“تحية العلم” من الطابور إلى الجامعة في مصر.. كيف كان رد فعل الطلاب والأساتذة على القرار؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/16 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/16 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش

افتتحت الجامعات المصرية أول أيام الموسم الدراسي الحالي بالطابور وتحية العلم.. فيوم الخميس الماضي، 14 سبتمبر/أيلول، أعلن خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، أن "الوزارة ستحرص على إقرار تحية العلم داخل الجامعات المصرية، لزيادة الولاء والانتماء لدى شباب الجامعات، وحرصاً على إبعادهم عن نشاط الجماعات المتطرفة والمحظورة".

الدراسة الرسمية في الجامعات بدأت اليوم، ونفَّذ الوزير قرارَه، حيث أدَّى تحية العلم داخل جامعة عين شمس، لتصبح أولى تجارب تأدية تحية العلم داخل الجامعات، ممَّا خلَّف ردودَ فعل واسعة، بعضها تستنكر، والأخرى تسخر.

"الجامعة ليست طابوراً"

"قضيتُ 12 عاماً أحضر طابوراً صباحياً إلزامياً في مراحل التعليم الأساسي، وكنت أنتظر الجامعة للتخلص من إحساس طابور الصباح، وحضور تحية العلم".. محمد، طالب الفرقة الأولى في كلية التجارة بجامعة عين شمس، يقول وهو يتعرف على أصدقائه الجدد، محاولاً استكشاف الجامعة، ولم يعبأ بتحية العلم التي كانت قد انطلقت.

الكثير من الطلبة غير محمد عبَّروا عن استنكارهم وسخريتهم من القرار باستعمال هاشتاغ تحية العلم:

أما بعض الأطر التربوية في الجامعة فلم تعترض على الفكرة من حيث المبدأ، ولكن الأمر، في نظرها، يحتاج لمجموعة من الإجراءات التنظيمية، وليس قراراً فوقياً غير مدروس، ومن بين هؤلاء صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، الذي أوضح في تصريحات لـ"عربي بوست"، أن الجامعة ليس بها طابور مثل المدرسة، وبالتالي فإن تنفيذ القرار كان يحتاج إلى تحديد كيفية إلزام الناس بالحضور، والتوقيت، "الأمر ليس بيد شخص واحد يمر على كل جامعة ويقف يحيي العلم، ويصطف حوله مجموعة من المسؤولين المنافقين، ثم ينصرف".

الأستاذ الجامعي يؤكد على خوفه من التملق عبر ترديد عبارة تحيا مصر "متجاهلين القيمة والمعنى في تحية العلم، ثم يتحول الأمر لكتابة تقارير مثل شوهد وهو لم يؤد التحية، يتبعه نعته بصفات مثل إخواني أو شيوعي، وبالتالي حرمانه من المناصب مستقبلاً".

الوزير أول الحاضرين

وزير التعليم العالي والبحث العلمي خالد عبد الغفار، قرن قوله بالعمل في مسألة الطابور هذه، فيوم السبت 16 سبتمبر/أيلول 2017، أول أيام العام الدراسي بالجامعات كان على رأس الجماعة التي تحيي العلم المصري داخل جامعة عين شمس.

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كانت قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أن أداء تحية العلم والنشيد الوطني ناقشه المجلس الأعلى للجامعات، في اجتماعه الشهري، يوم 14 سبتمبر/أيلول، وجاء في إطار "تأكيد الوزير على أهمية ممارسة الأنشطة الطلابية في كافة المجالات العلمية والثقافية والرياضية على مدار العام الدراسي، والتي تستهدف البناء المتوازن للطالب".

البيان أضاف أن المجلس أكد على أداء تحية العلم والنشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية في اليوم الأول لبدء الدراسة صباحاً بكل جامعة، احتفالاً ببدء العام الجامعي الجديد، بحضور رؤساء الجامعات ونواب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، ومجموعة من الطلاب والعاملين أمام المركز الإداري الرئيسي لكل جامعة، تأكيداً على روح الانتماء والاعتزاز بالوطن.

وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شرح الهدف من تفعيل تحية العلم في جميع الجامعات المصرية، اعتباراً من العام الجامعي الجديد في مداخلة هاتفية لبرنامج "يحدث في مصر"، بالقول: "خلق روح الانتماء للوطن"، وأنها ستكون فقط في أول أيام الدراسة بالجامعات، وليس في كل يوم دراسي.

التربية على الوطنية

روح الانتماء للوطن يعتبرها أستاذ الإعلام صفوت العالم مسألة معقدة، على اعتبار أن الطلاب يحتاجون لتربيتهم عليها منذ الصغر، وعلى معنى العلم الوطني، وقيمة التحية، حتى لا يتحول الأمر لاستهتار بهذه القيمة كما يقول "تجمع الطلاب وهم يتبادلون الضحك أو الهزار، أثناء تحية العلم أمر مهين، كان يجب تداركه قبل تنفيذ القرار الفوقي".

واقترح في حديثه لـ"هاف بوست"، أنه كان من الأفضل أن يتم التنسيق داخل كل كلية، بحضور عميدها وأساتذتها والوكلاء والطلاب، في موعد محدد، يناسب الدراسة داخل كل كلية ومواعيدها، حتى لا يصبح الأمر عشوائياً.

وعن إمكانية حضوره لتحية العلم داخل جامعة القاهرة، ردَّ بأنه لا يعلم موعده، أو مكانه، حتى يتمكن من الحضور…

أما باقي الهيئات التدريسية والجامعات، فإن بعضها نفذت القرار اليوم، في حين أعلنت أخرى عن تأجيله للغد، معتبرة أن الدراسة الفعلية سوف تبدأ غداً. ففي جامعة الإسكندرية رفع طلاب الجوالة بكلية التجارة العلم المصري بحضور رئيس الجامعة، وسط استعدادات أمنية مشددة على البوابات الرئيسية من قبل عناصر شركة فالكون.

أما في جامعة المنصورة، فقد أدى أفراد الجوالة، وعدد من الطلاب تحية العلم، حيث تجمهروا أمام سارية العلم، مرددين: "تحيا جمهورية مصر العربية، تحيا جمهورية مصر العربية".

تحميل المزيد