حفلت حياة الكاتب والإعلامي المصري الراحل محمد حسنين هيكل الذي توفي الأربعاء 17 فبراير/شباط 2016 بالعديد من المواقف التي أثارت موجات من ردود الأفعال الغاضبة أو المشككة، بعضها بسبب ما قاله في كتبه، وبعضها الآخر بسبب برامجه التلفزيونية التي عاد عبرها إلى واجهة الأحداث بعد أن كان "استئئذن في الانصراف"، وبدأ من خلال هذه البرامج في تقديم روايات تاريخية وتحليلات لم تسلم من النقد.
فيما يلي، ننقل بعضاً من أبرز أحاديث هيكل التلفزيونية التي أثارت ذلك الجدل سواء بسبب رواية تاريخية يشكك في صحتها أو في طريقة تقديمها البعض أو بسبب ما حملته من مواقف متغيرة للكاتب الراحل وفق الظروف السياسية، ولا سيما فيما يتعلق بالموقف من الثورة والإخوان والانقلاب العسكري في مصر الذي كان أحد أبرز مبرريه.
الملك حسين يضر بمصر
وفي إحدى حلقات برنامجه "مع هيكل" على قناة "الجزيرة"، تحدّث "الأستاذ" -كما كان يلقبه محبوه- عن مساعي الملك حسين ملك الأردن لإسقاط نظام جمال عبد الناصر في مصر بعد العام 1956"، وبالتعاون مع "أعداء مصر لإفشال المخطط الناصري، وأثارت هذه التصريحات في وقتها جدلا واسعا حول صحتها ولا سيما أنها جاءت بعد وفاة الملك حسين.
السادات قتل عبد الناصر
وبالمثل في حلقة أخرى من برنامجه على "الجزيرة"، تحدث هيكل عن موقف قال إنه وقع بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات في العام 1970، حين حضّر السادات فنجان قهوة لعبد الناصر، ثم أتبعه بالقول إن عبد الناصر توفي بعد ذلك بعدة أيام، ما اعتُبر تلميحاً لاشتراك السادات في "اغتيال" عبد الناصر.
حديث هيكل أثار غضب أفراد عائلة الرئيس السادات الذين اتهموه بالخرف وطالبوه بالكفّ عن الحديث عن والدهم.
"داعش" نتيجة للإحباط العربي
اعتبر هيكل "داعش" نتيجةً طبيعيةً لحالة الإحباط والفشل والهزائم في العالم العربي، مستبعداً "نظريات المؤامرة" التي تتهم الولايات المتحدة بإنشاء التنظيم.
وفي حديثه مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي من خلال برنامج "مصر أين وإلى أين"، اعتبر الإعلامي الراحل أن تنظيم الدولة الإسلامية ليس مجرد تنظيم إرهابي، بل هو رد فعل الشباب العربي لخيبات أمل طويلة سهّلت تأسيس التنظيم.
هيكل يهاجم السعودية
ورغم العلاقة الدافئة التي طبعت العلاقات المصرية السعودية في الأشهر التي أعقبت الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي ووصول الجنرال عبد الفتاح السيسي للسلطة فقد كان هيكل من أول من دشنوا الهجوم على المملكة من الكتاب المصريين بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله وتولي الملك سلمان مقاليد الحكم، وجاءت تصريحات الكاتب المصري في حديثه مع صحيفة "السفير" اللبنانية، إذ انتقد التدخل السعودي في اليمن عسكرياً، كما توقع فشل عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة ضد الحوثيين في اليمن.
وواصل هيكل انتقاداته بالقول إن العالم العربي نجح في تدمير أهدافه، "وكلما حاربوا عدواً ساهموا في تعظيم حجمه".
التصريحات أثارت غضباً شعبياً في السعودية، إذ سارع السعوديون إلى رد الهجوم على هيكل من خلال الشبكات الاجتماعية وأسسوا هاشتاغ#هيكل يهاجم السعودية، كما انتقد العديد من الإعلاميين في السعودية ومصر حديث هيكل.
لابد من إعطاء مرسي فرصة
أما الموقف مع الإخوان فقد اتسم بالتلون، ففي لقاء تلفزيوني أُجري إبان حكم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، قال هيكل أن على الشعب المصري أن يعطي الفرصة لأول رئيس منتخب للعمل خاصةً في ظل وقوف مؤسسات الدولة ضده، ولكنه ما لبث بعد ذلك أن دعم الانقلاب ضده.
هيكل مع السيسي
بعد الإطاحة بمرسي، أبدى هيكل تأييدا مشابها لخلفه، ففي برنامج "مصر أين وإلى أين" على قناة CBC المصرية، أعلن وقوفه إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مبرراً ذلك بوجود تحدياتٍ و"مؤامرات كبيرة" أدت إلى سقوط دول الجوار وهو ما لا يجب أن يحدث لمصر.
يهاجم "النظام" المصري
وانتقد هيكل خلال احتفال بمؤسسة "الأهرام" المصرية رد فعل الخارجية على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي اعتبر فيها النظام الحاكم في مصر انقلاباً على الديمقراطية، والرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولاً عن إراقة دماء المصريين.
وكانت الخارجية المصرية ردت على تصريحات أردوغان ببيان اتهمت فيه الرئيس التركي بـ "الكذب" وبـ "دعم التنظيمات الإرهابية"، وهي لغة اعتبرها هيكل لا تصلح دبلوماسياً.
هيكل ينحاز لنصر الله
أعلن هيكل صراحة انحيازه لزعيم تنظيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر رغم وقوفه إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، وأوضح أن "حزب الله" هو حركة مقاومة ضد إسرائيل، وأنه جماعه قوية يحسب لها حساب ولا يمكن أن تنتهي بسقوط بشار الأسد.
تركيا رفضت مصر
رغم دعمه للسيسي، فإن هيكل انتقد الحكومة المصرية لعدم إيجادها صيغةً للتعامل مع تركيا، موضحاً في الوقت ذاته بأن السياسة التركية هي من رفضت النظام في مصر وليس العكس!
