة المركزية.

يقول د. حمدي الطاهري في كتابه "مستقبل المياه في الوطن العربي"، إن المرحلة الأولى من المشروع كانت ستوفر نحو 7 مليارات متر مكعب من المياه الضائعة بحوض بحر الغزال، بالإضافة إلى 4 مليارات متر مكعب من المياه الضائعة في مستنقعات المشار.

وكانت مصادر عسكرية كشفت لموقع "روسيا اليوم"، عن نية القاهرة استكمال مشروع قناة "جونقلي" في جنوب السودان، والذي سيوفر 30 مليار متر مكعب سنوياً.

2- مشروع نهر الكونغو




هو مشروع يهدف إلى ربط نهر الكونغو بنهر النيل، تم طرحه لأول مرة في العام 1980، بعدما أمر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بعمل جولة ميدانية في الكونغو من أجل وضع تصور للمشروع.

ويعتبر نهر الكونغو الديمقراطية ثاني أطول نهر في إفريقيا بعد النيل، وأولها من حيث مساحة الحوض، ويلقي هذا النهر سنوياً ما يزيد على 1000 مليار متر مكعب من المياه في المحيط الأطلسي، دون استفادة.

المشروع قد يوفر نحو 55 مليار متر مكعب من المياه السنوية، أي سيغطي جزءاً كبيراً من احتياجات مصر المائية، التي وصلت في العام 2017 إلى 80 مليار متر مكعب.

يواجه المشروعات عقبات عدة؛ أهمها تكلفته الباهظة، والحروب الأهلية في البلاد الإفريقية التي سيمر من خلالها النهر، بالإضافة إلى الأبعاد الهندسية والفنية والقوانين الدولية المنظِّمة للأنهار المشتركة.

3- المياه الجوفية



في خضم الحديث عن طرق مواجهة العجز المائي، طفا على السطح مرة أخرى موضوع المياه الجوفية، ولدى مصر 6 خزانات مياه جوفية، أكبرها "الحجر الرملي النوبي"، والذي يمتد من تشاد والسودان وليبيا. وبحسب مسؤولين مصريين، فإن مياه هذا الخزان بدرجة عزوبة النيل نفسها.

أما الخزانات الأخرى، فهي "خزان الكاربونيت، وخزان دلتا النيل، وخزان المغرا، وخزان جبال البحر الأحمر، وخزان الحجر الرملي النوبي". وتمثل المياه الجوفية المصدر الثاني للمياه في البلاد، حيث تساهم بنحو 6.7 مليار متر مكعب سنوياً من إجمالي الموارد المتاحة.

وكانت مصر قد أعلنت عن مشروع المليون فدان، وسط شكوك كبيرة عن قدرة الدولة على توفير الاحتياجات المائية المطلوبة، بينما يؤكد بعض المسؤولين، من بينهم وزير الري، أن المياه الجوفية في مصر قد تكفي الاحتياجات المائية لهذا المشروع؛ إذ يمكن اسخدام الخزان الجوفي 100 سنة قادمة على الأقل.

4- تحلية المياه


في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلن رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، كامل الوزير، عن نية مصر إنشاء إحدى كبرى محطات تحلية مياه البحر في العالم.

وأضاف الوزير خلال مداخلة تلفزيونية، أن الدولة نفذت محطات تحلية في منطقة مطروح والضبعة، تعمل على تحلية 100 ألف متر مكعب يومياً، بالإضافة إلى محطات بجنوب سيناء، الواحدة تنقي 20 ألف متر مكعب يومياً، وأن حصيلة ما تتم تحليته يومياً، نحو مليون متر مكعب من الماء يومياً.



وكان وزير الري السابق، حسام المغزي، قد أشار إلى أن مجموع إسهامات تحلية المياه، تتراوح ما بين 700 مليون ومليار متر مكعب سنوياً، ما يعد إسهاماً محدوداً للغاية إذا ما قورن بالاحتياجات المائية لمصر.

5- معالجة مياه الصرف الزراعي




تزايدت مؤخراً، الأصوات المنادية بمعالجة مياه الصرف الزراعي، وإعادة استخدامها مرة أخرى، خصوصاً بعد تزايد خطر العجز المائي، الذي قد يتفاقم عقب الانتهاء من بناء سد النهضة.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن في 8 يناير/كانون الثاني 2018، أن الدولة تعكف حالياً على إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف والتحلية، وأضاف أن برنامج تحلية المياه الذي تعتمده الدولة حالياً هو الأعلى في تاريخها، بتكلفة تتعدى 3.4 مليار دولار تقريباً.

وكان المتحدث باسم وزارة الزراعة، حسام الإمام، قال في مداخلة تلفزيونية في يناير/كانون الثاني 2018، إن مصر تستخدم 20 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي سنوياً، موضحاً أن مصر تُعد الدولة رقم واحد بإفريقيا في كفاءة استخدام نقطة المياه.

تحميل المزيد