كان تشارلي يحتفل بعيد ميلاده في متحف التاريخ الطبيعي بلندن والذي يحظي بشهرةٍ عالمية، عندما لاحظ أنَّ لافتة إحدى الصور الظلية، أو ما يُعرف بصور "السيلويت"، المعروضة تحمل الاسم الخطأ.
جذب هذا الخطأ انتباه الصبي، وجعله يتوقف بغتةً عما كان يفعله؛ إذ رأى أنَّ اللافتة تقول "أوفيرابتور"، وهو ديناصور صغير آكل للحوم ذو منقار كالطيور، في حين أنَّها كانت في الواقع لديناصور من نوع "بروتوسيراتوبس"، وهو ديناصور آكل للعشب في حجم الأغنام، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
وهرع الصبي لإخبار والدته جايد، 29 عاماً، بذلك، فقالت له إنَّه من المستحيل أن يكون الخبراء في المتحف قد ارتكبوا مثل هذا الخطأ الفادح.
قالت جايد: "كان تشارلي مستغرِقاً بقراءة لافتات المعروضات، وكان هناك صورة ظلية لديناصور، المفترض أنَّه من نوع (أوفيرابتور)، موضوعة بجانب صورة ظلية لإنسانٍ بهدف إظهار فرق الحجم بينهما". وعندما رآها الصبي، قال لأمه، مشيراً إلى الصورة الظلية المعروضة: "هذا خطأ، هذا الجزء ليس صحيحاً! هذا الديناصور ليس من نوع (أوفيرابتور)".
استأنفت جايد حديثها قائلةً: "قلت له نحن في متحف التاريخ الطبيعي! أعلم أنَّك ضليع في كل ما يتعلق بالديناصورات، لكنَّني لست واثقة من أنَّك على حق"، غير أنَّ تشارلي ظل متمسكاً برأيه.
الطفل على حق
اقترحت متطوعةٌ بالمتحف، وهي أم لثلاثة أبناء من جزيرة كانفي بمقاطعة إسكس بالمملكة المتحدة، عليه أن يرسل رسالة إلكترونية إلى إدارة المتحف يبلغ فيها عن الخطأ الذي اكتشفه. وبالفعل، وصلت الطفل رسالة من الخبراء هذا الأسبوع تؤكِّد له أنَّه كان محقاً.
قالت السيدة إدواردز معلقةً على ذلك: "كان علينا أن ندرك أنَّه كان على حق، فهو يحب الديناصورات بشدة".
وأضافت: "أنا فخورة جداً بتشارلي، فهو مصاب بمتلازمة أسبرجر ويميل إلى إيجاد موضوع يحبه ويحاول معرفة أكبر قدر من المعلومات حوله. لذلك، يسرني أنَّه استطاع الاستفادة من القاعدة المعرفية التي تعلمها. لقد أضاء وجهه بابتسامة عريضة حين علم أنَّه كان محقاً".
أما تشارلي، ونوعه المفصل من الديناصورات هو "الغيغانتوصور"، فقد قال: "كنتُ أعرف مما قرأتُه أنَّ الاسم ليس صحيحاً، لذا أخبرتُ أبي وأمي بذلك".
وقال متحدث باسم المتحف: "نحن منبهرون للغاية بمدى معرفة تشارلي بالديناصورات، ونأمل أن يظل مولعاً بعلم الأحياء القديمة طوال حياته".
وأضاف مفسراً: "إنَّ الأبحاث التي تتناول العالم الطبيعي ومعرفتنا به تتغير باستمرار، وبالتالي فقد تجددت المعروضات في صالة الديناصورات عدة مرات لتعكس ذلك، الأمر الذي نجم عنه وقوع ذلك الخطأ".
وافتتح متحف التاريخ الطبيعي في عام 1881، ويعرض تاريخ الأرض الطبيعي من فترة ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا، ويشتهر المتحف بشكل خاص بعرض بقايا الهياكل العظمية للديناصورات.