فجّر عالم الآثار البريطاني "نيكولاس ريفز" مفاجأة، الجمعة الأول من أبريل/ نسيان 2016، تتعلق بمكان دفن "الملكة نفرتيتي" في مصر، وذلك بعد انتهاء أعمال المسح الراداري الذي خضعت لهُ مقبرة "توت عنخ آمون".
وقال ريفز المختص بدراسة (المصريات) في مؤتمر صحفي جمعهُ بوزير الآثار المصري الجديد "خالد العناني": "من خلال تحليلي للمقبرة وبنائها استنتجت وجود فراغين غير مكتشفين خلف الجدارين الشمالي والغربي للمقبرة".
وأضاف، بحسب مانقلت وكالة رويترز،"اعتقد أن الفراغ خلف الجدار الغربي قد يضم غرفة إضافية لمقتنيات المتوفي أما الفراغ خلف الجدار الشمالي قد يكون غرفة دفن الملكة نفرتيتي".
والملكة نفرتيتي التي توفيت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد كانت تشتهر بالجمال الخلاب الذي خلده تمثال نصفي يبلغ عمره 3300 سنة ومعروض حاليا في متحف برلين.
وتوفيت نفرتيتي في ظروف غامضة أدت إلى إنهاء حكم زوجها الملك إخناتون الذي حكم بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد. ولم يستدل الأثريون على مكان مقبرتها.
تحفّظ مصري
من جهته أعلن وزير الآثار المصري "خالد العناني" خلال المؤتمر الصحفي، أن "المسح الراداري الذي خضعت له مقبرة توت عنخ آمون في الأقصر أسفر عن كم هائل من البيانات قد يحتاج تحليلها لنحو أسبوع".
مضيفاً: "لن تتخذ أي قرارات بشأن نظرية وجود غرف إضافية خلف المقبرة قبل التأكد التام من كافة المعلومات ووجود رأي علمي واضح بهذا الصدد".
"عباس محمد" من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قال إن "البيانات التي استخلصت اليوم من مقبرة توت عنخ آمون أكثر دقة من المسح الأولي الذي أجري في نوفمبر تشرين الثاني الماضي".
وأضاف: "هناك كم كبير من البيانات سيتم تمريرها عبر مرحلتين .. مرحلة التحليل ثم مرحلة التفسير قبل أن نستطيع القول بأن لدينا نتائج محددة".
ورجح عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز،العام الماضي، وجود غرف إضافية خلف جدران مقبرة "الملك الذهبي" قد تضم مقبرة إحدى الملكات.
أسرار "توت عنخ آمون"
ولا تزال مقبرة "توت عنخ آمون" الملقب "بالملك الذهبي" والتي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في 1922 أبرز الاكتشافات الأثرية في مصر خلال القرن العشرين.
وقال وزير الآثار المصري خالد العناني -الذي عين بمنصبه قبل عشرة أيام- في مؤتمر صحفي بالأقصر "استغرق المسح الراداري نحو 11 ساعة من الخامسة مساء أمس حتى الرابعة فجر اليوم وأسفر عن كم هائل من البيانات التي سترسل للخارج لتحليلها".
وأضاف "خبراء المسح أقدر مني على الحديث عن المؤشرات الأولى للمسح الأخير لكننا ننوي إجراء مسح إضافي نهاية أبريل وبعد الانتهاء منه سنطرح كل النتائج والبيانات والمعلومات على العلماء والمتخصصين في مؤتمر المتحف المصري الكبير الدولي الثاني عن توت عنخ آمون في مايو القادم."
وأوضح أن المسح الراداري القادم سيستخدم رادارا رأسيا يصل إلى عمق 40 مترا وسيجرى من خارج المقبرة.
وكان مسح راداري أجري في 17 مارس/آذار كشف عن وجود فراغين خلف الجدارين الشمالي والغربي للمقبرة بهما أجسام "عضوية" و"معدنية".
ودعا الوزير المصري جميع المهتمين والمتابعين لهذا الشأن إلى المشاركة في المؤتمر والحوار العلمي الذي سينظم في الثامن من مايو أيار للتوصل إلى رأي واضح ومحدد بشأن ما وراء مقبرة توت عنخ آمون.