تعلو روح اليأس والقنوط كثيراً من وجوه العاملات في سوق "صناعة الخيام" بمقاطعة الميناء وسط العاصمة نواكشوط، لما يرمقونه من ضعف في الإقبال وقلة على مستوى الطلب وبرودة في رغبة الشراء من روادهم منذ نحو شهرين.
تمسّك بالأمل رغم الصعاب
ترتسم ابتسامة هادئة على وجه أسماء بنت بدي تحمل في طياتها المزج بين الأمل والخوف من مواصلة عزوف الزبناء عن الإنتاج، وينتابها القلق على مستقبل أبنائها الأربعة المتوقف على ما تجيد به مهنة صناعة الخيام التي تعمل بها منذ سنوات.
وقالت بنت بدي ـ لهافنغتون بوست عربي ـ إن ما يزيد من حدة التوتر لدى كافة العاملات في سوق "الخيام"، هو عزوف الزبناء عن بضاعتهن، وتراكم الإنتاج منذ نحو أكثر من شهرين، معتبرة أن العمل في السوق مستمر بشكل يومي والنسوة يعملن على صناعة المزيد من الخيام في انتظار رواج المهنة مطلع الخريف القادم.
وتؤكد بنت بدي أن بريق الأمل بمستقبل أفضل يجب أن يظل مرافقاً لطبقة الفقراء الكادحة، ولذلك فهي تتمسك بأمل كبير في تغير وضعية الكساد التي تعيشها سوق صناعة الخيام بمقاطعة الميناء بالعاصمة نواكشوط، حالمة بغد أفضل لها ولأبنائها الأربعة التي تعتبر معيلهم الوحيد بعد وفاة والدهم قبل سنوات".
تجمّع للفقراء الكادحين
تعتبر آمنة بنت الباشة أن سوق الخيام بمقاطعة (الميناء) بنواكشوط تعمل به عشرات النسوة اللواتي يجمع بينهن عاملٌ مشترك هو الفقر، والبطالة، ويوحدهن العمل الجماعي والفردي لكسب قوت أسرهم في ظل أزمة اقتصادية يعيشها البلد أثّرت بشكل كبير على حركة البيع وساهمت في تراجع الطلب على الإنتاج".
وقالت بنت الباشة ـ لهافنغتون بوست عربي ـ إن النساء العاملات في سوق ـ صناعة الخيام ـ يتمسكن بالأمل ويرين أن الأزمة الاقتصادية الحالية ستزول ويعود السوق لوضعيته العادية (طلب للإنتاج شبه أسبوعي)، كما سيعود الزبناء للتحرك في السوق بحثاً عن خيام يشترونها أو للقيام بجولة اطلاع على آخر المنتجات مما يعطي في العادة مزيداً من الأمل والحلم بغد أفضل".
مطالب مشروعة
تطالب النسوة العاملات في سوق صناعة الخيام في العاصمة نواكشوط بجملة من المطالب يعتبرنها مشروعة، ويأملن أن يصل طلبهن من خلال ـ هافنغتون بوست عربي ـ إلى الجهات الرسمية لتبادر لتلبية النواقص التي يشهدها السوق بشكل سريع.
وتؤكد جوبة بنت محمذن ـ إحدى العاملات في سوق صناعة الخيام ـ أن بناء سوق مجهز هو أول مطالبهن الملحة باعتبار أن إنتاجهن من الخيام يتعرض للتلف في فصل الخريف الذي تتساقط فيه كميات معتبرة من الأمطار على العاصمة نواكشوط، مما يعرضهن للخسارة بسبب تلف الكثير من الخيام في فصل تساقط الأمطار.
تراث في ثوب مهنة
تعتبر بنت محمذن أن النساء العاملات في صناعة الخيام يحافظن رغم الصعاب التي لا حصر لها على مهنة تاريخية تكاد تندثر، مشيرة إلى ما تمثله الخيمة في الموروث الشعبي الموريتاني من ثقافة ضاربة في الأعمال يجب أن تظل حاضرة بقوة عبر المحافظة عليها وتوفير الدعم للقائمين عليها.
وطالبت بنت محمذن الجهات الرسمية بتوفير قروض نقدية للنساء العاملات في سوق صناعة الخيام، ودعم المهنة عن طريق تنظيم معارض سنوية أو فصلية يتم من خلالها عرض المنتوج من الخيام وبيعه للزبناء بطريقة منظمة.
فترات الرواج
ترى سكينة بنت عبد القادر رئيسة تعاونية النصر المتخصصة في صناعة وبيع الخيام أن الإنتاج يشهد رواجاً لا بأس به في الراحة الصيفية التي تقبل على مشارف فصل الخريف ونزوح العديد من الموريتانيين من المدينة إلى البادية.
وتؤكد بنت عبد القادر في حديث ـ لهافنغتون بوست عربي ـ أن المناسبات الاجتماعية، والأعراس، والحملات الانتخابية توفّر مجتمعةً فرصاً لرواج مهنة بيع الخيام، وذلك عن طريق تأجير أعداد من الخيام من طرف القائمين عليها.