شُوهِد مقطع فيديو يصوِّر أطفالاً صغاراً في مرحلةِ ما قبل الحضانة بنيوزيلندا، وهم يلعبون بالخارج في يومٍ عاصف ومُمطِر، أكثر من 28 مليون مرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت مديرة مركز رعاية الأطفال إن المقطع قد حفَّز الكثيرين على أن يتذكروا الحرية التي كانوا يتمتعون بها في أثناء "طفولتهم المفقودة".
نشر مركز Pukekos التعليمي لرعاية الأطفال، الواقع في بلدة تايمز الصغيرة شمال نيوزيلندا، مقطع فيديو لا يزيد على 33 ثانية لأطفال المركز وهم ينزلقون بمرحٍ إلى بركة صغيرة من الوحل وسط المطر المُنهمِر، وفقاً لما جاء في تقريرٍ لصحيفة الغارديان البريطانية.
يمكنكم سماع قهقهة الأطفال بوضوح وهم يهللون ويمرحون بينما يسقطون سريعاً بأجسادهم في الوحل، حيث ينزلقون برؤوسهم أحياناً.
حقَّق الفيديو، منذ نشره يوم الأربعاء 12 أبريل/نيسان، أكثر من 28 مليون مشاهدة حتى إنه شوهِدَ في بلدانٍ بعيدة حول العالم.
وقالت ميفي ويلش، مديرة مركز رعاية الأطفال، إنها أُغرِقت بالرسائل من جميع أنحاء العالم، وإن فكرة الفيديو قد أصابت وتراً حساساً، ألا وهو الحنين إلى الطفولة البسيطة المليئة باللعب الحقيقي والمرح.
وأضافت ميفي لصحيفة الغارديان: "يبدو لي من آلاف التعليقات التي وصلتني أن الناس يتوقون إلى طفولتهم وطفولة أطفالهم المفقودة في عصر تسوده الشاشات، أما اللعب الحقيقي فهو مهمٌ للغاية وأساسي لتطوُّر الأطفال، لذلك أتمنى أن يصبح هذا الفيديو الصغير القصير مصدر إلهام للآباء ليسمحوا لأولادهم ببعض الحرية كي يعيشوا طفولتهم الحقيقية".
حظى الفيديو على موقع فيسبوك بأكثرِ من 15 ألف تعليق كان معظمها إيجابياً؛ إذ قال الناس إنه من الرائع رؤية الأطفال وهم يلعبون لعباً بعفويةٍ وفوضوية دون قيود بهذه الطريقة.
آراء مختلفة
وكتب ديل بويس: "هذا هو بالضبط محور فترة الطفولة، وليس الاختباء داخل لعبة على هاتف ذكي؛ بل التفاعل مع الآخرين في مكان مفتوح، حيث نحقِّق لهم أقصى استفادة من الطبيعة والأماكن المفتوحة، ولا تخافوا على أطفالكم خوفاً زائداً وتفرطوا في حمايتهم؛ لأنهم لن يحيوا حياتهم أو يتعلموا بهذه الطريقة؛ بل اتركوهم يرتطمون بأشياء، ويُصابون بخدوشٍ وجروح ويبتلُّون تحت الأمطار وهم يقضون وقتاً رائعاً. على الأقل، هذا ما كانت عليه طفولتي وقد كانت رائعة".
وقال الكثيرون ممن تركوا تعليقاتهم على الفيديو، ممن يقطنون في أميركا، إن طريقةَ اللعب غير التقليدية تلك لا يُسمح بها في مراكز رعاية الأطفال لديهم، ومن ضمن ذلك سيدة كانت تعمل بأحد تلك المراكز؛ إذ كتبت: "لا يُسمح للأطفال حتى باللعب على الزلَّاقة إن كانت مبتلَّة، لذلك من الجميل أن نرى الأطفال يعيشون طفولتهم؛ يتعلمون بالتجربة والخطأ. هذا يعجبني".
كما نوَّه القليل من الناس إلى افتقاد وجود الإشراف المدرسي في الفيديو، أو أن الأطفال كانوا مُعرَّضين بهذه الطريقة للجراثيم أو الأمراض. وكتبت جيني ليبسميير، من ولاية تكساس الأميركية: "أرى أن هناك خطر أن يصعَق البرق تلك الشجرة ويصل لجذورها ويؤذي الأطفال".
وأضافت: "أنا أعرف أن احتمال حدوث ذلك واحد في المليون، لكن ربما ينبغي ترك تلك الأفعال ليقوم بها الأطفال بمنازلهم وليس بالمدرسة؛ لأن مثل تلك الأمور تُعرِّض المدرسة لمسؤولية كبيرة في حال ما إذا حدث خطبٌ ما".
وقالت ميفي إن الأطفال توجهوا إلى الداخل لأخذِ حمامٍ دافئ، وتجفيف أجسادهم بالمناشف، وارتداء الملابس الجافة بعد انتهائهم من "المرح العفوي".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.