ما كان يخطر ربما ببال المصممين لحقيبة الماركة العالمية "أيكيا"، أن يصبح تصميمهم زهيد الثمن صيحةً كبيرةً في عالم الموضة والحقائب.
فـ"أيكيا" تحتل الآن مكانةً كبيرةً في صيحات أزياء 2017، واسم حقيبة التسوُّق "فراكتا" (سفينة باللغة السويدية) أصبح أشهر من أسماء عارضات الأزياء الفاتنات.
وأطلقت بالنسياغا -العلامة الأكثر تأثيراً حالياً في عالم الأزياء- حقائب جديدة غير تقليدية لعملاء "أيكيا" المميزين، تساوي الواحدة منها 2150 دولاراً. بشكلها شبه المنحرف وحجمها الكبير ولونها الأزرق المميز، لا يمكن أبداً تجاهل أوجه التشابه بينها وبين حقيبة "أيكيا" الأصلية.
تتميز الحقيبة الجديدة بوجود زوجين من أحزمة للحمل، أحدهما طويل لحملها على الكتف، والآخر قصير لحملها باليد، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
واشتعلت الشبكات الاجتماعية، وبالطبع تفاعلت "أيكيا"، فأتاحت دليلاً عملياً لاكتشاف حقائب تسوق "فراكتا" الأصلية من "المُقلَّدة". أما السمات المميزة للحقيبة، بحسب الإعلان، فهي كالتالي: إن كانت تُحدِث حفيفاً في أثناء الحركة فهي أصلية، ويبلغ ثمنها 0.99 دولار، ويمكن تنظيفها بسهولة.
هل هذه الحقيبة باهظة الثمن استثناء في عالم صيحات موضة الحقائب؟ إنها بالتأكيد ليست أوَّل حقيبة يتقاضى المصممون آلاف الدولارات لتصميمها بينما هي في الحقيقة مستوحاة من حقائب عادية يحملها الناس كل يوم.
ويبدو أنَّ المدير الإبداعي لشركة بالنسياغا، ديمنا فاساليا، لديه ولعٌ باستغلال الأشياء العادية التي نراها يومياً في تصميماته. فتصميماته القديمة تضمَّنت حقائب مستوحاة من الأوعية البلاستيكة التي كانت تحوي البطانيات الكهربائية، والحقائب الضخمة المخططة التي تبدو كما لو كانت لحمل ملابس المغسلة.
بالتأكيد، "بالنسياغا" ليست الوحيدة في عالم الأزياء التي كانت تسعى لتصميم "فراكتا"؛ فقد أعلنت "أيكيا" الشهر الماضي، مارس/آذار 2017، تعاونها مع "كوليت"، المتجر الباريسي المعروف بتصاميمه المبهرجة، حيث صُممت الحقائب مزخرفة بنقط زرقاء. وفي العام الماضي، أصدرت شركة هاي الدنماركية حقائب تسوُّق باللونين الرمادي والأخضر. وفي 2007، أصدرت شركة لوي فيتون الفرنسية مجموعة من 4 حقائب مستوحاة من حقائب حمل ملابس المغسلة المخططة.
واستغل أيضاً المصمم كريستوفر شانون، المقيم بلندن، تصميم حقيبة "أيكيا" في أعماله، فظهرت تلك الحقائب البلاستيكية الرقيقة في ممرات عروض الأزياء تحملها العارضات.
وفي عام 2012، باعت شركة الأزياء الفرنسية جيل ساندر حقائب مصنوعة من الورق المطلي بسعر 185 جنيهاً إسترلينياً للواحدة (نحو 240 دولاراً)، والذي كان باهظاً وقتها، بينما يبدو الآن سعراً مغرياً.
من الواضح للغاية أنَّ هذه الصيحة لن يكتب لها النجاح في عصر الحقائب البلاستيكية التي يبلغ سعرها 5 بنسات (0.6 من الدولار). وفي موسم الخريف والشتاء الجاري، طرح موقع Vetements إصدارات من الحقائب القطنية الشبكية التي تحمل طابع حقائب حمل الخضر والفاكهة، والتي كانت إلى وقت طويل هي حقائب التسوق الشهيرة الصالحة لإعادة الاستخدام قبل أن تطرح مكتبة Daunt Books البريطانية أكياسها الكتانية المميَّزة. يبيع متجر Cos السويدي شيئاً مشابهاً بسعر 35 جنيهاً إسترلينياً للواحدة. وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت الكثير من الحقائب في الشارع متأثرة بحقائب التبضع والتسوق. تبدو فتحاتها العلوية، وأحزمتها الطويلة، وشكلها الانسيابي كأنها إصدار جلدي من تلك الحقائب التي تستخدمها لحمل الفاكهة.
يمكننا تعريف هذا الاتجاه بأنَّه "تجديد فني" أو بـ"النفعي". إنها صيحة جديدة لمحاولة خلق عمل فني يقدم نقداً لاذعاً للاستهلاكية والعلامات التجارية، وفي الوقت نفسه يكون قادراً على أن يثير موجةً مزاحٍ مُربِحة للشركات على الشبكات الاجتماعية.
هذه الحقيبة ليست الأولى ولا الأخيرة في سلسلة الحقائب غير المعتادة في الحجم أو الشكل، لكنَّها أيضاً عملية للغاية.
إنها صيحة تثير العواطف وتلمس تجاربك الشخصية؛ إذ يمكن حمل هذه الحقيبة في يومٍ عاديٍ إلى مكان العمل أو التسوُّق دون أن تكون شاذة عمَّا حولها؛ وهي متسقةٌ مع فلسفة "أيكيا" المعروفة في منتجاتها كافة.