تدفع معاناة البعض للاعتقاد بأن الموت هو الحل الأمثل للتخلص من الهموم والمشاكل، فيقررون إنهاء حياتهم بأيديهم بعد مرورهم بمراحل نفسية آخرها وأخطرها اليأس.
ورغم أن مثل هذه الحوادث لم تمثل ظاهرةً في العالم العربي من قبل، فإن أعداد المقبلين على الانتحار بدأت تتزايد في الآونة الأخيرة، وسط تعدد الأسباب التي تدفع المنتحرين إلى الإقدام على فعل يصعب التراجع عنه.
أسباب الانتحار قد تبدو كثيرةً، من اضطرابات نفسية كالوسواس القهري والفصام والاكتئاب، أو حتى ضغوطات حياتية وصعوبات مالية ومشاكل شخصية. وأحياناً يكون السبب عضوياً نتيجة تعاطي المخدرات والكحول، التي تصل إلى حد الإدمان.
فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية؛ فإن فضغوطات الحياة كالأزمات المالية ومشاكل العلاقات الشخصية تحتل المركز الأول كمسببات للانتحار. حيث تُسجل 75% من حالات الانتحار بين متوسطي الدخل، وسكان الدول الفقيرة.
لكن بعيداً عن المحاذير الدينية والاجتماعية، يجمع الكل على أن الانتحار ليس الحل على الإطلاق، وهناك عدة خطوات تساعد على التخلص نهائيًّا من هذه الفكرة السوداء:
1- تحدث مع أشخاص محل ثقة
الخطوة الأولى هي الأهم، فعندما تبلّغ أحداً أنك تفكر في الانتحار لن يسره الأمر مطلقًا، لذلك تحدث إلى أقرب الأشخاص إليك. ناقش معهم أفكارك ومعتقداتك والأسباب التي أدت للتفكير به كحل مناسب. هؤلاء الأشخاص هم عونك، ومع النقاش قد تصل في النهاية إلى حل سليم..
2- اطلب مساعدة أخصائي
إن لم تصل إلى حل يُرضيك مع الأشخاص الذين تثق بهم، أو إن لم تود الحديث إليهم، فاطلب مساعدة طبيب مختص بالصحة النفسية والعقلية. وذلك أن الشخص الذي قد يفكر بالانتحار يعاني من مشاكل نفسية، سواءاً كان الفصام أو الاكتئاب. وهنا يأتي دور الأخصائي، تحدث إليه وناقش معه مشاكلك وهمومك. قد يعطيك الطبيب إرشادات معينة أو أدوية كالمهدئات، ومضادات الاكتئاب.
3- اشغل وقتك دائماً
الفراغ أخطر ما يدفع الفرد إلى تذكر المشكلات والأزمات، وأحيانا تدفع الوحدة صاحبها إلى الأفكار السلبية، لذلك اشغل وقتك دائمًا، كممارسة الرياضة، القراءة، الكتابة، الرسم، أو ممارسة هواياتك المفضلة. لا تكن وحيدًا في أغلب الأوقات، اذهب إلى أصدقائك واخرج معهم، وابحث عن من يدفعك إلى الأمام ويشجعك على تخطي الصعاب.
4- حدد العوامل
حدد قائمة تحتوي على كل المسببات التي دفعتك للتفكير بالانتحار، وذلك للتوصل إلى حل نهائي لا مؤقت. مهما كان هذا الأمر لا تتجاهله، سواءاً كانت أزمة مالية، أو مشاكل عائلية، أو ضغوطات نفسية، لا تتغاض عن أحدها بل قم بتدوينها جميعًا لتصل إلى حل نهائي.
5- ضع خطة آمنة
بعد تحديد الأسباب، ضع خطة آمنة وصحيحة للتخلص من هذه الأسباب نهائيًّا. ثم ابتعد عن المواد التي تسهل تنفيذ الانتحار. ابتعد عن الكحوليات والمخدرات، أبعد عنك الأدوية المختلفة، كالسم، أو الأشياء الحادة كالسكين، والحبال أيضًا. ابعد عنك أي شيء قد يدفعك تفكيرك لاستخدامها.
6- الانتحار ليس انتقاماً
قد يعتقد البعض عند غضبهم من الآخرين أن انتحارهم سيكون عقاباً أو انتقاماً منهم، لكن هذا تفكير خاطئ تماماً. انتحارك ليس الحل لأي مشكلة مهما كانت. لذلك عند الغضب من أشخاص مقربون لك عاتبهم وتحدث معهم. فالانتحار ليس انتقاماً إلا من نفسك.
7- جد حلولًا بديلة
التفكير السلبي من أسوأ ما قد يعاني منه الإنسان، لذلك لا تعط عقلك الفرصة، تغلب عليه دائمًا بفعل أشياء سليمة. فكر أولًا في نجاحاتك، وحياتك الشخصية، تخيل نفسك الشخص الذي تريد أن تكون. تخيل نفسك سعيدًا ناجحًا، وجد حلولًا بديلة عن طريق المرح والسعادة، ورؤية الأصدقاء والخروج معهم، وكذلك ممارسة الرياضة وهواياتك المفضلة.
8- أعط نفسك الوقت ولا تتعجل
إن كانت تلازمك بعض الأفكار السيئة، فأعط نفسك الوقت حتى تتخلص منها بالتدريج، وإن وصلت إلى الانتحار كحل نهائي، خذ مزيداً من الوقت، ثم انظر إلى قائمة أهدافك، وقل لنفسك إنك ستحققها لا محالة، وتتغلب على الظروف والمشاكل السيئة، وأن حياتك غالية وأهم بكثير من كل العقبات والمشاكل.
9- آمن بقدراتك
لا بد من أن تؤمن بقدرتك على الخروج من حالتك النفسية مهما كانت، وقدرتك على التخلص من الصعوبات والأزمات النفسية والعائلية التي قد تمر بها. كن صلبًا في ذلك، غير حياتك جذريًّا إن طلب الأمر، غير مدرستك، وجامعتك،و أصدقاءك السيئين المحبطين، سافر إلى أماكن جديدة، غامر واستمتع بالمغامرة. أنت صاحب الخيار والقرار وما زال الوقت في يديك طالما أنت على قيد الحياة.
10- اعتن بنفسك جيدًا
مهما طالت الحياة فإنها قصيرة، فلا داعٍ للحزن أو الاكتئاب أو الغضب. استمتع بحياتك جيدًا، حافظ عليها وعلى صحتك واعتن بنفسك جيدًا، أعط نفسك المزيد من الاهتمام، واسترخ ولا تفكر في السلبيات، واطمئن على صحتك وسلامتك دائمًا، وخذ قسطًا من الراحة. فكر مليًّا في حياتك ومستقبلك، ثم انهض ووجهك مليئًا بالنشاط ومفعم بالحيوية والأمل إلى حياة جديدة، ومستقبل ناجح.