تماشياً مع ردود الفعل الغاضبة داخل أميركا وخارجها تجاه تصريحات المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، ردّت مجموعة لاند مارك في دبي – وتربطها شراكة تجارة مع ترامب – بسحب كل المنتجات التي تحمل علامة ترامب التجارية من أرفف مخازن ومحلات لايف ستايل التي تملكها والمتخصصة في بيع إكسسوارات المنازل.
وبينما يمكن رؤية علامة ترامب التجارية في الشرق الأوسط وتركيا وحول العالم في فنادق ومحلات ومنتجات وملاعب غولف ومرافق سياحية فاخرة، فقد باتت تلك العلامة التجارية تشوبها شكوك المستهلك وإعراضٌ عن الإقبال عليها.
إهانة 1.8 مليار مسلم
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن خلف الحبتور، الملياردير الإماراتي وصاحب مجموعة شركات عملاقة في الإمارات، قوله: "لقد أهان 1.8 مليار مسلم في العالم، ولديه مشاريع وأعمال في الشرق الأوسط؛ سيخسر لأن المسلمين المحترمين سيرفضون التعامل معه".
كما عبّر رجل الأعمال الإماراتي عن ندمه لكتابته مقالاً الصيف الماضي يدعم فيه ترامب مرشحاً رئاسياً في الانتخابات الأميركية التي يتصدر ترامب فيها حتى الآن قائمة مرشحي الحزب الجمهوري.
ترامب لا يكترث
في المقابل، لا يكترث ترامب كثيراً لتبعاتِ تعليقاته ولا يلقي لها بالاً، رغم أنها أسفرت عن إبطال وإلغاء زيارات لملاعب غولف وفنادق، فضلاً عن خسائر في مبيعات محاله التي تبيع منتجات ماركته التجارية.
وليس ذلك فحسب، بل إن ترامب يقف موقفاً معانداً ويصر على أن أصدقاءه من المسلمين وشركاءه في الشرق الأوسط يشكرونه على اتخاذه الموقف الحازم والصارم الذي يحاول قادتهم السياسيون تلافيه وتحاشيه.
كما شدد على أن فكرته هي في منع المسلمين "مؤقتاً" من دخول الولايات المتحدة إلى أمدٍ قصير، وأنه مستعدٌ ليصبر على الغاضبين الحانقين على هذه السياسة ويتحمل الخسائر إن قوطعت بضائعه لأن مسألة الأمن القومي لديه أكبر من أي شيء آخر وأهم من كل نشاطاته التجارية.
نهج مستمر
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُدلي فيها ترامب خلال حملته الانتخابية هذه بتعليقات تثير غضب الرأي العام أو تضرب مصالحه التجارية.
ففي تصريحات سابقة له ضد هجرة المكسيكيين، خسر ترامب عشرات الملايين من الدولارات بسبب إلغاء عقود وصفقات وسحب ترخيصات وغير ذلك، مثل إلغاء بطولة غراند سلام للغولف بعيد اتهامه المهاجرين المكسيكيين بأنهم سبب الجريمة والمخدرات والاغتصاب في البلاد.
كما استبعدته قناة NBC من برنامج The Celebrity Apprentice في يونيو/حزيران الماضي، و كذلك ألغت القناة نقل احتفالية ملكة جمال أميركا التي كانت مزمعاً إقامتها شراكة بين المحطة ومجموعة ترامب.
مخاوف من أن يصبح رئيساً
لكن القوة السياسية التي فاجأ ترامب الجميع بها واستمراره في تصدر قوائم الانتخاب بل وزيادة شعبيته في أوساط بعض الناخبين، بدأت تدخل الوساوس في رؤوس الشركات التي نأت بنفسها عنه خوفاً من الخسارة، أو من ترتب نتائج عكسية على مصالحها إن فاز المرشح برئاسة البلاد.
فمثلاً دعي ترامب إلى برنامج Saturday Night Live على قناة NBC رغم احتجاجات الكثيرين.
المقاطعون قلة
مقاطعو ترامب في الشرق الأوسط قلة لا يتعدون مجموعة لاند مارك، فمنتجات Trump Home متوافرة في معارض "عاتي" التي تديرها مجموعة الطاير في دبي.
كما أن علاقات ترامب بمجموعة أملاك داماك لا تزال متينة، ومشاريعه معها مازالت قائمة، مثل مشروع "أكويا" الذي سيضم "نادي ترامب العالمي للغولف في دبي" وفيلات سكنية وقصوراً فخمة، بالإضافة إلى منتجع ومركز رياضي كلها تحمل اسم ترامب.
تبعات على التجارة الأميركية
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أصداء تعليقات ترامب ستطال التجارة الأميركية في الداخل والخارج.
فقد رأى غوردون غراي، النائب التنفيذي لغرفة التجارة العربية الأميركية الوطنية، أن التصريحات بلا شك ستؤثر في التجارة الخارجية، وأن موقفاً سياسياً يضر بالنشاط الاقتصادي هو حتماً موقفٌ يخلو من بعد النظر.
وأضاف قائلاً: "كل من حادثتهم عبّروا لي عن امتعاضهم وقلقهم من أن انتخاب ترامب رئيساً أمرٌ وشيك. لم ألتقِ بعد أي شخص يوافقه أفكاره، لكنه رجل ملياردير ولعل الجميع يقولون له ما يحلو له سماعه فقط".