ثروات العالم في مهبِّ الريح والنجاة في “المعدن الثمين”.. لماذا يعد الاستثمار في الذهب الخيار الأفضل؟

في هذا التقرير، نعرض أهم الإجابات عن سؤال: "لماذا يجب أن تستثمر في الذهب؟".

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/04 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/04 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش

في عام 1971، أعلن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون سياسة اقتصادية جديدة للولايات المتحدة الأميركية، تنص على إيقاف التزام الولايات المتحدة الأميركية بتحويل احتياطي الدولار لديها إلى ذهب، أو ما يعرف بالغطاء الذهبي للدولار.


وعرفت تلك المبادرة باسم "صدمة نيكسون"، وتقوم علي ألا يكون سعر صرف الدولار ثابتاً، بل يتحدد وفق قوى العرض والطلب في السوق، ومنذ ذلك الوقت لم يعد للعملة الورقية أصل ثابت يحفظ قيمتها مثلما هو الحال مع العملات المعدنية أو الأصول الأخرى.

في هذا التقرير، نعرض أهم الإجابات عن سؤال: "لماذا يجب أن تستثمر في الذهب؟".

الملاذ الآمن المتبقي


منذ بداية العام الحالي، ارتفع سعر الذهب بنسبة 18% ليصل حالياً إلى حوالي 1.267 دولار للأونصة (28.3495 غرام). ومع تباطؤ الأسواق المالية وعدم الثقة في السوق الناجم عن تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني، تدخلت البنوك المركزية في سوق العملات، وأدى ضعف النمو العالمي، والاضطرابات الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط، وارتفاع سقف الدين الأميركي إلى توجه الأنظار نحو الذهب مرة أخرى.

قد لا يفضل كل المستثمرين الذهب، خصوصاً أنه لا يحقق عوائد ثابتة، مثل العقارات أو السندات، لكن من المؤكد أن الذهب سيبقى أحد أقوى الأصول القادرة على الاحتفاظ بقيمتها، في ظل أشد الأزمات وأكثرها اضطراباً.

استثمار من دون مخاطر


قد لا يعد الذهب أكثر الاستثمارات ربحية، لكنه من أقلها مخاطرة، وقد أظهرت الأزمة المالية لعام 2008، أن أضخم البنوك وبيوت الأموال العالمية معرضة للإفلاس والانهيار، لذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن الذهب، وخصوصاً المصوغات والسبائك، تعد أقل الأصول مخاطرة، بالإضافة إلى أنها تبقى في خزانة منزلك.

لا يحتاج إلى متخصصين للاستثمار



وعلى عكس الاستثمار في الأوراق المالية أو السندات أو حتى الفوركس، لا يحتاج الذهب إلى خبرة أو مستشارين للاستثمار فيه، وذلك لأن شراء الذهب والاستثمار فيه لا يحتاج إلى مهارات خاصة أو متابعة على مدار الساعة للتغيرات الحادثة في السوق.

وكل ما تحتاجه هو شراء السبائك والعملات الذهبية والاحتفاظ بها سواء في خزانتك أو خزانة بنك، ومتابعة ارتفاع سعره وانخفاضه بالطريقة التقليدية التي تتابع بها الأرصاد الجوية أو مواعيد مباريات كرة القدم.

يمكن تسييله بسهولة


إذا كنت تملك عقاراً وتريد بيعه فقد يستغرق الأمر أياماً أو أسابيع، وربما شهوراً لتحصل على سعر تراه مناسباً، وإذا أردت بيع أسهم أو سندات، يستغرق الأمر حوالي 3 أيام ليتم بيع السهم وتحويل النقود من حساب الوسيط الخاص بك، ثم تحويل الرصيد إلى حسابك.

لكن الوضع مختلف كثيراً في الذهب؛ فيمكنك بيع الذهب بسهولة لتاجر المصوغات الخاص بك أو لأي تاجر سبائك في العالم أو حتى على الإنترنت والحصول على نقودك في الوقت نفسه، بالإضافة إلى أنه في وقت الأزمات يكون تسييل الذهب إلى نقود أسهل من تسييل أي أصول أخرى.

الذهب يضاعف ثروتك


في الأزمات الاقتصادية العالمية، أثبت الذهب وحده قدرته على مقاومة الانهيار، بل أثبت أيضاً قدرته على تحقيق أرباح في أشد الأوقات صعوبة، فبعد 4 سنوات من الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي، استطاع الذهب تحطيم الأرقام القياسية، وتسجيل ارتفاع في قيمته الشرائية تصل إلى 17 مرة.

وفي السبعينات بعد أزمة الطاقة و"صدمة نيكسون" في سبعينات القرن الماضي، ارتفعت القيمة الشرائية للذهب 15 مرة في الوقت الذي انخفضت فيه قيمة الدولار الأميركي.

القاعدة بسيطة


يُحكم السوق العالمي بقانون العرض والطلب، فكلما زاد الطلب على المنتج ازداد سعره، أيضاً كلما قل الإنتاج مع ثبات الطلب زاد سعره، فكيف يكون الأمر إذا قل الإنتاج وزاد الطلب.

الإنتاج يقل


الذهب المعروض في السوق منذ التسعينات وإلى الآن قادم من مبيعات سبائك الذهب من خزائن البنوك المركزية العالمية، في الوقت نفسه انخفض إنتاج الذهب الجديد من المناجم منذ العام 2000، فوفقاً لـGoldsheetlinks.com، انخفض الإنتاج السنوي من 2.573 طن متري في عام 2000 إلى 2.444 طن متري في عام 2007، وقد يستغرق إيجاد مناجم جديدة أو تطوير إنتاج المناجم القديمة من 5 إلى 10 سنوات.

الطلب يزداد



ومنذ منتصف السبعينات وإلى الآن، لعبت زيادة ثروة الاقتصاديات الناشئة واقتصاديات النفط دوراً كبيراً في زيادة الطلب على الذهب، ففي عدد من الدول الآسيوية والشرق أوسطية يتشابك الذهب مع الثقافة.

وتعد الهند والمملكة العربية السعودية من أكبر الدول المستهلكة للذهب عالمياً، تستخدمان الذهب في العديد من الأغراض، أبرزها الحلي والمجوهرات.

ومع تعدد استخدامات الذهب في الأمور الصناعية والرقائق الإلكترونية، وحتى الصناعات الدوائية، ارتفع الطلب على الذهب ليتجاوز صناعة الحلي والمجوهرات.

وبدأ كثير من المستثمرين يرون في الذهب استثماراً جيداً، ينبغي تخصيص الأموال له، مثل العقارات والسندات، فصندوق الاستثمار والتمويل SPDR القائم على التمويل والإيداع الذهبي وتوفير حافظات ذهبية للمستثمرين لتنويع مصادر الاستثمار أصبح واحداً من أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، ويمتلك واحدة من أكبر الاحتياطات الذهبية عالمياً.

خط الدفاع الأخير


ينبغي أن يكون الذهب جزءاً هاماً من محفظة استثمارات متنوعة بسبب ارتفاع أسعاره.

كما استطاع الذهب التأقلم وتجاوز الأزمات الحادة التي واجهت الاستثمارات الورقية، مثل الأسهم والسندات، وعلى الرغم من أن سعر الذهب يمكن أن يكون متقلباً على المدى القصير، فقد حافظ دائماً على قيمته على المدى الطويل، وكان بمثابة حائط الدفاع الأخير ضد التضخم وتآكل العملات الرئيسة، وبالتالي فهو فرصة استثمار تستحق النظر والاهتمام.

علامات:
تحميل المزيد