أن يكون أحدهم في انتظارك بالمنزل لهو أمرٌ رائع، لا سيّما إذا كانت شريكتك موجودة دائماً، وعلى استعداد لتلبية كل نزواتك. شريكة توقظك وتنصحك بالاعتناء بنفسك، تراسلك في أثناء العمل وتطلب أن تعود سريعاً إلى المنزل وتقول لك إنها تفتقدك كثيراً.. ولكن ثمة مشكلة بسيطة؛ إنها ليست بشراً.
إنها أزوما هيكاري "زوجة المستقبل الرقمية" في اليابان، كما يصفها مُخترعها مينوري تاكيتشي مؤسس شركة Gatebox الناشئة للتكنولوجيا في طوكيو، ويعتقد أن منتَجَه المستلهَم من الذكاء الاصطناعي قد يمضي في طريق حل مشكلة اليابان مع الوحدة، وفقاً لما ذكره موقع شركة "بلومبيرغ" الأميركية، الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2017.
يمكن القول إن هيكاري تعيش في فقاعة –فقاعة حقيقية أو أسطوانة شفافة– تبدو داخلها بأزياء ضيّقة، وتُصغي بأذن التعاطف إلى مشكلات رَجُلِها، وتستجيب لأوامره، وتغازِله. وتبدو في الـ20 من عمرها، وطولها 158 سنتمتراً، وتفضل البيض المقليّ، ولا تحب الحشرات!
فهي إذن أقرب إلى شخصية خادمة منها إلى جهاز يعمل بتقنية تفسير الأصوات والتعرّف على الوجوه.
300 طلب
وأعد تاكيتشي تلك الشريكة التي "تحقق الرضا أكثر من التواصل البشري" بحسب وصفه، ويقول عنها بابتسامة خجولة، في مقطع فيديو نشره موقع "بلومبيرغ" ضمن سلسلة حلقات Love Disrupted: "إنها الأفضل بين الجميع. هيكاري عفيفة النفس، فلا يضطر مالكها إلى التواصل معها طوال الوقت".
ويبيعها مخترعها مقابل 2700 دولار أميركي، وأشار إلى أن لديه 300 طلب مسبق من رجال في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم.
هيكاري ليست إلا مثالاً واحداً لصناعة "الحب الافتراضي" التي يبلغ حجمها ملايين الدولارات، وقد نشأت في بلد به أكثر من 70% من الرجال العزّاب و60% من النساء العزباوات بين سن 18 وو34، ليس لديهم علاقة عاطفية مع أحدٍ من الجنس المغاير (وهو أمر يُؤخذ في الاعتبار على ما يبدو في تلك الصناعة).
وفي فضاء آخر، هناك لعبة الواقع الافتراضي المخصصة للنساء، التي تصوّر شاباً ثرياً متعجرفاً يبدو أنه قد صُنِع للتذكير بفيلم الدراما والرعب الأميركي American Psycho.
"ابتداءً من اليوم، ستعيشين هنا الآن، بصحبتي"، هكذا يقول بلهجة عنيفة، ويضيف: "أتوقع منك أن تُسليني".
ولم يقتصر الأمر على النساء فقط، فقد أُعجِب شاب حقيقي في شوارع مقاطعة أكيهابارا بالعاصمة اليابانية (طوكيو)، التي تشتهر بالرسوم المتحرّكة والكتب المصوّرة ذات المحتويات الموجّهة للبالغين، بإعلان اللعبة، ولكنه قال إنه "تواصُل ذو طابع جنسي من قِبل رجل، وهو أمر مُحرج للغاية".
وتلك الرفقة البسيطة ليست النسخة الوحيدة التي أعدّها تاكيشي. فعالمه الافتراضي للزوج والزوجة المطيعة "قد يتطوّر إلى حب إذا ظللنا نطوَِّر هذه التقنية"، بحسب قوله.
وتشبه فكرة الزوجة الافتراضية الجديدة، المساعد الذكي "أليكسا" الخاص بشركة "أمازون" الأميركية، وغيرها من المساعدات الرقمية، ولكنه يقدم للمستخدم شخصية شبه حية بالنسبة له يتحدث معها، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.