يبدو أن أصداء فضائح الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بدأت تلقي بظلالها على اللعبة في إسبانيا؛ فقد فاجأ المحامي الإسباني خاستينو فيسنتي الجميع بتقديمه بلاغًا إلى نيابة مكافحة الفساد في برشلونة ادعى فيه بأن موكله حكم الراية الإسباني (رفض الإفصاح عن هويته لوسائل الإعلام)، تعرض لضغوط من قبل لجنة الحكام التابعة لاتحاد الكرة الإسباني من أجل التحكيم لصالح ريال مدريد خلال المباراة المقبلة، وعندما رفض حكم الراية الرضوخ لمطالبهم تم استبعاده من الطاقم التحكيمي للقاء، وفق ما نشره موقع "كادينا كوبي" الإسباني الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وقال المحامي في بلاغه أن موكله تلقى اتصالاً من المتحدث باسم لجنة الحكام، خوسيه آنخل خيمنيث مونيوث دي موراليس، طالبه فيه بإصدار قرارات تحكيمية تصب في مصلحة ريال مدريد، في مباراة الـ "كلاسيكو" المقرر إقامتها يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني على ملعب النادي الملكي "سانتياغو برنابيو".
وأفاد المحامي أن المكالمة "المزعومة" التي تلقاها موكله كانت في سبتمبر/أيلول الماضي، موضحًا أن "مفاد المكالمة كان أن دي موراليس طالب الحكم بإدارة المباراة بطريقة تعود بالضرر على أحد طرفي المباراة وهو برشلونة".
وأكد المحامي في بلاغه أنها ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها حكام هذا النوع من الضغوطات قبل مباريات مماثلة، رافضاً الكشف عن أسماء أي حكام تعرضوا لحالات مشابهة حرصًا على سلامتهم، ولتفادي تعرضهم لأي مشكلات.
يذكر أن إسبانيا شهدت الكثير من الفضائح التحكيمية، وتبادل خلالها بشكل خاص الغريمان، ريال مدريد وبرشلونة، الاتهامات بالانحياز للطرف الآخر، ولعل أبرز المشاهد في هذا السياق ما فعله خوسيه مانويل بينتو حارس مرمى برشلونة الأسبق حين أشار للاعب فريق ملقة على الجهة التي يسدد نحوها ضربة الجزاء؛ ثم شكره على استجابته.
ويتعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم لتحقيقات جنائية طالت أعلى مستوياته، حيث فرضت لجنة القيم بـ "فيفا" يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الإيقاف المؤقت لمدة 90 يوماً عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم على كل من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا، وأمينه العام الفرنسي جيروم فالكه، والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا".