هل تخشون على أطفالكم أثناء نومهم، أو لا تستطيعون شراء سرير لهم؟.. إليكم فكرة الصندوق الفنلندي الذي بدأت دول بتطبيقه

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/14 الساعة 11:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/14 الساعة 11:03 بتوقيت غرينتش

تواجه كثير من العائلات ضغوطاً مالية كبيرة لتغطية نفقات أطفالهم المولودين حديثاً، خصوصاً في تأمين سرير آمن والمستلزمات الأولية من ملابس وغيرها من الأدوات التي يحتاجها الرضيع، فضلاً عن أن ظاهرة "الموت المفاجئ" للرضع لا تزال تؤرق العائلات.

لكن في فنلندا ظهرت فكرة منذ نحو 80 عاماً وتحظى بإعجاب وانتشار واسع، وتقوم على منح العائلات صندوقاً من الورق المُقوَّى يمكن للطفل أن ينام فيه خلال أول ستة أشهر بعد مولده، محملة بقماطٍ للأطفال، وطقم إسعافاتٍ أولية، وميزان حرارة على شكل بطةٍ مطاطية لقياس درجة حرارة الماء، والحفاضات، والشاي، والفوط الصحية، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، 13 مايو/أيار 2017.

بداية الفكرة

ونشأت فكرة الصناديق الفنلندية عندما ارتفعت معدلات الموت للأطفال في فنلندا لتصل إلى 65 طفلاً من كل مائة مولود. وقررت السلطات التدخل لحماية الأطفال الذين كشفت الأبحاث أن الموت يكون خلال نومهم كالتفات والنوم على بطونهم، حتى باتت الظاهرة تعرف باسم "الموت المفاجئ للأطفال"، بحسب ما ذكره موقع "رصد".

وبدأت الحكومة الفنلندية بتسليم الأمهات الجدد صناديق كرتونية بها مستلزمات للطفل، ويمكن استخدامها كسرير لهم مع بداية حياتهم. وساهم تطبيق هذه الفكرة بانخفاض معدلات وفيات الأطفال، حتى أصبحت فنلندا من أقل الدول في معدلات وفيات الأطفال على مستوى العالم.

وتشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى أنه في فنلندا تُمنَح جميع الأسر صناديق أطفال (أو منحاً نقدية إذا كانت تُفضِّل ذلك) طالما تلقَّت الأم الرعاية اللازمة قبل الولادة.

وكان البرنامج، الذي أُطلَق في عام 1937، معنياً في المقام الأول بالأمهات ذوات الدخل المنخفض. وقالت كيتي لايتينن، منسقة الاستحقاقات الأسرية في مؤسسة الخدمات الاجتماعية الفنلندية، والمعروفة باسم Kela، إنَّ "الحكومة الفنلندية كانت تبحث عن طريقة لدعم الأطفال والأسر دعماً أفضل حين ارتفع معدل وفيات الأطفال وانخفض معدل المواليد".

توفير للمال

إيلا ماي فورميل واحدة من الأمهات اللاتي تعملن بدوامٍ كامل في منطقة غريت بارينغتون بولاية ماساتشوستس الأميركية، وهي ما زالت تواجه صعوباتٍ في تدبير أمورها المالية. أنجبت إيلا ابنها أوليفر، وكان أهم ما يشغلها هو أن تتأكَّد أنَّها تملك كل ما تحتاجه للاهتمام به. لذا، حينما قرَأَت مقالة صحفية قبل ولادته عن برنامج يمنح صناديق مجانية للأم، سارعت بانتهاز الفرصة، وحصلت على أحد الصناديق.

وتقول إيلا البالغة من العمر 24 عاماً: "أنا أم للمرة الأولى، ورغم أنَّني أعمل بدوامٍ كامل، إلا أن دخلي منخفض". وتلقَّت إيلا صندوقها عبر مُنظمَّة Berkshire Baby Box غير الربحية، التي توفِّر الموارد المحلية للأمهات الجديدات والآباء الجدد.

وتلقَّت إيلا صندوقها بعد المشاركة في العديد من البرامج التعليمية التي تُقدِّمها جامعة Baby Box على الإنترنت، وتشمل الدروس التعليمية التي تُقدِّمها الجامعة معلوماتٍ عن النوم الآمن، والتغذية، والصحة قبل الولادة. وبمجرد أن انتهت إيلا من الدورات التدريبية على الإنترنت، قالت إنَّها تلقَّت قسيمة شراء وتمكنت من استلام صندوقها، الذي توفره المنظمات المجتمعية والمستشفيات في منطقتها.

وتقول إيلا: "لو كنتَ شخصاً يعاني من أزماتٍ مالية شديدة، ما الذي بوسعك فعله لو كنت عاجزاً عن تحمُّلِ تكاليف سرير أطفالٍ أو شيءٍ كهذا؟".

ورغم عدم وجود دراساتٍ تربط بين الصناديق والحد من متلازمة موت الرُضَّع المفاجئ، أو غيرها من المخاطر، قال فارس ديارباكرلي، وهو طبيب مولد وأخصائي أمراض نساء في ولاية نيوجيرسي لصحيفة "واشنطن بوست" إنَّ الصناديق تُعد وسيلة لتخفيف أعباء الأمومة على أي أم جديدة، وأضاف أنَّ الصندوق لن يتسبَّب في أي مخاطر، ما دمنا نُعلِّم الأبوين الطرق المناسبة لوضع الطفل في الصندوق، وفقاً لما ذكرته "واشنطن بوست".

وتقول شركة Baby Box إنَّ فرصة تعليم الوالدين المتوفرة جنباً إلى جنب مع الصناديق، تُعد وسيلةَ مفيدة لتحسين صحة الطفل والأم.

انتشار الصناديق

وقالت جينيفر كلاري، المديرة التنفيذية لـBaby Box، إن الصناديق المجانية بدأت تنتشر في ولايات أميركية عدة، مضيفةً أن "أهم ما في البرنامج الفلندي وما يساعده فعلاً على النجاح، أنَّه دولي. لو نظرتم بتمعن إلى المساعدات الصحية الأخرى التي تستهدف قضايا صحة الأم والطفل على مدار التاريخ (سواءٌ كانت هذه المساعدة هي صندوق الطفل أو غيرها) أو في حال قمتم بمبادرة رعاية صحية مُستهدفة، ستجدون أنَّ الأسر الأكثر ضعفاً التي تحاولون الوصول إليها، تشعر بالعار، ما ينتج عنه انخراط الأسر الأكثر ثراءً في هذه النشاطات، رغم أنَّها لا تحتاج إليها بنفس القدر على أي حال".

وأضافت جينيفر أنَّ صناديق الطفل "تساوي بين الجميع". فقد لاحظت أنَّ الصناديق لم يكن لها دورٌ أساسيٌّ في خفض معدل وفيات الرُضَّع، إنَّما الدور الأساسي يعود إلى زيادة انخراط الأمهات المستقبليات في هذه النشاطات قبل الولادة، والمعرفة التي تستخلصها الأمهات الجديدات من مقدمي الرعاية الصحية.

وليست أميركا الدولة الوحيدة التي بدأت تنشر الصناديق الفنلندية للأطفال، فقد بدأت مستشفى في غربي العاصمة البريطانية لندن باتباع الطريقة الفنلندية أيضاً، بحسب ما ذكرته صحيفة "الدستور" نقلاً عن "ديلي ميل".

علامات:
تحميل المزيد