كلمات مؤثرة للغاية قالتها أول لاعبة أميركية محجبة تمثل بلادها في الأولمبياد، لمرشح الانتخابات الرئاسية الأميركية عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، حول خطته التي تتعلق بمنع هجرة المسلمين.
صحيفة ChicagoTribune الأميركية، نقلت عن ابتهاج محمد قولها "كلمات ترامب خطيرة جداً، وعندما يسمع مثل هذا الكلام لا أحد يفكر في كيفية تأثيرها على الناس. أنا أميركية – أفريقية، ليس لي وطن آخر ألجأ إليه. عائلتي ولدت هنا. أنا ولدت هنا وترعرت في نيوجيرسي وكل عائلتي من هناك. إذن أين نذهب؟".
بطلة رياضة المبارزة شرحت أنها تأمل أن تسهم جهودها في أن تمّثل بلادها بشكل مثالي كرياضية، ما يسهم في تغيير الطريقة التي ينظر الناس إلى المسلمين.
حجابي هويتي
وقالت محمد عن حجابها في مقابلة مع BBC Sport، "الحجاب جزء من هويتي، ويساعدني بلا شك في علاقتي بربي، وهو اختيار شخصي وعلاقة شخصية بين الشخص وربه".
وأضافت، "النساء لسن مضطرات لارتداء الحجاب خاصة في الولايات المتحدة، لكنه قرار واع اتخذته بنفسي".
مواقف مع الحجاب.. ومحطات في البيت الأبيض
أما موقع Buzz Feed الأميركي، فكتب عن محمد تقريراً وصفتها فيه بأنها امرأة مسلمة محجبة تتعرض للعنصرية والتفرقة، رغم الفخر الذي تحمله كونها تقتحم عالم رياضة كانت دوماُ حصراً على البيض.
وألقى التقرير الضوء على قصة مع الحجاب روتها اللاعبة، في إبريل/نيسان 2016 سجلتها لقناة Players Tribune ذكرت فيها أنه توجهت لحضور نشاط ثقافي ورياضي ترعاه جمعية في مدينة أوستن بولاية تكساس، وهناك طلب منها أحد المشرفين على التجمع خلع حجابها الذي وصفه بـ "الطاقية" من أجل التقاط صورة، وأنه أصّر على ذلك حتى عندما أعلمته أنه غطاء رأس يرتدى لأسباب دينية.
وقالت الرياضية البالغة من العمر 30 عاماً، "رفضت ذلك وقلت له بالتأكيد تمزح"، كما طلبت التحدث إلى المسؤول الإداري وعندما فعلت كانت إجابته "أنت في تكساس".
حينها أبدت اللاعبة استغرابها قائلةً، "هذا ليس عذراً، المكان الذي تتواجد فيه لا يعطيك العذر لإهانة الناس وعدم احترام ثقافاتهم" حسب تعبيرها.
I was just asked to remove my hijab at SXSW Registration for my ID badge.. I can't make this stuff up #SXSW2016
— Ibtihaj Muhammad (@IbtihajMuhammad) March 12, 2016
Even after I explained it was for religious reasons, he insisted I had to remove my hijab for the photo to receive my badge #SXSW2016
— Ibtihaj Muhammad (@IbtihajMuhammad) March 12, 2016
وأصرت في ذات الوقت على أنه في مثل هذا المواقف يجب على الإنسان أن يهز كتفيه علامةً على المواجهة وعدم الاهتمام، "فلا أستطيع أن أسمح لهذه المواقف بالتأثير علي، وأن يتسببوا في أي تراجع في مسيرتي لأنني لو فعلت سيحدث ذلك".
المضحك في تلك الواقعة أنها حصلت على بطاقة تسمح لها بدخول المكان بحجابها، إلا أنها حملت اسم "تامر محمد" أحد أفراد طاقم Warner Bro التلفزيونية! ولم تنس أن تشارك تلك الدعابة على تويتر.
Thennnnn I was given the wrong ID! From now on my name is Tamir & I work for Time Warner Inc #SXSW2016 pic.twitter.com/TE3jJR16P6
— Ibtihaj Muhammad (@IbtihajMuhammad) March 12, 2016
وعندما يتعلق الأمر بالعنصرية والمواقف التي تواجهها محمد، فإنها تلجأ إلى الشبكات الاجتماعية، حيث شاركت صورة لرجل سألها بينما كانت تتواجد في أحد شوارع نيويورك عما إذا كانت تنوي " تفجير شيء".
معقبةً في أحد تعليقاتها، "نحن نعيش في زمن يشعر فيه الناس بالراحة عندما يصبون جام كراهيتهم على أبرياء في الشارع، بل ويتحرشون بهم. نحن بحاجة إلى تغيير".
As I'm walking down the street, this guy asks if I'm going to blow something up, follows me & says I look suspicious pic.twitter.com/k3jlhFPT7F
— Ibtihaj Muhammad (@IbtihajMuhammad) April 16, 2016
لكن بعد نحو أسبوعين من هذا الموقف أعطت ابتهاج السيدة الأولى في أميركا ميشيل أوباما درساً في المبارزة بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على انطلاق الألعاب الأولمبية.
وفي ذات مرة، دعيت إلى مأدبة في البيت الأبيض بمناسبة عيد الفطر عند المسلمين، داعبها الرئيس الأميركي باراك أوباما متسائلاً عما إذا كان الحجاب "سيمثل ضغطاً" على كتفيها خلال منافسات الأولمبياد.
محطات رياضية سريعة
حملت ابتهاج محمد لقب المصنفة رقم 113 على مستوى العالم خلال موسم 2008/2007 ، ثم صعدت اللاعبة إلى التصنيف الثامن هذا الموسم.
وقبل نحو عامين فازت بالميدالية الذهبية مع منتخب الولايات المتحدة في بطولة العالم للمبارزة في روسيا.
وأخيراً فازت اللاعبة بالمباراة الافتتاحية لها في 8 أغسطس/آب 2016 في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث تخوض منافسات المبارزة (سيف عربي فردي سيدات).
وصفتها صحيفة US Today، قبل افتتاح دورة الألعاب، بأنها الرياضية التي ستغير الصورة النمطية عن الفتيات المحجبات، وقالت Los Angeles Times، إنها ستصنع تاريخاً أولمبياً جديداً للولايات المتحدة.