النازح.. هو ذلك الشخص الذي أُجبر على ترك المكان الذي يعيش فيه لارتفاع معدلات العنف أو اندلاع الصراعات المسلحة حوله أو لأسبابٍ أخرى، لكنه لا يزال رغم كل هذا يعيش داخل بلاده.
وبالتالي فإن مفهوم النازح يختلف عن مفهوم اللاجىء، فالأخير يغادر أراضيه لمرور بلاده بظروف تجبره على عبور الحدود.
يصل عدد النازحين حول العالم إلى ضعفي عدد اللاجئين، ويرجع هذا لزيادة الحروب والجرائم المتعدّدة والعنف وغيرها من الأسباب التي كان ضحيتها آلاف النازحين.
فيما يلي، نستعرض أبرز المناطق المزدحمة بالنازحين حول العالم حسب تقديرات العام 2015 لمركز مراقبة النزوح الداخلي IDMC:
وسط أفريقيا
وصل عدد النازحين في دولة أفريقيا الوسطى لحوالي 369500 شخص طبقاً لتقديرات أغسطس/آب 2015، ولكن هذه التقديرات لا تعبّر بدقة عن العدد الفعلي للنازحين بسبب صعوبة الرصد الفعلي لأعداد النازحين في بعض المقاطعات.
وفي دولة تشاد، أجبرت الهجمات التي شهدتها منطقة بحيرة تشاد غرب البلاد حوالي 40500 شخصاً على الفرار من منازلهم في الفترة بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2015، ليصل عدد النازحين الإجمالي في هذ الدولة حتى أغسطس/آب 2015 إلى 111500 شخصاً.
وحين نتحدث عن دول وسط أفريقيا، نجد أن أسباب حالات النزوح تتنوع بشكل عام بين الجوع والفقر والصراعات والفساد وارتكاب المجارز والعنف المسلّح والتعصب الديني ونزاعات من أجل سيادة الأرض والحصول على الزعامة الاقتصادية والسياسية، وأحياناً تكون الفيضانات والأمطار الغزيرة هي السبب.
شرق أفريقيا
وأبرز الدول بهذه المنطقة هي إثيوبيا، حيث تصل أعداد نازحين فيها إلى 413400 نازحاً بحسب تقديرات يوليو/تموز 2015.
ووجد بكينيا 309200 نازحاً حسب تقديرات فبراير/شباط 2015، وتتنوع أسباب النزوح والنزوح في هذه المنطقة بين العنف السياسي والصراع من أجل الأرض والسيادة والصراعات والمخاطر وفشل مشاريع التنمية والصراع المسلّح والقتال من أجل الحصول على المناصب السياسية والجفاف ونقص الأمطار وارتفاع الأسعار.
أما في جنوب السودان، فوصل عدد النازحين حسب تقديرات سبتمبر/أيلول 2015 إلى 1631800، كما وصل عددهم في السودان إلى 3100000 بحسب تقديرات يناير/كانون الثاني 2015.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ومن أبرز الدول التي ارتفعت فيها حالات النزوح في هذه المنطقة هي سوريا، التي وصل عدد النازحين بها إلى 7 ملايين و600 ألفاً حسب تقديرات يوليو/تموز 2015، وتعقّدت عملية جمع البيانات بسبب رفض السلطات الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة.
ونلاحظ أن ارتفاع عدد النازحين في سوريا ناجم عن الحرب الدائرة هناك بين قوى وفصائل متعددة محلية ودولية، حتى شبّه البعض ما يحدث في سوريا بحرب عالمية لا أهلية.
وبلغ عدد النازحين في فلسطين مليونين و63 ألفاً و500 شخص حسب تقديرات يوليو/تموز 2015، وذلك بسبب الاحتلال الإسرائيلي وممارساته.
أما في اليمن، فبلغ عدد النازحين حوالي مليون و439 ألفاً وفقاً لتقديرات أغسطس/آب 2015، لأسباب كثيرة من أبرزها عدم الاستقرار السياسي والصراعات المسلحة.
جنوب آسيا
وصل عدد النازحين الجدد في دولة أفغانستان في الستة أشهر الأولى من العام 2015 إلى حوالي 103 آلاف شخصاً، ليصبح إجمالي النازحين حتى يوليو/تموز 2015 حوالي 948 ألفاً، وذلك نتيجة للعنف والنزاع المسلح بين قوات الأمن الأفغانية والجماعات المسلحة مثل حركة طالبان.
كما تعود عمليات النزوح هذه في بعض الأحيان إلى النزاعات المجتمعية القبلية وانعدام الأمن.
وفي باكستان وصل عدد النازحين إلى 1.8 مليون شخصاً تبعاً لتقديرات يوليو/تموز 2015، بسبب تنوّع أشكال العنف والصراع والتمرّد بما فيها العنف الطائفي والاشتباكات بين السنة والشيعة وانتهاكات حقوق الإنسان والصراع على الموارد منذ العام 2004 واستمرار بعض أشكال العنف حتى الآن.
وفي سيريلانكا فإن حوالي 73 ألفاً تم تشريدهم تبعاً لتقديرات يوليو/تموز 2015.
جنوب شرق آسيا
وصل عدد النازحين في الفلبين إلى حوالي 1.2 مليون تبعاً لتقديرات مايو/أيار 2015، بسبب الصراع والعنف بالإضافة إلى أن هناك حوالي 140 ألف شخص مازالوا نازحين بسبب المخاطر المتعلقة بحدوث الكوارث.
ووفقاً لتقديرات يوليو/تموز 2015، فقد وجد 31 ألف شخص مازالوا نازحين في إندونيسيا.
أميركا الجنوبية
تتنوع الأسباب التي أدت للنزوح في هذه القارة أثناء الأعوام السابقة بين الصراعات القائمة منذ فترة طويلة، وانتشار الجريمة، بالإضافة إلى العنف المسلح كما في كولومبيا، والصراع الديني والسياسي كما في السلفادور.
وشهدت المكسيك أيضاً حالات نزوح وفقاً لتقديرات العام 2014.
أوروبا
تقلُّ حالات النزوح بشكل واضح في قارة أوروبا ولعلّ أبرز الدول التي واجهت حالات نزوح كانت روسيا بنحو 25 ألف نازح، وأرمينيا بعدد 8400 نازح تبعاً لتقديرات العام 2015.