في أجواء رمضانية مميزة، وكدعوة لبناء جسور المحبة والألفة بين اللاجئين السوريين في كندا من مختلف الديانات، قامت مجموعة مطاعم "سيدر ديلي"، لمالكها الكندي اللبناني سمير عمر، بإقامة مأدبة إفطار ضمت حوالي 450 من اللاجئين السوريين في كندا.
المميز في هذه الدعوة، أنها لم توجه للمسلمين فقط للفطور، وإنما شملت المسلمين والمسيحيين والدروز.
دعوة تجمع كل الأديان
سمير عمر، قال لـ"عربي بوست" إنه أراد تقديم دعوة إفطار لجمع القادمين الجدد سوية، مضيفاً "نريد أن نوضح كيف أن كندا تفتح أذرعها لاحتواء اللاجئين السوريين من كل الأديان، وأن المجتمع الكندي قائم على سياسية الاحترام المتبادل لكل البشر بغض النظر عن أديانهم".
وأضاف سمير "نحن نؤمن بأهمية أن نعمل سوية، وأن نحب بعضنا البعض بغض النظر عن دياناتنا وثقافاتنا، فكلنا بشر، ولا بد من العيش سوية بعيداً عن أي اختلاف".
وبين سمير أننا كشعوب نحتاج للحوار المفتوح، فيما بيننا ونبذ الخلافات التي حدثت في بعض الدول العربية، ولا بد من التعايش مع ثقافة السلام والحوار.
التجربة الكندية
وختم سمير قائلاً "نريد أن نقول من خلال هذه الدعوة، إنه في كندا كل الأديان يعيشون بحب وسلام ولا بد لدول المنطقة العربية والعالم أجمع أن تتعلم من التجربة الكندية في التعايش بين الثقافات والأديان المختلفة القائمة على أساس الحب والتفاهم والسلام".
وقالت جورجيت بدر، قادمة جديدة إلى كندا منذ 6 أشهر من دمشق، إنه لا فرق بيننا حتى ولو اختلفت أدياننا "في سورية كنا نعيش هكذا، وفي كندا أيضاً حملنا معنا هذه الثقافة، ولا توجد بيننا حواجز أو أي خلافات".
وأضافت "هذه الدعوة جميلة جداً، فهي تعرفنا على بعضنا بعضاً"، وأوضحت أن لديها 7 جيران من المسلمين، "نعيش سوية ونشكر الله أنه جمعنا سواء في سورية حيث كنا نعيش متآلفين وما أحلانا أو بعد أن انتقلنا إلى كندا".
المأدبة عادت بي إلى ذكرياتنا في سورية
وقال جهاد الحسن، من درعا ووصل كندا منذ 6 أشهر، إن هذه الدعوات تساعدنا على مد أيدينا لبعضنا بعضاً، ونفتح صفحات جديدة للمحبة والسلام.
وأضاف "هذه المأدبة عادت بي إلى الذكريات الجميلة، إلى أجواء سورية، كيف كنا نعيش سوية متحابين ومتآلفين ونجتمع سوية في اللحظات السعيدة والحزينة، لم تكن هناك أحقاد بيننا قلبنا على بعض، وليس للأسف ما نسمعه الآن عن سورية لا يعكس ثقافة الشعب السوري المسالم".
وأضاف جهاد أن الأمسية كانت مميزة، وقد حرص القائمون على الدعوة توفير سبل الراحة للمدعوين، إذ وفروا قاعة يلعب فيها الأطفال أيضاً خصصوا لنا مكاناً للصلاة لقد وفروا لنا كل شيء نحتاجه".
ما قدمته كندا لنا لم أجده في أي دولة عربية
يقول جهاد "عشت في مختلف الدول العربية، لكن الحق يقال لقد احتضنتنا كندا بمستوى يفوق تعامل بعض الدول العربية معنا".
وأعربت سايما جمال، مؤسسة مجموعة دعم اللاجئين السورييين في كالكاري، عن سعادتها وفخرها لاجتماع السوريين مرة أخرى في كندا، وهم من مختلف الأديان، للبدء بحياة جديدة قائمة على التفاهم التعايش والحب والسلام، وذكرت أنه حضر ما يقارب 450 شخصاً تجمعوا سوية ليبدأوا صفحة جديدة في حياتهم في كندا".