قد يكون حلم زيارة كوكب المريخ دغدغ مخيلتك في لحظة ما، لكن الأمر أكثر من مجرد أمنية وخيال، بل المقدرة على النجاة إن وطأت قدماك سطح الكوكب الأحمر.
يعتقد بعض الخبراء أن قلةً من البشر فقط يستطيعون النجاة على سطح المريخ، ففي تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، تحدث رئيس الجمعية الأسترالية للمريخ د.جوناثان كلارك، عن المهارات التي يحتاجها المرء للبقاء حياً على سطح المريخ.
يُعتبر د.كلارك أحد القلائل الذين اختبروا كيف ستبدو الحياة على كوكبٍ آخر، عبر انضمامه للعديد من المهمات التمثيلية، وهي الأنشطة التي تجري على كوكب الأرض في بيئات مختلفة لمحاكاة مختلف جوانب البعثات الفضائية إلى عوالم أخرى.
إذ خاض مهمته التمثيلية الأولى في وسط أستراليا، ثم أتبعها بمهمتين في يوتاه بالولايات المتحدة، وسيعود إلى يوتا والقطب الشمالي الكندي مرةً أخرى عما قريب.
تحتلف الحياة على المريخ بطبيعة الحال، فالجاذبية الضعيفة ستسمح للناس بحمل أشياء أكثر ضخامة وثقلاً عما اعتادوه على الأرض، "وستبدو الحياة مألوفة بعض الشيء، وكأنك تراها عبر منظار"، كما قال كلارك.
واستطرد، "ستبدو مختلفة ومعوجة قليلاً، ربما يتطلب الأمر بعض الوقت للاعتياد عليها، لكن البشر تكيفوا مع مختلف أنواع البيئات الغريبة، هناك أناس يعيشون بسعادة في محطات الفضاء الدولية أو في أعماق الشتاء القطبي".
لكنه لفت إلى أن البقاء على قيد الحياة هناك يتطلب شخصياتٍ معينةً تتمتع بمهارات متعددة، "غالباً ما ستسكن في مساحة صغيرة، ربما بيت صغير يحتوي على ثلاثة غرف للنوم ويتشاركه معك حوالي 5 أو 6 من زملائك، ستحتاج لمجموعة يمكنك التعايش معها لسنوات وليس مجرد بضعة أيام أو بضعة أشهر".
ستتحول المجموعة في النهاية إلى أشبه ما يكون بالعائلة أو فريق من الأصدقاء القريبين وليس مجرد مجموعة من زملاء العمل، لكن في الوقت ذاته ستقابلهم العديد من التحديات، "سيكون العمل مُرهقاً للغاية، لكنها ستغدو تجربة شديدة الإشباع".
وأشار رئيس الجمعية الأسترالية للمريخ إلى حاجة هؤلاء الأشخاص لمعرفة مهامهم التي تساعدهم في البقاء أحياء على المريخ، "كمعرفة بعض الأشياء لحالات الطوارئ، سواءاً الإسعافات الأولية أو التمريض، أو كيفية الهبوط بالسفينة الفضائية أو ربما قيادة الطوافات".
وأضاف، "سيكون عليك أيضاً مواجهة المشاكل التي ستنشأ، ليس فقط على المستوى التقني، بل أيضاً على مستوى البشر وحالتهم النفسية والمجتمع الذي ستعيشون فيه"، وهو ما يعني ضرورة التحلي بذكاء عاطفي مرتفع.
ستحتاج أيضاً إلى التمتع بمهارات قيادية وحافز ذاتي لتنجو على المريخ، بالإضافة إلى قدرتك على العمل مع آخرين وتسليم دفة القيادة لهم في مجالات خبرتهم.
واستطرد كلارك، "إن أردت الذهاب إلى المريخ، فسيكون عليك تحسين مهاراتك التقنية ومهارات تواصلك مع الآخرين. اعمل على أن تكون أفضل شخص يمكنك أن تصل إليه، فقد يتم اختيارك يوماً ما".
ود.كلارك هو أحد السبعة الذين تم اختيارهم على مستوى العالم بواسطة الجمعية المهتمة بالمريخ للمشاركة في إحدى المهام التمثيلية لمدة 160يوماً في القطب الشمالي.
ووصف د.كلارك دوره في هذه البعثة قائلاً، "تتضمن هذه المهمة بعثتين استكشافيتين لمدة 160 يوماً، الأولى في يوتاه لمدة 80 يوماً، أما الثانية فستجري في جزيرة ديفون بالقطب الشمالي الكندي لثمانين يوماً أخرى. سأكون أنا الجيولوجي وسط هذا الطاقم، وسيتمحور دوري حول استكشاف الصخور في تلك الأماكن ومقارنتها بالمعالم المريخية، بالإضافة إلى إجراء دراسات ميدانية مماثلة لتلك التي يجريها رواد الفضاء عند زيارتهم للكوكب الأحمر".
ويضم الفريق المختار مهندسين وعالم أحياء وصحافياً، بالإضافة إلى طبيب، كما سيرتدي الجميع بزات محاكاة فضائية أثناء قيامهم بجمع البيانات مستخدمين أجهزة محمولة مماثلة لتلك المستخدمة على المريخ.
أما بالنسبة للذين لم يستعدوا بعد لخوض غمار زيارة المريخ بأنفسهم، فيمكنهم تجربة أحد ألعاب الفيديو التي ستطلقها ID Software في 13 مايو/أيار 2016، وهي نسخة جديدة من لعبة الخيال العلمي Doom.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.