لاحقت الشرطة الألمانية، ظهر الأحد الماضي، موكب زفاف تركياً، وسط مدينة بون غربي البلاد وإيقافه، بعدما أثار إطلاق نار وتفحيط احتفالي فزع السكان، فاتصلوا برقم الطوارئ.
وأظهرت مقاطع فيديو صوَّرها السكان الموكبَ وهو يجول في المدينة، وصوت "زمامير" السيارات تسود المكان، ثم نزول عدة أشخاص من السيارات، كان أحدهم يحمل مسدساً أطلق منه النار في الهواء احتفالاً. وتظهر مشاهد أخرى عدة سيارات من الموكب وهي تقوم بالتفحيط ودخان عجلاتها يملأ المكان.
ولحقت الشرطة فوراً بالموكب، الذي كان متوجهاً نحو حفل زفاف بمدينة كولونيا بحسب تلفزيون "إر تي إل"، وقامت بإيقافه، لكنها لم تجد مطلق النار هناك.
وقال كرستيان غريسلر، المتحدث باسم الشرطة، إنهم يعتقدون أن السلاح كان مسدس إنذار. وبدأت الشرطة تحقيقاً بسبب انتهاك قانون الأسلحة ضد مجهول، وتقوم بتقييم الفيديو الذي صُور للواقعة للتعرف على المتورطين فيه.
وعند إجراء التفتيش قبضت الشرطة من قبيل الصدفة، على ضيف آخر في الزفاف (23 عاماً)، كان قد صدرت بحقه مذكرة اعتقال بتهمة الإخلال بالسلم العام عبر التهديد بارتكاب جرائم، لينتهي الاحتفال بالنسبة له في السجن، الذي سيمضي فيه 6 أشهر على الأرجح.
وأكدت الشرطة الألمانية في بيان لها، أن إطلاق النار جاء من موكب زفاف تركي، مضيفة أنه مع تفهمهم الفرحة بعقد الزواج، لكن هناك أمر جلي، وهو أن إطلاق النار بدافع الفرح ممنوع في ألمانيا، ويخضع الفاعلون للملاحقة القضائية.
وبين المتحدث باسمها أن هذه الطلقات قد تثير قلق وذعر السكان، الأمر الذي يريدون منعه في مثل هذا الوقت.
وأشار "إر تي إل" إلى أن إطلاق النار الاحتفالي أمر متعارف عليه على الأغلب في حفلات الزفاف في الأوساط الملكية أو العسكرية العليا، ولا تثير ذعر أحد باعتبارها جزءاً من البروتوكول.
موقع صحيفة "راينشه بوست" بيَّن أن حوادث إطلاق النار من هذا النوع تكرَّرت سابقاً في ولاية شمال الراين فستفاليا، كان آخرها في بلدة كريفلد، في شهر مارس/آذار الماضي، ووقعت حادثتان في يوم واحد، في شهر أبريل/أيلول من العام الماضي.
وأجرى الموقع لقاءات مع أتراك، للتحدث فيما إذا كان هذا الأمر تقليداً يتبعه الكثيرون في المجتمع التركي في ألمانيا وتركيا، فبينوا أنه أمر نادر الحدوث، وليس شائعاً حتى في تركيا نفسها.
وأكدت سيفغي سيفيم جيكركسي، البروفيسورة المتخصصة في الدراسات التركية بجامعة دويسبورغ-ايسن الألمانية، أن إطلاق النار ليس بالأمر الاعتيادي في تركيا، مشيرة إلى أن هذا العرف يتواجد في بعض المناطق، كقرى شرقي تركيا.
وبيَّنت أنها كانت لا تزال تعيش حتى قبل عام ونصف العام في تركيا بمدينتي أنقرة وإسطنبول، ولم تشهد هذه العادة ولو لمرة واحدة في الأعراس.
وأوضح ميرال شاهين، الذي يعمل في مجال زينة الأعراس في كولونيا، أن إطلاق النار طريقة تعبير صاخبة عن الفرح بالعروسين، وأن الهدف منها ليس إفزاع الآخرين.
وبين شاهين أن هذه العادة نادرة الحدوث، لأسباب أقلها أنها ممنوعة في ألمانيا.
وكان لعلي إيشك، الذي يؤجر صالات أفراح كبيرة في كولونيا وبلدة كربن بولاية شمال الراين فستفاليا، الرأي نفسه تقريباً، وقال إنه شهد لمرة واحدة عرساً أراد أحدهم فيه إطلاق النار في الهواء، فقام بأخذ السلاح منه، مضيفاً أنهم لا يريدون مثل هذه العادة عندهم.
وبين "علي" أن مطلق النار يكون عادة من الشباب الذين يريدون الظهور قليلاً كرجال العصابات، مشيراً إلى استخدام الألعاب النارية أكثر في الأعراس التركية، التي تعد قانونية.