ظهرت لقطات لا تُصدَّق لهبوطٍ اضطراري مُروِّع، قام به طيَّارٌ تركي بينما كان يُحلِّق برؤيةٍ "منعدمة" تماماً من أجل إعادة 121 سائحاً بأمان إلى الأرض، وذلك بعدما حطَّمت قطعة ثلج بحجم كرة الغولف الزجاج الأمامي لطائرته "المُتضرِّرة بشدة".
وقد مُنِح الكابتن ألكسندر أكوبوف، الذي يعمل لصالح شركة طيران أطلس غلوبال التركية، "نوط الشجاعة" الأوكراني بعدما هبط بطائرته التي تعرَّضت لأضرارٍ بفعل البَرَد في مطار أتاتورك بإسطنبول خلال عاصفةٍ هوجاء في تركيا الخميس الماضي، 27 يوليو/تموز، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وقد أنقذ أكوبوف 121 راكباً و6 من أفراد الطاقم بتمكُّنه من الهبوط بطائرته من طراز "إيرباص A320″، وذلك بعدما دكَّت الريح العاصفة والأمطار والبَرَد مقدمة الطائرة والزجاج الأمامي.
ويُظهِر فيديو الهبوط السريع الطائرة، ذات اللونين الأحمر والأبيض، وهي تهبط بحركة غير مستقرة على مهبط الطائرات، حين كان الطيار يُسارع من أجل إيصال الركاب إلى الأرض بأمان.
وفي الفيديو، يمكن سماع صوت بكاء الركاب وصلواتهم حين كانت الطائرة المُتضرِّرة تميل نحو الأرض.
كما يظهر صوت شخص خلف الكاميرا وهو يقول: "لن ينجح، لن ينجح".
ووفقاً لوكالة الأناضول للأنباء، فقد عُدِّلَ مسار 16 طائرة أُخرى كانت متجهة إلى مطار أتاتورك في إسطنبول.
وقد شلَّت العاصفة، التي استمرت 20 دقيقة فقط، حركة المرور وسببت فيضاناً مفاجئاً غمر السيارات والحافلات في المدينة.
وقال مسؤولون إنَّ 7000 عامل من عمال الطوارئ يعملون حالياً للمساعدة في إصلاح ما أتلفته العاصفة، التي تسبَّبت في خلع 230 شجرة، وتدمير 90 سطحاً، وإشعال النيران في مختلف أنحاء إسطنبول.
وقال الكابتن أكوبوف إنَّه قد احتفل مع فرد آخر من أفراد الطاقم وكأنَّه "وُلد من جديد" بعد عمله البطولي الذي أنقذ أرواح الناس، على الرغم من الضرر الذي ألحقته كرات ثلج بحجم بيض الدجاج، كسرت الزجاج الأمامي، وعطَّلت نظام الطيار الآلي.
وقال: "أعمل في الطيران منذ 30 عاماً. حسناً، أرأيت هبوط الطائرة؟ أكان جيداً؟ الركاب أحياء. هذا طبيعي. هذه موثوقيتنا الاحترافية. لم يُظهر مُعيِّن المواقع تلك الكارثة الجوية، وهو ما سبب الحادث. كان صعباً، لكنَّ المهم أنَّ الناس أحياء".
وحدثت الكارثة بعد 10 دقائق من إقلاع الرحلة التابعة لشركة طيران أطلس غلوبال التركية، متجهةً إلى مطار إرجان شمالي قبرص.
وبعدما وصلت الطائرة إلى ارتفاع 1300 متر، ضربت كرات الثلج الزجاج الأمامي، ومنعت الطيار من رؤية طريق هبوطه.
ومُنِح الطيار تصريحاً للهبوط في مطار أتاتورك، مع أنَّه كان قد أُغلق بسبب الطقس الكارثي.
وكان في انتظار الطائرة فريق طوارئ متكامل، به سيارات إطفاء وإسعاف.
واتصل الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بالطيار ليهنئه ويكافئه مانحاً إياه نوط الشجاعة الأوكراني.
كما أشاد خبراء الطيران بشجاعة فردَي الطاقم التركيين.
وانطلقت موجة عارمة من التصفيق في المطار حين تمكن الكابتن أبوكوف من الهبوط بالطائرة.
وحيَّاه طيارو الطائرات الأخرى بإضاءة أنوار طائراتهم وذهبوا إلى طائرته كي يصافحوه.