من مطبخ الصحافة في تلفزيون لبنان إلى مطعم “منتجع صحة”.. خلطة عائلية بعيداً عن زحام بيروت

نسرين الأربعينية، درست الصحافة وعملت كمعدة لبرنامج متخصص في الصحة والبيئة في تلفزيون لبنان، لكنها توقفت عن العمل بعد

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/07 الساعة 03:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/07 الساعة 03:59 بتوقيت غرينتش

عندما توقف بث القناة التليفزيونية التي كانت تعمل بها في إعداد أحد البرامج الصحية تغيرت حياة نسرين من المطبخ الصحافي الذي يجهز الموضوعات إلى مطعم صحي تديره مع زوجها بعيداً عن زحام بيروت.

"هنا عملي. ومنزلي. حياتي وعائلتي"، بهذه الكلمات تصف نسرين نصر الدين مشروعها منتجع "صحة فيليدج"، في منطقة فالوغا (25 كلم من بيروت)، قبل التوجه إلى المطبخ برفقة زوجها لإعداد الطعام لزوار المنتجع الصغير.


تبدأ نسرين بتحضير المزة اللبنانية بنفسها، أما زوجها فيقف إلى جانب الفرن لإعداد بيتزا البيبروني. "إنه بارع في العجينة السحرية"، تقول نسرين قبل أن يقاطعها زوجها طارق الحلبي: "وهي ملكة البابا غنوج".


"صحة فيليدج" هو مشروع طارق ونسرين، منذ 10 سنوات. شرعا في البداية في إنشاء المطعم، لكن سرعان ما أصبح المكان مساحة تضم أماكن للتنزه وبيوتاً للضيافة.



تقول نسرين: "بعد الاطمئنان على حسن سير المطعم، بدأنا في التركيز للانتقال إلى المرحلة الجديدة، وبناء بيوت للضيافة. لأننا كنا نرى أن مشروعنا ينقصه شيء ما، خاصة في هذا المكان، الذي يقصده كل من يريد الابتعاد عن زحمة بيروت والعودة إلى الطبيعة والتأمل".

من المطبخ الصحفي لمطبخ الضاحية


الزوجان يديران المشروع بنفسيهما، كما يقيمان في أحد بيوت الضيافة فيه. طارق مسؤول عن الأمور المالية واللوجستية بالأساس، أما نسرين فتهتم بالطبخ وإعداد وصفات طعام جديدة وبالأخص الإيطالية منها. "لا أحد يتدخل بمهام الآخر، إلا أننا نتشارك في القرارات الحاسمة. إذ أصبح لدينا هدف نسعى إلى تحقيقه سوياً. نحن الحبيبان، والوالدان، والزوجان وشريكا العمل أيضاً"، تقول نسرين.


نسرين الأربعينية، درست الصحافة وعملت كمعدة لبرنامج متخصص في الصحة والبيئة في تلفزيون لبنان، لكنها توقفت عن العمل بعد إقفال المحطة في العام 2000، وهي ترى أن أحلى لحظة بحياتها عندما بدأت بالشراكة مع زوجها في هذا المشروع الذي جعلها مقربة أكثر من الناس."لا أشعر بالزوار مجرد زبائن، بل أراهم أصدقاء يزورونني في منزلي"، تقول نسرين وهي تسارع لاستقبال ضيوفها.


الابن للـ"جاز" والابنة للعصير



المشروع العائلي لا يقتصر على الزوجين فقط، بل حتى طفلهما جاد الذي يبلغ 7 سنوات يفضل تمضية أوقاته في "صحة فيليدج". ويقول: "أحب عندما يأتي أصدقائي، ويمكثون هنا. إذ نقوم باللعب بالثلج وتمضية أوقات جميلة سوياً".


جاد، أيضاً "عنصر فعّال" في هذا المشروع، إذ يقوم بعزف موسيقى الجاز يومياً في المطعم، ولا يخفي خجله عندما يشيد الزوار بجمال عزفه رغم صغر سنه. أما الابنة جنى (9 سنوات) فتمضي وقتها في المطبخ، تراقب عمل والدتها، وتبادر بتحضير عصير الفريز والموز.


لا تشعر العائلة، أنها بحاجة لتمضية وقت خارج "صحة فيليدج"، فقد وفر لهم هذا المكان الراحة والطمأنينة. ويقول طارق: "أفضل قرار في حياتي، عندما أتينا للعيش هنا". إلا أن حدود هذا المشروع لم تنته بعد. "نسعى اليوم، إلى توسيع المشروع وإنشاء فندق بشرط أن نبقى محافظين على الروح العائلية والألفة لكل من يأتي إلينا"، يقول طارق.

علامات:
تحميل المزيد