عادةً ما تروج شركات الإلكترونيات لبعض موديلات الهواتف الذكية من خلال إمكانية استعمالها في ظل الظروف الشاقة بفضل حمايتها ضد الغبار والأتربة والماء، إلا أن هذه الوظيفة لا تعني أنه يمكن التعامل بإهمال مع الأجهزة الجوال؛ نظراً لأن معظم الشركات تضع قيوداً لاستعمال هواتفها تحت الماء أو في البيئات، التي يكثر بها الغبار والاتساخات.
وأوضح يان كلوتسنيوك، من بوابة تكنولوجيا المعلومات "نيتسفيلت.دي" الألمانية أن وظيفة الحماية من الغبار والماء توفر للمستخدم العديد من المزايا العملية؛ فإذا سقط الهاتف الذكي المزود بوظيفة حماية جيدة في حوض الاستحمام مثلاً، فإنه يمكن استخراجه ومسحه وتجفيفه ومواصلة استعماله دون أية مشاكل؛ نظراً لأن هذه الأجهزة لا تسمح بتوغل الماء إلى أجزاءها الداخلية في أغلب الأحيان.
فئة الحماية
وهناك بعض الشركات العالمية تروج لبعض موديلاتها بأنها محمية بشكل خاص ضد الماء والأتربة، ويتم الإشارة إلى ذلك من خلال بند "فئة الحماية IP" – ويشير الاختصار IP إلى مصطلح الحماية الدولية (International Protection) – والذي يكون مصحوباً برقمين. ويشير الرقم الأول إلى الحماية ضد الغبار والأتربة، أما الرقم الثاني فإنه يدل على فئة الحماية ضد الماء.
ويتم تصنيف فئة الحماية ضد الأتربة من 0 إلى 6، أما فئة الحماية ضد الماء فتكون من 0 إلى 9. وكلما زادت الأرقام، فإن الهاتف الذكي يكون مزوداً بحماية أفضل، وبالتالي فإن الجهاز المزود بفئة الحماية IP 68 يتمتع من الناحية النظرية بوظيفة حماية جيدة ضد الاتساخات والأتربة وتسرب الماء.
وأضاف فالكو هانسن، من بوابة الاتصالات "تلتاريف.دي" الألمانية، أن شركات الإلكترونيات يمكن أن تقوم بإعلان فئة الحماية بنفسها، إذا قامت باختبار أجهزتها، وهنا يمكن للمستخدم أن يثق في بيانات الشركات المنتجة. ومع ذلك، هناك الكثير من الشركات تقوم بتقييد استعمال هذه الموديلات مثلاً من خلال التأكيد على أنه "لا يجوز استخدام هذه الأجهزة تحت الماء"، وحتى إذا كان ذلك يتعارض مع الإعلانات الترويجية، والتي قد توحي بأنه يمكن استعمال الهاتف الذكي للتصوير تحت الماء.
وأشار يان كلوتسنيوك إلى أن الحملات الدعائية لمثل هذه الأجهزة الجوالة عادةً ما تشير إلى إمكانية استعمال الهاتف الذكي في مختلف الأغراض، إلا أن ذلك ليس صحيحاً. وفي حال الشك يتعين على المستخدم الاطلاع على البيانات، التي توفرها الشركة المنتجة في دليل الاستعمال قبل استخدام الهاتف الذكي للتصوير تحت الماء أثناء الغوص.
وأضاف رالف ماوسولف، من رابطة إصلاح الهواتف الذكية، قائلاً: "هناك الكثير من المستخدمين يحضرون هواتفهم الذكية المعطلة للإصلاح بسبب أنهم صدقوا الحملات الدعائية لشركات الإلكترونيات تماماً، وقاموا باستعمال الهواتف الذكية تحت الماء".
منافذ التوصيل
وأوضح فالكو هانسن أن منافذ التوصيل تعتبر من نقاط ضعف الهواتف الذكية؛ حيث يمكن أن يتوغل الماء بسهولة إلى داخل الهاتف الذكي من خلال مقبس سماعة الرأس أو من منفذ USB. وعادةً ما يتم إحكام هذه المنافذ في الأجهزة المضادة للماء والأتربة ضد التسريب من الداخل أو عن طريق أغطية مطاطية، ومع ذلك فإن كل هذه الوسائل لا توفر حماية بنسبة 100%؛ نظراً لأن هذه الأغطية غالباً ما تتآكل أو قد تتمزق أو تنفك في بعض الأحيان.
وتعتبر الهواتف المزودة بوظيفة الحماية ضد الماء والأتربة الخيار المناسب للأشخاص، الذين يعملون في الأجواء المكشوفة وفي ظل أحوال الطقس السيء؛ حيث أكد فالكو هانسن أن هذه الوظيفة تحمي الهاتف الذكي من التعرض لأضرار.
ويمكن للهواتف الذكية غير المصنفة حسب فئة الحماية IP أن تتحمل التعرض لبعض قطرات الماء؛ نظراً لأن الكثير من الهواتف الذكية الحديثة تأتي ببطارية مدمجة في جسم الجهاز، بالإضافة إلى وجود عدد أقل من الفتحات، التي قد تتوغل المياه عن طريقها إلى داخل الجهاز.
أغطية الحماية
وفي الأحوال العادية يمكن استعمال هذه الهواتف لإجراء المكالمات الهاتفية أثناء هطول الأمطار، إلا أنها تتعرض لأضرار بالغة، إذا سقطت سهواً في حوض الاستحمام. وإذا رغب المستخدم في حماية هاتفه الذكي، مثل معظم الموديلات القديمة، ضد الماء والأتربة، فيمكنه اللجوء إلى أغطية الحماية المتوافرة ضمن تشكيلات الإكسسوارات والملحقات التكميلية، ولكن يتعين عليه مراعاة أن يتم تركيب هذه الأغطية بإحكام.
وينصح رالف ماوسولف باستعمال الرقاقات البلاستيكية، والتي يتم شدها على الهاتف الذكي وإضافة ملصق عليها من الخلف، وبالتالي يتم حماية الجهاز الجوال ضد الماء، إلا أن هذا الحل لا يدوم لفترة طويلة؛ حيث قد يضطر المستخدم في وقت ما إلى إزالة هذا الملصق.
وهناك طريقة بديلة لحماية الهاتف الذكي ضد الماء تتمثل في استعمال سبراي على الأجزاء الداخلية لمنع توغل المياه، إلا أن فتح الجهاز الجوال، حتى في حال استبدال أجزاء منه، قد يؤدي إلى فقدان الضمان، الذي يتم منحه من الشركة المنتجة.
إنقاذ الهاتف
وإذا تعرض الهاتف الذكي للسقوط في حوض الاستحمام، ولم يكن مزوداً بوظيفة الحماية ضد الماء، فيتعين على المستخدم أن يتصرف بسرعة من خلال استخراجه من الماء فوراً وإيقافه، وإخراج البطارية – إذا كان ذلك ممكناً – وبطاقة SIM وبطاقة الذاكرة الخارجية، وتخليصه من الرطوبة من خلال استعمال المكنسة الكهربائية لمدة 10 دقائق.
وبعد ذلك يتم وضع الهاتف في صندوق به أرز لمدة يوم كامل، كي يتم تجفيفه. وبعد كل هذه الإجراءات فإن فرص نجاة الهاتف الذكي وإعادة تشغيله مرة أخرى تكون بنسبة 50% فقط.