تراجعت شركة Salesforce عن شراء تويتر مؤخراً، وصرح رئيسها التنفيذي مارك بينيوف بأن تويتر لا تمثل الخيار المناسب لشركته.
ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" عن أحد المصادر المطلعة قوله إن فشل عملية بيع تويتر هو "نعمة متخفية" بالنسبة لجاك دورسي، الرئيس التنفيذي لتويتر، وإن البيع كان "إلهاء له وللشركة"، وفقاً لصحيفة TechTimes.
وستحتاج تويتر في سعيها الحثيث نحو إيجاد المزيد من المستخدمين الجدد، الاعتماد بشكل أكبر على استراتيجية بث الفيديو المباشر بعدما تراجع أكبر المشترين المحتملين عن عروضهم لشراء الشركة على إثر ضغوط المستثمرين.
ورغم إبداء كل من جوجل التابعة لشركة ألفابت، وشركة Salesforce.com وشركة والت ديزني اهتمامها بتويتر ذات يوم، وتشاورها مع المصارف حول شراء شركة التواصل الاجتماعي. فإنه ليس من المرجح أن تقدم هذه الشركات عروضاً لشراء تويتر في الوقت الحالي، وفقاً لصحيفة بلومبرغ.
وبدأت رحلة البحث عن مشترين للشركة عقب عدة فصول من تراجع المبيعات ونمو المستخدمين. تلقت تويتر عرضاً من أحد الراغبين في الاستحواذ على الشركة، وهو ما دفع مجلس إدارتها لتوظيف شركة مجموعة جولدمان ساكس وآلن وشركائه لمتابعة البيع في سبتمبر/أيلول. وبينما عارض جاك دورسي، الرئيس التنفيذي، هذه الصفقة، دعمها المؤسس المشارك وعضو مجلس الإدارة إيف ويليامز.
وصرح مارك بانيوف، الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce باعتقاده أن تويتر "لم يكن مناسباً لهم". وربما يرتبط هذا الموقف بالضغط الذي واجهه من مستثمري شركته الذين أعربوا عن قلقهم حول الإضافة التي ستمثلها تويتر لشركة Salesforce التي تعمل في مجال توفير برمجيات المبيعات للشركات الأخرى.
وفي السياق ذاته وضعت تويتر في اعتبارها حلول أخرى مثل تصفية الأصول غير المركزية لأعمالها.
استراتيجية جديدة
إن لم يظهر مشترٍ لتويتر فستحاول الشركة الوصول إلى المزيد من المستخدمين عبر إحدى التقنيات الجديدة التي تركز على الفيديو المباشر.
وكانت الشركة قد بدأت بالفعل في دخول شراكات لأجل الرياضة والسياسة والمحتوى الترفيهي الذي يمكنها بثه بجوار التغريدات المناسبة له. قد يمثل هذا طريقة جديدة لاستخدام الخدمة لغير مستخدمي تويتر، وهو ما يسمح للشركة بتقاسم عائدات إعلانات الفيديو.
لم يسفر الجهد الوليد بعد عن زيادة عدد المستخدمين بشكل ملحوظ أو المعلنين على المنصة المعروفة برسائلها ذات الـ140 حرفاً. وبينما يفضل الصحفيون والمشاهير والساسة الخدمة، إلا أنها تشهد تراجعاً بسبب المخاوف المتعلقة بالمضايقات الموجودة على الموقع.
وقال روبرت بيك، محلل بشركة SunTrust Robinson Humphrey Inc: "يؤكد غياب نمو المستخدمين ومشاركتهم أن المبادرات التي أطلقها جاك حتى الآن لم تكن فعالة في الحقيقة"، مضيفاً: "إذا لم تنجح فكرة البث المباشر، فما الذي يمكن أن يدفع تويتر للنمو؟".
وعلى مدار الاثني عشر شهراً الماضية، انخفضت أسهم الشركة بمقدار 35% لتصل إلى 18.25$ في أواخر أغسطس/آب – أقل من سعر 26$ في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 حين طُرحت الأسهم للمرة الأولى للاكتتاب العام – قبل أن يرتفع مرة أخرى بعدما صرح ويليامز بأن على مجلس الإدارة أن يفكر في الخيارات المطروحة بما فيها البيع.
وأفادت صحيفة بلومبرغ بأن العديد من المستثمرين تحدثوا إلى المدير المالي مارك هوكينز خلال مؤتمر Salesforce للمستثمرين، معبرين عن عدم رضاهم عن فكرة الاستحواذ على تويتر. وهي الرسائل التي أوصلها هوكينز لرئيسه التنفيذي ولمجلس الإدارة.
بينما قالت المتحدثة باسم Salesforce، تشي هي شو، أن الشركة لا تعقب على الشائعات، وفي المقابل رفض ممثلو تويتر وجوجل وديزني التعليق على الأمر. وكانت كل من هذه الشركات قد شهدت انخفاض أسعار أسهمها منذ أشارت التقارير إلى خططها المحتملة لشراء تويتر.
يأتي شراء تويتر مع سلسلة من التعقيدات الأخرى، فبجانب قضية النمو، والمخاوف بشأن المضايقات بين المستخدمين، سيكون على المشتري التعامل مع مِنَح الأسهم الكبيرة الخاصة بالموظفين، بالإضافة إلى القوى العاملة التي شهدت كثيراً من التغير في قيادتها.
إلا أن ثروة بيانات المستخدمين الموجودة تحت سيطرة شبكة التواصل الاجتماعي تجعل منها خياراً وارداً بالنسبة للشركات الراغبة في التنقيب وسط استخبارات الأعمال وخدمات عملائها، لكن بالنسبة إلى Salesforce فإن الوصول إلى بيانات تويتر ليس اعتباراً رئيسياً في عملية الاستيلاء على تويتر، كما جاء على لسان بانيوف.
على السطح، ربما يبدو تراجع Salesforce عن فكرة الشراء كأخبار سيئة بالنسبة لتويتر التي عانت لإيجاد مشترٍ جدي على مدار الشهر الماضي، بعدما رفضت جوجل وأبل وديزني تقديم عروض.
هل تندمج تويتر مع سكوير؟
بينما ترتفع أهمية استخبارات الأعمال واستخراجها من بيانات المستخدمين، لتصبح نقطة البيع الرئيسية لشركة مثل تويتر، فربما على دورسي البحث في ترسانته الخاصة أولاً.
يقترح بعض المحللين أن بإمكان تويتر استكشاف احتمالية الاندماج مع مجموعة أخرى يديرها دورسي، وهي شركة الخدمات المالية والتجارية سكوير.
وأشارت صحيفة TechTimes إلى أن الفكرة ليست غريبة، بل لجأ إليها الملياردير إلون ماسك مع اثنتين من شركاته، تسلا موتورز وسولار سيتي، خاصة مع بحث الأولى عن طرق لتعزيز إنتاجها للبطاريات، وكفاح الثانية لشق طريقها في سوق الطاقة المستدامة. وهو القرار الذي رأى فيه آدم سرحان، المساهم في فوربس، إنقاذاً لماسك من الإحراج العلني المتعلق بعدم إيجاد مشتري على الأقل.
المشترون المحتملون الآخرون
إلا أن هناك سيناريوهات أخرى لبيع تويتر في نهاية المطاف. وتأمل AT&T، على سبيل المثال، في إنفاق ما قد يصل إلى 50 مليار دولار لاقتناص الأعمال وربما التحول إلى تكتل للإعلام والترفيه. وربما تصبح تويتر هي إحدى الأهداف الرئيسية، خاصة مع تأهب منافس AT&T لشراء ياهوو.
كما يعتقد بعض المتابعين أن Softbank، الباحث عن الاستثمار في مجالي الإعلام والتكنولوجيا، قد يبحث عن فرصة محتملة للاستحواذ على تويتر.