فاز مواطنٌ بلجيكي في المنافسة على العيش كناسكٍ في صومعة بجرفٍ منحدر فوق إحدى البلدات النمساوية.
وتغلَّب ستان فانايتراكت، البالغ من العمر 58 عاماً، وهو ضابطٌ سابق في سلاح المدفعية، ولديه سيارةٌ من إنتاج شركة ترابانت الألمانية الشرقية، على 49 منافساً آخرين، ليحظى بمركزه كواحدٍ من آخر النُسَّاك في أوروبا، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
ومن المنتظر أن ينتقل ستان هذا الشهر للعيش في صومعةٍ عمرها 350 عاماً، وبُنيت على جرفٍ فوق بلدة سالفلدن قرب مدينة سالزبورغ غرب النمسا.
وقال ستان، الذي يعيش في بلدةٍ بالقرب من مدينة بروكسل، في حديثه لوكالة الصحافة النمساوية: "كنت أعتقد أنَّ فرصتي في الفوز معدومة. حين قرأتُ عن صومعة سالفلدن، قُلتُ لنفسي: هذا أنسبُ مكانٍ بالنسبة لي". وقال إنَّه لطالما تمنى أن يصبح ناسكاً، ولكن لم تسنح له أي فرصة.
ولا تناسب مواصفات هذه الوظيفة الناس كافة، فهي غير مدفوعة الأجر، ولا يوجد بالصومعة وسائل تدفئة، ولا مياه جارية، ولا اتصال بشبكة الإنترنت، وبالطبع، تتسم بدرجةٍ كبيرة من العُزلة. ولكن المناظر الطبيعية مُذهلة، والهواء نظيفٌ جداً.
وكانت صومعة سالفلدن مشغولةً في كل عامٍ منذ تأسيسها. ولكن حين أعلن توماس فليغمولر، الناسك السابق الذي كان يعيش فيها، وهو قسٌ وطبيب نفسي سابق، نيته مغادرة الصومعة لتركيزه على العمل في الكتابة بمدينة فيينا، بدأ القس المحلي ألويس موسر الإعلان لتعيين خليفةٍ له، وكان لزاماً على المُرشحين إرسال طلبات التقدم بالبريد.
وجاء إعلان الحاجة إلى شخص على اتصال بالدين المسيحي، وقادر على "الشعور بالسلام النفسي" على ارتفاع 1400 متر (4600 قدم) من سطح البحر.
وقال ستان إنَّه اعتقد أنَّ خبرته السابقة في التعامل مع المُشرَّدين، ومدمني الكحول، ومدمني المخدرات، والسجناء، والمرضى النفسيين ستعزز قدرته على شغل الوظيفة. وأضاف أنَّ انفصاله عن زوجته، والفقر الذي عاناه نتيجةً لذلك، أعدَّاه إعداداً جيداً لهذه الوظيفة.
ولن يكون ستان، الفني المُدرَّب في مجال المسح، والذي يعمل أيضاً شمّاساً كاثوليكياً، وحيداً تماماً؛ إذ قيل له إنَّه من المنتظر أن يأتيه عددٌ من الزوار لأداء الصلاة، والتحدث معه، والاستمتاع بالمنظر الطبيعي. وقال إنَّه أحب فكرة مزج السلام الذي سيشعر به في الصباح والمساء مع الحوار المُكثِّف والعناية الرعوية لزائريه طوال اليوم.
وقال فليغمولر، الذي شغل الوظيفة موسماً واحداً من أبريل/نيسان وحتى نوفمبر/تشرين الثاني، إنَّه استمتع بهذه التجربة، ولكنه كان يُسأل في كثيرٍ من الأحيان عن سبب عدم ارتدائه قلنسوة، وعدم امتلاكه لحيةً كباقي الرهبان.
ويمتلك ستان لحيةً بيضاء، ولديه غليون.
وقال إريك رورموزر، عمدة بلدة سلفالدن، إنَّ ستان تفوق على المرشحين الآخرين. وأضاف إريك: "لقد قررنا قبول ستان؛ لأنَّنا أحببنا شخصيته. فهو ينضح بالهدوء، ويعطي انطباعاً بالاتزان. وقد أخبرنا بأنَّ بوسعه التفكير في العيش بسلفالدن مدة زمنية طويلة".
وسبق فليغمولر راهبٌ بندكتي، عاش في الصومعة لمدة 12 عاماً.
وسيلتقي سكان بلدة سلفالدن ناسكهم الجديد، والذي يتحدث الألمانية بطلاقة، في احتفالاتهم السنوية بذكرى وفاة القديس جورج يوم 30 أبريل/نيسان.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.