سوريون تطوعوا لتدريس الأطفال المنقطعين عن التعليم بالمخيمات.. هذه قصتهم

وجد حوالي 1500 طالب وطالبة من السوريين مَنْ يرعاهم تعليمياً، عقب انقطاعهم عن الدراسة بسبب الحرب، إذ أمَّن لهم مركز "البريق" التعليمي المستحدث مؤخراً أماكن على مقاعد الدراسة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/21 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/21 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش

وجد حوالي 1500 طالب وطالبة من السوريين مَنْ يرعاهم تعليمياً، عقب انقطاعهم عن الدراسة بسبب الحرب، إذ أمَّن لهم مركز "البريق" التعليمي المستحدث مؤخراً أماكن على مقاعد الدراسة.

المركز يتكون من عدة فروع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام داخل سوريا، وفرعين في الأردن الذي يحتضن ما يقارب مليون و200 ألف لاجئ سوري.


كيف يعمل المركز؟


يعتمد المركز بشكل أساسي على تأمين تعويض الأطفال المنقطعين عن الدراسة لإعدادهم مرة أخرى للعودة إلى المدارس النظامية، أو تلك التي تدرس المناهج المعتمدة، حيث هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من الانقطاع المدرسي لأسباب كثيرة منها النزوح أو اللجوء، وأيضاً توقف عدد كبير من المدارس عن العمل على خلفية قصف قوات النظام السوري لها.

وتوضح رولا العجة، الناشطة في شؤون الإغاثة والتعليم صاحبة فكرة إنشاء المركز، أن الفكرة جاءتها من خلال لقاءاتها المتكررة مع أطفال المخيمات السوريين وملامستها حاجتهم للتعليم.

وتقول لـ"هافنيغتون بوست عربي": "في إحدى زياراتي لمدينة حلب منذ سنة ونصف والتي كان الهدف منها هو إقامة مخيم للنازحين، اجتمعت بفتاة في الصف التاسع طلبت أن تكون هناك خيمة قريبة من بيتها لتستطيع إتمام دراستها الإعدادية نظراً لبعد المدرسة الرسمية عن منزلها ومن منازل عدد كبير من زميلاتها في الدراسة، حينها أدركت ضمناً أهمية حاجة طلابنا وطالباتنا لوجود مراكز متعددة تعليمية لتغطي حاجاتهم".

كذلك لا تنسى رولا قصة محمد ذلك الطفل اللاجئ في الأردن الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، وكان تواقاً لإتمام دراسته لكنه لم يستطيع بسبب رعايته لأمه المريضة طوال أيام الأسبوع التي يعمل فيها والده، وتمكن من خلال المركز من إكمال دراسته خلال أيام العطل.


الأردن مقراً للمشروع التعليمي


"البريق التعليمي" هو شركة غير ربحية مقرها الأردن، وقد تم تسجيلها رسمياً منذ أشهر عدة لدى وزارة الصناعة والتجارة الأردنية، وتم الانتساب الى غرفة تجارة عمّان، والسبب وراء اختيار الأردن مقراً رئيساً – كما أفصحت العجة – أنها كانت تتردد كثيراً في زياراتها على المملكة كونها تحتضن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين.

والسبب الآخر هو تعرّفها على السيد عبدالرزاق العابد، وهو سوري الجنسية، الذي وافق على أن يكون شريكاً معها، حيث أخبر "عربي بوست" بأنه كان ينتظر مثل هذا المشروع ذا الفائدة الكبيرة والطويلة الأجل، وأنه وضع خبرته المهنية به، قائلاً: "قمت بتوظيف خبرتي الإدارية والمالية في مركز البريق ليكون في وضع مميز ومتقدم، حيث انتقل النشاط من فردي وشخصي الى عمل مؤسساتي يضم كادراً إدارياً ومحاسبياً وقانونياً".

طلاب جامعيون متطوعون


"البريق التعليمي" يعتمد على جهود المتطوعين السوريين من طلبة الجامعات الأردنية، الذين يقومون بتدريس الأطفال مواد مدرسية قريبة من اختصاصاتهم الجامعية.

ومن هؤلاء الطالب نضال في كلية الهندسة المدينة الذي تطوّع لاعطاء دروس تقوية في مادة الفيزياء للصفوف 9 و10، ومادة الرياضيات للصفوف 7، 8، 9، 11.

الطالبتان غنى وغالية بكلية الهندسة في الجامعة الأردنية تطوعتا في مركز البريق لتدريس الأطفال مواد الإنكليزي والأحياء، ومادة اللغة العربية أيضاً.

مشاريع ترفيهية


ولا يقتصر عمل المركز على التعليم فقط، إذ تقول يمن المسلماني، مسؤولة الشؤون الإدارية بالمشروع التعليمي: "الجانب الترفيهي مهم أيضاً لتشجيع الأطفال على الدراسة بعد انقطاعهم عنها"، وتضيف: "قمنا بافتتاح دورات للأشغال اليدوية والرسم والأعمال المهنية لجميع أعمار الطلبة لمدة ساعتين أسبوعياً لكل فئة عمرية".

علامات:
تحميل المزيد