أغلق الاثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول 2015 باب تقديم طلبات الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وذلك خلفاً للسويسري جوزيف بلاتر الذي كان قد فاز بولاية خامسة في انتخابات الرئاسة التي أجريت في مايو/آيار الماضي.
بعد أربعة أيام فقط من فوزه بالانتخابات، استقال العجوز الثمانيني بعد أن طالته اتهامات بالفساد وصلت إلى حد تحقيق السلطات السويسرية، معه وتفتيش مكتبه و"مصادرة بيانات" بحسب بيان مكتب المدعي العام السويسري في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
أتبع ذلك تطور أكثر تصعيداً بإعلان لجنة القيم بالاتحاد الدولي في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري فرض الإيقاف المؤقت لمدة 90 يوماً عن ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة على كلٍ من السويسري، وأمينه العام الفرنسي جيروم فالكه، والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي "يويفا".
بعد استقالة بلاتر تم فتح باب الترشح للرئاسة المقرر إجراء انتخاباتها في 26 فبراير/شباط المقبل خلال الكونغرس الاستثنائي لـ "فيفا"، والحقيقة أن عدد من تقدم للترشيح هو 8، لكنهم في الواقع 7 مرشحين فقط، على اعتبار أن بلاتيني، الذي كان رشح نفسه، موقوف من لجنة القيم عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة 90 يوماً، وهي العقوبة التي طعن فيها بلاتيني، ورفضت اللجنة هذا الطعن؛ فتقدم بلاتيني بطعن ثانٍ لم يُبَت فيه بعد، وفي حال رفض الطعن الثاني فإن الاتحاد الأوروبي قد استقر على مرشح بديل لبلاتيني هو الإيطالي السويسري جياني انفانتينو، وإذا تم قبول هذا الطعن فإن بلاتيني سيحق له الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الأمر الذي يعني انسحاب انفانتينو من سباق الرئاسة لصالح بلاتيني.
وفي العموم – وتحسباً لقبول طعن بلاتيني – سنتعرض بالتعريف بالشخصيات الثماني المترشحة بحسب تقدمها للترشح، وهم: الفرنسي ميشيل بلاتيني، والأمير الأردني علي بن الحسين، والفرنسي جيروم شامبين، والترينيدادي ديفيد ناكيد، والجنوب أفريقي توكيو سِكسويل، والشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم، والليبيري موسى بيليتي، والمرشح البديل الإيطالي جياني انفانتينو.
1- ميشيل بلاتيني
هو ميشيل بلاتيني (60 عاماً)، لاعب الكرة الفرنسي الشهير، وأحد أبرز ما أفرزته كرة القدم على مر السنين، والذي قال عنه الأسطورة الإنكليزية السير بوبي شارلتون، "هذا اللاعب يستطيع دفع الكرة عبر عين الإبرة وينتهي أمرها إلى شباك المرمى"، كما تم اختياره كأفضل لاعب أوروبي في الأعوام 1983 و1984 و1985، وحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم عامي 1984 و1985.
لم يكتفِ بلاتيني بأن يكون علامة من علامات كرة القدم، وإنما اتجه للعمل الإداري بعد اعتزاله، وكانت بداية ظهوره عندما ترأس لجنة تنظيم كأس العالم 1998 والتي أقيمت في وطنه فرنسا وفازت بها، ثم استمر في تطلعاته ليتقلد منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
لم يقف طموح بلاتيني عند هذا الحد، وإنما كانت عينه ترنو إلى المنصب الأعلى في امبراطورية كرة القدم وهي رئاسة "فيفا"، وكان ينوي ترشيح نفسه في انتخابات مايو/آيار بعد حصوله إبان انتخابات يونيو/حزيران من العام 2011 على وعد من بلاتر بأن تكون الولاية الرابعة والأخيرة له، وأنه لن يترشح في انتخابات 2015 كي يترك الفرصة لحليفه بلاتيني.
غير أن بلاتر لم يفِ بوعده، وقرر ترشيح نفسه لولاية خامسة، الأمر الذي حدا ببلاتيني إلى التراجع عن الترشح وانقلابه كذلك على حليفه منذ 1998، ووقوفه ضده في هذه الانتخابات، ودعمه للأمير علي بن الحسين المرشح المنافس لبلاتر، معتبراً أن الأمير علي "مؤهل لتولي أعلى المسؤوليات حسب معرفته به".
وبعد استقالة بلاتر ظن بلاتيني أن الفرصة قد حانت كي ينقض على كرسي رئاسة "فيفا"، غير أن أحلامه عادت وتبخرت من جديد بعد قرار لجنة القيم بوقفه عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم مدة 90 يوماً بسبب اتهامه بتلقي مبلغ مليون و800 ألف يورو (2 مليون دولار أميركي) حصل عليها بلاتيني من "فيفا" عام 2011 نظير عمله كمستشار لبلاتر في الفترة بين 1999 و2002 وفق عقد شفهي بحسب اعتراف بلاتيني نفسه.
لم يتم النظر في طعن بلاتيني بعد. لكن حتى في حالة قبوله؛ فلا أظن أن فرص بلاتيني ما زالت قائمة كمرشح قوي لرئاسة "فيفا" بعد أن طاله ما طاله بسبب تحالفه مع بلاتر الذي يبدو أنه أصاب بعدوى الفساد كل من ارتبط به.
هو شهير إذن. كلاعب كرة بارز، وكإداري له طموحاته وطالته اتهامات بفساد لا يعلم آخرها ونتائجها إلا الله، فما حظوظه يا ترى في الفوز في ظل هذه الشهرة الإيجابية أو السلبية؟
2- الأمير علي بن الحسين
هو الأردني الأمير علي بن الحسين (40 عاماً)، ابن الملك الراحل الحسين بن طلال من الملكة علياء، ورئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، ورئيس اتحاد غرب آسيا، وآخر من ترشح لانتخابات "فيفا" أمام بلاتر في مايو/آيار الماضي.
الأمير علي ذو خلفية عسكرية؛ حيث عمل في الحرس الملكي الأردني في الفترة ما بين 1999 و2008، قبل أن يتولى مهمة تأسيس المجلس الوطني للأمن وإدارة الأزمات بالأردن.
ولم يكن الأمير علي في هذه الفترة بعيداً عن المجال الرياضي؛ فهو رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم منذ عام 1999، ومؤسس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم ورئيسه منذ عام 2000، وازدات طموحاته وتطلعاته حين أعلن في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2010 عن ترشحه لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن قارة آسيا، وانتُخب في 6 يناير/كانون الثاني 2011 نائباً لرئيس "فيفا" بعد حصوله على 25 صوتاً مقابل 20 صوت لمنافسه الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون، واستمر الأمير علي في منصبه هذا حتى 29 مايو/آيار 2015، كما أسس المشروع الآسيوي لتطوير اللعبة عام 2015 الذي يرأسه منذ تأسيسه.
في 6 يناير/كانون الثاني 2015 أعلن الأمير علي ترشحه لرئاسة "فيفا" ضد جوزيف بلاتر واللاعب البرتغالي السابق لويس فيغو الذي انسحب من السباق الانتخابي لصالح الأمير علي قبل الانتخابات، وقد حظي الأمير علي بدعم كبير في هذه الانتخابات خصوصاً من دول أوروبا، غير أنه لم يلقَ هذا الدعم عربيّاً.
نجح الأمير علي في منافسة بلاتر "سيد فيفا لسنوات"، واضطره لخوض انتخابات إعادة بعد عدم تمكن بلاتر من نيل الأغلبية المطلوبة (133 صوتاً لبلاتر مقابل 73 لعلي بن الحسين)، ثم تراجع الأمير علي عن الاستمرار في السباق بعد الجولة الأولى للتصويت، شاكراً كل من وقف معه وأيده.
في 9 سبتمبر/أيلول الماضي أعلن الأمير ترشحه لرئاسة "فيفا" من جديد، قائلاً "بعد الاتكال على الله قررنا خوض الانتخابات مرة أخرى لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، يدي بيدكم ومن خلال مساعدتكم والملايين في الأردن والقارة الآسيوية والعالمية"، مؤكداً أنه المرشح الوحيد الذي يمتلك الجرأة على مواجهة الفساد في "فيفا" حال نجاحه، وأنه "لم تكن الحاجة لقيادة جديدة لاستعادة مصداقية (فيفا) واضحة بهذا القدر الذي تبدو عليه الآن. لا يمكننا تغيير الماضي، ولكننا يمكن أن نصنع مستقبلاً يمكن فيه للاتحادات الأهلية الأعضاء في (فيفا) التركيز على كرة القدم وليس على شعورها بالقلق من الفضيحة التالية أو التحقيقات الجنائية التي تخضع لها قيادات (فيفا)".
كان الأمير علي بن الحسين المرشح الوحيد في انتخابات الاتحاد الدولي أمام جوزيف بلاتر المستقيل، وقد نال في هذه الانتخابات دعماً كبيراً؛ فهل يمنحه كونه آخر مرشح في الانتخابات السابقة تقدماً على منافسيه؟ وهل يتمكن من استثمار الدعم الذي ناله، والمعارضة التي أبداها لبلاتر، ويكون "الأمير" أول رئيس لـ "فيفا" من خارج أوروبا والأميركتين؟
3- جيروم شامبين
هو الفرنسي جيروم شامبين (55 عاماً)، الذي تقلد أربعة مناصب مختلفة في "فيفا" كان آخرها نائب الأمين العام بين عامي 1999 و2010، وكان يعتبر الرجل الثالث في "فيفا" والذراع الأيمن للسويسري جوزيف بلاتر على مدار 11 عاماً قبل أن يترك الاتحاد في 2010 بشكل مفاجئ، كما تولى الإشراف على ملف ترشح فرنسا لاستضافة مونديال 1998 التي فازت بشرف تنظيمه.
أكد شامبين في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أنه قدم الملفات المطلوبة، وقال "تقدمت بطلب الترشح لانتخابات الاتحاد الدولي مرفقاً بخطابات تأييد من ثمانية اتحادات"، موضحاً لوكالة "رويترز" أنه "لن يعلق على أي مرشحين آخرين، وأن (فيفا) يستحق أيضاً نقاشاً مناسباً يتعلق بمستقبله. ارتُكبت أخطاء ولا بد من تصحيحها.. وليس التغطية عليها".
وعن الحملة الانتخابية قال شامبين، "الآن نحن نشهد الأشهر الأولى من الحملة الانتخابية والتي يهيمن عليها الجدل والصفقات التي تتم خلف أبواب مغلقة".
ودعا شامبين إلى تنظيم ثلاث مناظرات تلفزيونية بين المرشحين في ديسمبر/كانون الأول، ويناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط.
كما أكد شامبين أيضاً أنه يرغب في تقليل الفوارق المالية الكبيرة بين قلة من الأندية الثرية وبقية الفرق.
وصرح في خطاب وجهه إلى الاتحادات الأعضاء في "فيفا" وعددها 209 اتحادات، "نحتاج لإنقاذ (فيفا). لا بد لنا أيضا أن نستعيد مصداقية (فيفا)، ونعده للتحديات التي لا تتوقف. لا بد لنا من حماية كأس العالم التي تمثل لحظة الالتقاء التي تتجسد خلالها بحق الأشياء التي نفخر بها، وتظهر خلالها أيضا جوانب الصداقة بين الشعوب".
وأكد شامبين في رسالة نشرها على الشبكات الاجتماعي، "بإصرار واحترام أتقدم مجدداً كمرشح للرئاسة (فيفا)، الأحداث التي وقعت في الأشهر الأخيرة جددت عزمي على الترشح".
يذكر أن شامبين حاول الترشح في انتخابات رئاسة الاتحاد التي أجريت في مايو/آيار الماضي، لكنه لم يستطع الحصول على الدعم الضروري من خمسة اتحادات، وهو أحد شروط الترشح بحسب قوانين "فيفا"، وعندما أكد انسحابه في فبراير/شباط الماضي، ندد شامبين بتصرف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، وقال إنه خسر الدعم لأن "المؤسسات تحركت للتخلص من المرشح الوحيد المستقل".
كما أن شامبين أدلى بتصريحات أخرى أثارت الجدل عند إعلانه عزمه الترشح في انتخابات مايو/آيار الماضي التي فشل في خوضها؛ إذ قال في 20 يناير/كانون الثاني 2014 أن مواطنه ميشيل بلاتيني "يفتقد الشجاعة" اللازمة للإقدام على الإصلاحات التي يحتاجها الاتحاد الدولي لكرة القدم، موضحاً وجهة نظره في رؤية بلاتيني في مستقبل كرة القدم بقوله، "لا أعرف ما هي رؤية بلاتيني، هل تعرفونها؟".
وفي تصريحات أخرى له اعتبر شامبين أن أزمة بطولة كأس العالم 2022 المقرر إقامتها في قطر تعتبر "مشكلة فلسفية وأخلاقية"، وعما إذا كان سيغير مقر إقامة البطولة في حالة فوزه برئاسة "فيفا" قال شامبين، "كل الخيارات مطروحة. إذا لم يكن هناك شيء خاطئ، نريد الذهاب إلى قطر بعقل هادئ، وإذا كان العكس، ستكون هناك قرارات".
أما عن بلاتر وزمانه هل ولى وانتهى؟ قال شامبين "أدى بلاتر وهافيلانغ (الرئيس الأسبق للفيفا) دوراً رائعاً، عندما ترى ما كان عليه "فيفا" في 1974 وما هو عليه الآن. اتخذ بلاتر وهافيلانغ قرارات تاريخية مثل إقامة بطولات كأس العالم في كل مكان بالعالم. بشكل شخصي، أحترم بلاتر والأفكار التي ساندها مثل: كرة القدم العالمية مع (فيفا) قوية. أشاركه هذه الرؤية".
والآن عاد جيروم شامبين – كثير التصريحات – ليرشح نفسه من جديد لرئاسة "فيفا"، ووفق مواقفه العدائية، وارتباطه ببلاتر فكراً وعملاً، هل ينجح في الفوز أم أن هذا الكثير التصريحات سيدفع ثمن كل ذلك بالخسارة والسقوط؟
4- ديفيد ناكيد
هو الترينيدادي ديفيد ناكيد (51 عاماً)، لاعب في خط الوسط وأحد أبرز لاعبي بلاده ترينيداد وتوباغو، والذي لعب كرة القدم في بلاد كثيرة، لعب في سويسرا، وبلجيكا، واليونان، والولايات المتحدة الأميركية، كما لعب في الإمارات ولبنان، ومثل بلاده في 70 مباراة دولية، وأسس بعد اعتزاله أكاديمية ديفيد ناكيد في لبنان.
أعلن ناكيد ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، وأشار من بيروت إلى أن تطوير كرة القدم هي من أولوياته منذ أن أصبح لاعب كرة قدم، وما حصل مؤخراً في "فيفا" جذب انتباهه، وجعل فكرة الترشح لقيادتها واقعاً بسبب حاجة هذه اللعبة إلى "قيادة تعيد الأمور إلى نصابها، وترتقي باللعبة إلى حيث يجب أن تكون".
وفيما يخص ما يعانيه "فيفا" من أزمة، أشار ناكيد إلى أن "توجيه أصابع الاتهام لا يكفي لإعادة المنظمة إلى الطريق الصحيح، بل الإصلاح يجب أن يشمل الاختيار الصحيح للجنة التنفيذية التي تنتخب رئيس الاتحاد ونائبه. كما يجب تحديد الفترة الرئاسية التي يجب أن لا تتعدى 3 دورات انتخابية كحدٍّ أقصى".
ودعا ناكيد إلى العلنية والشفافية في القيادة الجديدة فيما يتعلق بالرواتب، وكذلك إلى "التشاور في كل الأمور بعيداً عن الدكتاتورية".
وأكد ناكيد أن رؤيته الجديدة لـ "فيفا" هي "عولمة اللعبة، وتوسعتها لتضم الجميع، وخاصة الدول التي تفتقر إلى المهارات والإمكانيات التي تمكنها من المشاركة في دورات (فيفا) ذات المستوى الرفيع".
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عاد ناكيد ودعا، في تصريح مثير، إلى إعادة التوازن إلى هذا الصرح الدولي الذي "يسيطر عليه حاليّاً الأوروبيون"، وإلى تطوير عالمي لكرة القدم، وقال ناكيد فى تصريح لوكالة فرانس برس، "لدي رؤية لتحسين مساهمة 85 بالمائة من أعضاء منظومة كرة القدم العالمية، والذين ينتمون أيضاً إلى (فيفا) الذي تهيمن عليه حاليّاً أوروبا. الاتحاد الدولي بقيادة ناكيد سيعالج هذه الموضوعات. أنا لاعب سابق بمسيرة كروية دامت 27 عاماً على جميع المستويات، أنتمي إلى منطقة (الكاريبي) التي تفتقر لمسارات النجاح، وأؤمن بشدة بتطوير الرياضة من جذورها"، مؤكداً أن أولوياته الكبرى هي "استعادة سمعة كرة القدم" التي تلطخت بفضائح الفساد لدى المشجعين ولاعبي كرة القدم، وتمكين المنظمة الكروية العالمية من العودة إلى "مبادئها الأساسية"، وأشار إلى أن "هذا يعني ضرورة القيام بتنظيف جدِّيٍ لها، وذلك يقتضي بالضرورة لاعباً كي يقوم به"، مبرزاً أنه لم يدعُ إلى "تدمير هذه المنظمة".
وقال ناكيد، "أولويتي هي الصواب، مع كل هذا الارتباك، أعتقد أنه من المهم الدفاع عن (فيفا) من أجل كرة القدم والملايين من عشاقها في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً "أنا مصمم على تحول عادل ونزيه، وسأواجه أي جريمة أو سوء سلوك".
ديفيد ناكيد.. لاعب كرة القدم المثير، الذي وصف "فيفا" بالدكتاتورية، وادعى هيمنة أوروبا عليها، ودعا إلى التخلص من هذه الهيمنة، وأكد وجود طبقية في "فيفا"، واعتبر أن مشاكل كرة القدم لن يحلها إلا لاعب كرة قدم، وكأنه بهذه التصريحات المثيرة يضرب معظم خصومه المرشحين؛ فيستبعد علي بن الحسين وشامبين وسِكسويل وبيليتي لأنهم لم يكونوا لاعبي كرة قدم، ويحيد بلاتيني -إن ترشح – ورديفه انفانتينو لأنهما ينتميان للقارة المهيمنة "أوروبا" التي على القارات الأخرى الأقل حظّاً ومالاً وسلطة التخلص من سيطرتها وهيمنتها على الاتحاد الدولي لكرة القدم للتخلص من الطبقية والتمييز، بحسب ناكيد.
فهل ينجح ناكيد بتصريحاته المثيرة تلك في إسقاط خصومه والتفوق عليهم والظفر بالمنصب أم ستذهب آماله وتصريحاته أدراج الرياح؟
5- توكيو سِكسويل
الجنوب أفريقي توكيو سِكسويل (62 عاماً) سجين ووزير ورجل أعمال؛ حيث كان سجيناً سياسيّاً في عصر الفصل العنصري في جنوب أفريقيا رفقة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب أفريقيا وأمضى معه 13 عاماً في سجن روبن آيلاند لنضالهما من أجل الحقوق المدنية ومناهضة التمييز العنصري، ثم أصبح وزيراً بحكومة جنوب أفريقيا بعد حقبة التمييز العنصري قبل أن ينتقل لعالم الأعمال، وهو حاصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة دي مونتفورت بالمملكة المتحدة، والدكتوراه في الآداب الإنسانية من جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية.
كما حصل سِكسويل على جوائز تقديرية نظراً لدوره في محاربة التمييز العنصري من عدة دول كفرنسا وكندا وكوبا وجنوب أفريقيا.
أما عن نشاطه الرياضي؛ فقد شارك في لجنة تنظيم جنوب أفريقيا لكأس العالم 2010، ويعمل حاليّاً في لجنة مكافحة العنصرية في "فيفا"، إضافة إلى ترأسه لجنة المراقبة التي عهد الاتحاد الدولي لها النظر في المسائل التي تحول دون تطور كرة القدم في فلسطين، وقد أوضح جوزيف بلاتر سبب اختياره بأنه "انطلاقاً من تجاربه وخبرته في تحقيق التصالح بين الجماعات وحلِّ النزاعات في جنوب أفريقيا، نؤمن بأن السيد سِكسويل مؤهل لأن يساعد على تحسين الولوج لكرة القدم داخل الأراضي الفلسطينية".
سِكسويل قرر الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول أنه قرر الترشح لخلافة جوزيف بلاتر، وقد حاز موافقة اتحاد الكرة الجنوب أفريقي بالإجماع على هذه الخطوة.
وكان أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور قد رشح سِكسويل لخلافة بلاتر؛ إذ قال بكنباور في تصريحات نشرتها صحيفة "بيلد آم سونتاج" الألمانية 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، "كشخص حظي بثقة الزعيم والمناضل الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، يعرف سِكسويل طريقه جيداً في الساحة السياسية، إضافة لخبرته الكروية من خلال عمله في تنظيم كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ربما يكون هو الأكثر ملاءمة كرئيس لـ "فيفا" يأتي من الخارج، خيار رائع"، وأضاف: "إذا خاض توكيو سِكسويل السباق على رئاسة "فيفا"، سيكون منافساً خطيراً على باقي المرشحين".
بيد أن صحيفة "سبورت" الكتالونية أكدت أن قرار دخول سِكسويل انتخابات "فيفا" كان بسبب ضعف فرص خوض الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الانتخابات بسبب قضية الفساد التي تورط فيها مع السويسري بلاتر.
وها قد قرر سِكسويل خوض الانتخابات متسلحاً بشهادة بيكنباور وبمزية أن فساد "فيفا" لم يطله كما طال عدداً كبيرُا من مسؤولي الاتحاد الدولي السابقين والحاليين، وبأفضلية ما عرف أنه كان معارضاً من داخل "فيفا" لسياسة بلاتر، ومعتمداً على تضاؤل فرص بلاتيني في الترشح والفوز؛ فهل يكون هذا الوزير السجين ورجل الأعمال منافساً قويّاً ذا حظوظ؟ وهل طرح نفسه كبديل لبلاتيني نقطة تصب في صالحه أم ضده؟ وهل معارضته لبلاتر تمنحه تفوقاً ما؟
6- الشيخ سلمان بن إبراهيم
هو الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة (50 عاماً) أحد أفراد الأسرة الحاكمة في البحرين، تخرج من جامعة البحرين عام 1992 حاصلاً على درجة البكالوريوس في الأدب والتاريخ الإنكليزي.
مارس لعبة كرة القدم في الثمانينات عندما كان يلعب في فريق الشباب لنادي الرفاع الغربي، وحين ترك ممارسة اللعبة لم يترك العمل الإداري في مجالها؛ فقد تقلد مناصب تنفيذية في الاتحاد البحريني لكرة القدم، وفي عام 1996 تم تعيينه إداريّاً لمنتخب البحرين لكرة القدم، ثم بعد سنتين انتُخب نائباً لرئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ثم أصبح رئيسا للاتحاد في عام 2002، وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 2010 أصبح وفق مرسوم ملكي أميناً عامّاً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين.
كما شغل الشيخ سلمان مناصب رياضية دولية كرئيس اللجنة التأديبية في عدة بطولات تقع تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم مثل: كأس العالم لكرة القدم الشاطئية، وكأس العالم للأندية، وكان كذلك نائب رئيس اللجنة التأديبية لـ "فيفا" في بكين عام 2008، وفي 2 مايو/آيار 2013 غدا عضواً في اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم قبل انتخابه رئيساً للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة حسم أمره أخيراً وكافة شؤونه وقرر أن يدخل معترك انتخابات رئاسة "فيفا"؛ فقد أعلنت وكالة أنباء البحرين الاثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول أن الشيخ سلمان تقدم بأوراق اعتماده بشكل رسمي الأحد 25 في زيورخ؛ ليكون آخر المرشحين تقدماً.
وكان الشيخ سلمان قد توجه إلى زيورخ بعد أن التقى في القاهرة برئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عيسى حياتو في إطار التباحث حول أفضل السبل لدعم ترشيحه لرئاسة "فيفا"، والتنسيق بينهما للحملة الانتخابية المقبلة مثلما فعلا في حملات الانتخابات السابقة التي دعما فيها جوزيف بلاتر .
ومن الجدير بالذكر أن موقف الشيخ سلمان من الترشح شابه تردد كبير؛ إذ نقل الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم على الإنترنت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري عن الشيخ سلمان قوله: "في أوقات عدم اليقين التي تحيط بالاتحاد الدولي لكرة القدم؛ فإنه من الواضح ما هو المطلوب وذلك بشكل عاجل أكثر من أي وقت مضى، وهو يد قوية تدير شؤون اللعبة العالمية بكفاءة وتصميم من أجل قيادة اللعبة باحترافية وبأعلى معايير الشفافية".
وتابع: "وقد برزت التوقعات حول من سيخلف الرئيس الذي يستعد للرحيل عبر الاجتماع الانتخابي غير العادي للجمعية العمومية في شهر فبراير/شباط 2016.. وقد لاحظت توقعات الإعلام الأخيرة بأن اسمي مقترح من قِبل الآخرين، وأنا أود أن أشكرهم على ثقتهم ودعمهم لي إلا أن فكرة الترشيح لم تخطر على بالي"، مشيراً إلى أن اهتمامه الأكبر ينصب على المزيد من خدمة الاتحاد الآسيوي في السنوات الأربع المقبلة.
غير أن سلمان بن إبراهيم تراجع عن تصريحاته تلك حين عاد وصرح في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري قائلاً: "طُلب مني من عدد متزايد من مسؤولين بارزين في كرة القدم وأعضاء في (فيفا) وبعض الشخصيات في الحياة العامة، بأن أترشح الآن في ظل مواجهة ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي بعض الصعوبات في طريقه إلى رئاسة (فيفا)"، ولكنه ربط مصيره بموافقة قارة آسيا على ذلك، موضحاً أنه يتطلع إلى جمع آراء الدول الآسيوية قبل حسم قراره النهائي، قائلاً: "أنا مسؤول عن تمثيل الاتحاد الآسيوي، وأنتم وراء ترشيحي لقيادتكم وخدمتكم، وبدون التعرف على آرائكم سأفشل في مهام عملي، الأمر يتوقف عليكم إلى حد كبير في قبول التحدي"، واعداً بعدم استخدام موارد الاتحاد الآسيوي في أي حدث لمساعدة ملف ترشحه لرئاسة "فيفا".
وعزت تقارير إعلامية تغير موقف الشيخ سلمان إلى أنه ربط ترشحه بموقف ميشيل بلاتيني من الترشح لرئاسة "فيفا"؛ حيث كان سلمان أعلن دعمه الشخصي لبلاتيني، فإذا حالت التحقيقات دون ترشح بلاتيني رشح الشيخ سلمان نفسه.
هذه المعطيات جعلت تقديم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لأوراق ترشحه متأخراً، فهل تأخره في الترشح، وتغير موقفه حول هذا الترشح، ودعمه من قبل لبلاتر، ثم إعلانه دعمه لبلاتيني حال ترشحه لرئاسة "فيفا"، هل كل هذه المعطيات ستكون سبباً في إضعاف إمكانية فوزه في الانتخابات أم يكون ولاؤه لبلاتر ثم بلاتيني حتى اللحظات الأخيرة سبباً في دعم أنصارهما له وفوزه؟
7- موسى بيليتي
هو الليبيري موسى بيليتي (48 عاماً) الذي يعمل في قطاعي النفط والغاز، ويشغل منصب رئيس اتحاد كرة القدم الليبيري منذ عام 2010.
من المعروف عن بيليتي أنه من أشد معارضي السويسري جوزيف بلاتر، وكان داعماً للقطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وقتها في انتخابات "فيفا" 2011 ضد بلاتر، وذلك قبل إيقاف بن همام عن ممارسة أي أمر يتعلق بكرة القدم مدى الحياة، ثم أصاب بيليتي ما أصاب بن همام؛ إذ أوقفه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عام 2013 لـ "خرقه قوانين تتعلق باستخدام وثائق سرية"، وهي العقوبة التي اعتبرها بيليتي نتيجةً لمعارضته قيادتَيْ الاتحادين القاري والدولي.
وكان بيليتي أعلن في يونيو/حزيران الماضي عن نيته الترشح لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي، معتبراً أن المنظمة التي يعصف بها الفساد بحاجة إلى "قائد عظيم"، ومؤكداً أن "أفريقيا تمتلك أكبر كتلة تصويتية في الاتحاد الدولي، ويجب أن تتولى قيادة جمع كرة القدم"، وأضاف: "نتفق جميعنا أن كرة القدم تواجه لحظات صعبة، ومن اللحظات الصعبة ينبثق القادة الكبار"، غير أن بيليتي ربط ترشحه وقتها بدعم أفريقيا له فقال: "تحدثت تقريباً مع نحو ستة رؤساء اتحادات في أفريقيا وأملك دعمهم. إذا شعرت بأن أفريقيا لن تدعمني لن أتقدم بترشحي".
ولأن علاقة بيليتي بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم متوترة، جاء رد الاتحاد الأفريقي في 6 أغسطس/آب الماضي برفض دعم ترشحه بالإجماع، وأعلن الاتحاد القاري في بيان له بعد اجتماع لجنته التنفيذية بالقاهرة أنه: "بعد تبادل أخوي، صادق وودي، قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم وبالإجماع عدم منح السيد موسى بيليتي الدعم الذي طلبه من الاتحاد، وأبلغته بذلك متمنية له حظّاً سعيداً في سعيه"، وأضاف البيان: "من أجل حماية مصالح ووحدة كرة القدم، قررت أفريقيا الحصول على المزيد من الوقت لدراسة كل الخيارات واتخاذ القرار. سيُعقد اجتماع جديد للجنة في 27 و28 أكتوبر/تشرين الأول المقبل بعد انتهاء مهلة التقدم بالترشيحات لرئاسة "فيفا" المقررة في 26 فبراير/شباط 2016 في زيورخ"، وفوض حينها الاتحاد الأفريقي رئيسه الكاميروني عيسى حياتو للقيام بالمشاورات الضرورية مع مسؤولي الاتحادات القارية فيما يخص الإصلاحات في الاتحاد الدولي.
وعلى الرغم من تصريحه بضرورة دعم أفريقيا له، ورفض الاتحاد الأفريقي دعمه، إلا أن بيليتي أعلن الاثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول عن ترشحه بشكل رسمي لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وأكد لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، إتمامه لإجراءات تقديم طلب الترشح رسميّاً للأمانة العامة لـ "فيفا" بحصوله على دعم خمسة اتحادات تتمتع بعضويتها، وصرح لوكالة "فرانس برس" قائلاً: "لقد تقدمت رسميّاً بترشيحي لرئاسة (فيفا)"، مضيفاً: "أنا متفائل جدّاً بفرصي بالفوز، وأعد بأن أُدخِل تغييرات إيجابية".
وبهذا الإعلان يكون موسى بيليتي هو آخر المرشحين تقديماً لأوراق اعتماده؛ فهل يؤثر عدم التزامه بوعده بعدم الترشح إلا بدعم من أفريقيا على حظوظه؟ وهل يكون للاتحاد الأفريقي الرافض لهذا الترشح دور في عدم نجاحه؟ وهل تشفع له مواقفه المعارضة لتحالف "بلاتر- حياتو" في نيل ثقة أعضاء كونغرس الـ "فيفا"؟
8- جياني انفانتينو
الإيطالي السويسري مزدوج الجنسية ومتعدد الثقافة جياني انفانتينو (45 عاماً) هو مرشح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" الاحتياطي حال فشل الفرنسي ميشيل بلاتيني في الترشح، وهو محام مؤهل، ويتحدث الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية بطلاقة.
التحق انفانتينو بـ "يويفا" في أغسطس/آب عام 2000، وعمل على مجموعة من الملفات القانونية والتجارية والمهنية لكرة القدم، ثم عُين مدير شعبة الشؤون القانونية وتراخيص الأندية بالاتحاد في يناير/ كانون الثاني عام 2004، ووصفه الموقع الرسمي للـ "يويفا" بأنه "طوال وقت عمله قاد العمل على تعزيز العلاقات وتكوين روابط وثيقة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والسلطات الحكومية".
كما أشرف انفانتينو على تطبيق قاعدة "اللعب المالي النظيف" التي تلزم الأندية بأن تتساوى إيراداتها مع مصروفاتها قبل المشاركة في المسابقات الأوروبية، إلى أن تمت ترقيته لمنصب نائب الأمين العام للـ "يويفا" قبل أن يصبح الأمين العام في عام 2009.
وقبل انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي، عمل انفانتينو كأمين عام للمركز الدولي للدراسات الرياضية CIES في جامعة نيوشاتيل السويسرية، كما كان مستشاراً لمجموعة متنوعة من هيئات كرة القدم في إيطاليا وسويسرا وإسبانيا، ومن الكلمات المأثورة عنه حول كرة القدم قوله: "كرة القدم هي الشغف، كرة القدم هي العاطفة، كرة القدم هي التسامح، كرة القدم هي الاحترام، كرة القدم هي السحر".
واليوم الاثنين 26 أكتوبر/ تشرين الأول وافقت اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بالإجماع على دعم انفانتينو كمرشح في الانتخابات المرتقبة على رئاسة الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، وأصدر بياناً قال فيه: "يسعدنا إعلان جياني ترشحه وهو يعلم جيداً أننا نسانده بشكل كامل في حملته لرئاسة (فيفا)"، وذكر البيان أن هذا الدعم جاء "بعد التشاور بين الاتحاد الأوروبي والاتحادات الأهلية من مختلف أنحاء العالم"، وأضاف البيان: "الانتخابات القادمة لاختيار رئيس جديد تمثل لحظة عصيبة في قيادة اللعبة وفي مستقبل (فيفا) نفسه.. نؤمن بأن جياني انفانتينو يملك كل المقومات المطلوبة لمواجهة التحديات الهائلة المنتظرة، وقيادة المنظمة على طريق الإصلاح لاستعادة مصداقية "فيفا" ونزاهته".
أما جياني انفانتينو المرشح الاحتياطي فقد أوضح أن برنامجه الانتخابي سيتركز على "الحاجة إلى الإصلاح، وإلى اتحاد دولي يخدم مصالح جميع الأعضاء الـ 209؛ صغيرهم وكبيرهم"، وعلى "ضرورة وضع كرة القدم وتطوير اللعبة على قمة أولوياته"، وتابع: "في حال فوزي بالانتخابات فإنني سأقود عملية التغيير بالتعاون مع كل الراغبين في مؤسسة تستحق قيادة اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم بنزاهة واحترام".
وكان موقع صحيفة "ليكيب" الرياضية اليومية ذكر في وقت باكر من اليوم الاثنين أن الاتحاد الأوروبي يعتزم ترشيح أمينه العام جياني انفانتينو لرئاسة الاتحاد الدولي إذا ما استمر إيقاف رئيس "يويفا" الفرنسي ميشيل بلاتيني، وإذا ما تمكن بلاتيني في نهاية الأمر من المنافسة على رئاسة "فيفا" سيتراجع انفانتينو عن ترشحه، بحسب "ليكيب"، التي أوضحت كذلك أنه في حالة حدوث العكس سيبقى لـ "يويفا" في كل الأحوال مرشح خاص، أو على الأقل "وسيلة للتأثير في الانتخابات" على حد قول الصحيفة.
جياني انفانتينو، بالرغم من مقوماته الكبيرة ومهارته الظاهرة من ثقافته وملكاته وخبراته، إلا أنه يبقى مرشحاً بديلاً، وهو ما يقلل من فرص نجاحه إذا ما شارك في الانتخابات، ويبقى دوره فيها، مع ما يملكه من قدرات، "وسيلة للتأثير" كما وصفته "ليكيب"، لكن هل يخيب انفانتينو التوقعات ويفوز البديل ليعيد بذلك ما فعلته الدانمارك في بطولة أوروبا لكرة القدم عام 1992 حين حلت كبديل عن يوغوسلافيا السابقة، وفاجأت الجميع بفوزها بالبطولة؟
هؤلاء هم المرشحون لتولي منصب رئاسة امبراطورية كرة القدم في العالم، وقد تراوحوا بين من يمكن وضعهم في معسكر بلاتر، ومن هم في المعسكر المقابل، ومن كان في معسكر بلاتر وخرج منه، ومن لا علاقة له ببلاتر من الأساس.
فمن منهم سينال الحظ الأوفر لدى 209 اتحادات منتمية للاتحاد الدولي لكرة القدم؟ وهل يا ترى سيكون للرشوة والفساد دور في فوز أحدهم أم أن "بعبع" ما حدث في "فيفا" سيحيط الجميع بالخوف والحذر؟ وكيف سيكون تأثير ظلال بلاتر على الانتخابات بعد غياب شخصه لأول مرة منذ أكثر من 17 عاماً؟ وهل سنشهد لأول مرة فوز مرشح من خارج أوروبا والأميركتين؟
الله وحده أعلم.. كل ما ندريه أنها ستكون بالتأكيد انتخابات ساخنة، وأن فرصة وجود إعادة بين مرشحين كبيرة.