بعيدا عن نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها المغرب في 4 سبتمبر/ أيلول الجاري، وأثرها في المشهد السياسي، شهدت العملية الإنتخابية الكثير من المواقف الطريفة والمشاهد المضحكة، أخرجت المواطنين في كثير من الأحيان من الجو الجدي وحالة الترقب إلى حالة من الكوميديا.
تهنئة صينية
أمام شاشة التلفاز التي يظهر فيها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربي والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي حل بالمرتبة الثالثة في الانتخابات الجماعية الأخيرة، يظهر 4 شباب صينيين في فيديو على موقع يوتيوب، وهم يبلغون تهنئتهم لبنكيران بالعامية المغربية.
الشباب الصينيون الأربعة، الذين قام بتصويرهم شاب مغربي مناصر لحزب العدالة والتنمية، قدموا التهنئة لرئيس الحكومة، بترديد "مبروك بنكيران"، معربين عن فرحهم بفوز الحزب الذي ينتمي إليه صديقهم المغربي.
عاش الاستقلال
في موقف محرج لإحدى مناضلات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، والتي كانت بصدد الترويج لصورة أحد المرشحين الاتحاديين في إحدى المدن المغربية، قامت بالدعوة في نهاية خطابها للتصويت لصالح مرشح الحزب الذي يحمل شعار "الوردة"، لكنها أخطأت عندما أرادت تمجيد الحزب، وقالت "يعيش حزب الاستقلال".
هذا الخطأ الفادح، جر عليها تهكمًا كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد نشر مقطع مسجل على اليوتيوب، كما جعل الحزب محل انتقاد كبير، إذ ذهب البعض إلى لوم قادته لتدني مستوى أعضاءه، و الشتات والانقسام الذي تعرض له، مذكرين في الوقت نفسه بمكانته التاريخية "التي فقدت بسبب الاستعانة بأشخاص "غير أكفاء".
الموقف نفسه تعرض له أحد المواطنين الذين يعملون في موسم الانتخابات مع الأحزاب، مقابل نحو 20 دولارا عن اليوم الواحد، حيث يقوم بتوزيع المنشورات المروجة للحزب وبرنامجه، ويدعون الناس في المنازل والأماكن العمومية للتصويت عليه.
ظهر الشاب في صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يلبس قميصا يحمل شعار الكتاب، الذي يرمز لحزب التقدم والاشتراكية (أغلبية)، لكنه كان يقوم في نفس الوقت بتوزيع منشورات تخص حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، والذي حل بالمرتبة الأولى في الانتخابات، وهو ما جعل صورته، عنوانا للتهكم من قبل المواطنين، الذين رأوا فيها تلخيصا "للعبث المستشري خلال الحملة الانتخابية".
مرشحون لم يصوتوا لأنفسهم
في موقف غير مسبوق، سقط فيه حزب التجديد والإنصاف بمدينة وجدة(على الحدود الجزائرية)، بسبب حصوله على 7 أصوات فقط بعد ترشيح 10 من أعضائه في نفس اللائحة، وهو ما يعني أن ثلاثة منهم على الأقل لم يصوتوا لأنفسهم.
الموقف أصبح محرجا للغاية بعدما تم الإعلان عن نتائج الانتخابات التفصيلية، وهو ما وضع الحزب وأعضاءه في موقف محرج، خاصة بعدما أصبح الأمر مادة ترفيهية في الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي.
يقرأ من ورقة في برنامج تلفزيوني
حين استضافته كممثل لحزب الحركة الشعبية في برنامج حواري على قناة مغربية، جعل أحد المنتمين لواحد من أعرق الأحزاب المغربية نفسه وحزبه محل انتقاد وتهكم، فهذا الأخير، بعد أن اعتمد في نقاشه على ورقة مكتوبة، لم يحسن نطق ما ورد بها من كلمات الكلمات، و قرأ النص دون توقف، ودون إدراك لمضمونه.
الشاب الذي مثل حزب الحركة الشعبية المشارك في التحالف الحكومي، اعتبر "مثالا سيئا" بالنظر لعدم قدرته على التواصل مع مقدم البرنامج دون العودة إلى الورقة، وهو ما جعل مستواه الضعيف واضحا للمشاهدين.