بعد نمر الدوحة ونعامة المنامة.. هل تنافس الدول الخليجية غابات إفريقيا بهروب حيواناتها؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/10 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/10 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش

بعد حادثة فرار نمر من صاحبه في أحد أكبر شوارع الدوحة في قطر، شارع 22 فبراير، المعروف بطريق الشمال، وهروب نعامة في المنامة، وغيرها من الحوادث التي جعلت سكان الخليج يحذرون من غزو مثل هذه الحيوانات بعض العواصم الخليجية.

ليست مجرد مزحة، فلم يكن نمر الدوحة الأول، ويبدو أنه لن يكون الأخير في ظل عدم وجود آليات قانونية وإجرائية رادعة لأصحاب مثل تلك الحيوانات، النمور والفهود هنا تهرب من أصحابها لتتجوّل بين السيارات كما كانت تتجول في غابات إفريقيا، فلا يكاد يمر عام دون وقوع واحدة من تلك الحوادث.

الضوابط القانونية

سعيد النجار، محامٍ مقيم في قطر، أوضح أن امتلاك الحيوانات يأتي في إطار القانون رقم 22 لسنة 2004 الذي يجبر صاحبها على أن يتولى حراستها وتوفير عناية خاصة لمنع وقوع الضرر منها.

وأضاف المحامي لـ"عربي بوست" أن صاحب الحيوان مُلزم بدفع تعويض عن الضرر الذي تسببه هذه الحيوانات، ومنها "السيارات والطائرات والسفن وغيرها من المركبات، والأسلحة، والآلات".

وأكد النجار أنه لا توجد عقوبة على ملكية الحيوان المفترس، فالملكية متاحة لكنها مشروطة بعدم وضوع ضرر على الغير، أي أن العقوبة مقتصرة على المسؤولية المدنية فقط، ويبدو أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الضوابط القانونية، خاصة مع انتشار الظاهرة.

من جهته طالب الدكتور سيف الحجري، رئيس مركز أصدقاء البيئة في قطر، بوضع قوانين خاصة بجلب واقتناء الحيوانات، مشيراً إلى ضرورة أن تتوافق هذه القوانين مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية في هذا الشأن.

وأضاف أنه لا يجب الاقتصار على وضع القوانين وإنما يجب تعريف المواطنين والمقيمين بها، وتدشين حملات توعية بخطورة المسألة.

حقوق الحيوانات

وأشار إلى أن هناك دولاً تمنع جلب أي حيوانات إليها إلا بعد دراسة مدى ملاءمتها للبيئة الجديدة، كما أن هناك دولاً ومنظمات عديدة تدين فكرة حدائق الحيوانات نفسها؛ لأنها تحرم الحيوان من الحياة في بيئته الطبيعية.

مخاطر بيئية

وقال الحجري إن إدخال أي كائن حي لابد أن يكون بمعايير معينة تنظم عملية دخول وخروج هذه الكائنات، فأولاً يجب أن تراعى سلامة هذه الكائنات من الأمراض الخطيرة على الإنسان، كما يجب إدراك أن مثل هذه الحيوانات إذا أطلقت في بيئة غير بيئتها الأصلية فستؤثر سلباً على التوازن البيئي.

وأضاف أن العديد من الحيوانات التي يتم جلبها لتربيتها والتسلية بها من أنواع الفهود والنمور المهددة بالانقراض، وهذه تعد جريمة حقيقية بحق البيئة.

دوافع اقتناء الحيوانات المفترسة

رئيس مركز أصدقاء البيئة في قطر أوضح أن بعض الناس لهم هوايات وميول غريبة، وينفقون عليها أموالاً طائلة، مشيراً إلى أن تربية حيوان مفترس يتغذى على اللحوم مسألة مكلفة بشكل كبير.

كما أشار إلى أن البعض يربي مثل هذه الحيوانات لمجرد ملء فراغه أو العبث بها، وأن ذلك يأتي نتيجة استهتار البعض بالمجتمع الذين يعيشون فيه، كما أشار إلى أن البعض يجلب هذه الحيوانات للتجارة، ما يخلق سوقاً رائجة تمارس فيها المزايدات والمضاربات.

من ناحية أخرى قال الدكتور الحجري إن تربية الحيوانات بوجه عام لها العديد من الفوائد التي تعود على الإنسان والحيوان على حد سواء، إذ نرى كيف يكون الكلب وفياً لصاحبه يرد له جميل عطفه عليه، لكنه أكد أن كل شيء يجب أن يخضع لضوابط وإلا انفلتت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.

غياب المعلومات

من جهتها حاولت "عربي بوست" الوصول من خلال وزارة البيئة أو إدارة الثروة الحيوانية بها أو الهيئة العامة للجمارك عن أي إحصائيات رسمية عن تعداد الحيوانات المفترسة داخل دولة قطر لكن لم تفدنا أي جهة بذلك.

علامات:
تحميل المزيد