مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تبدأ معاناة بعض الأشخاص مع ظهور النمش بشكل متزايد، على الوجه ومناطق أخرى من الجسم.
ويرجع السبب وراء ذلك إلى أن هذه البقع الداكنة تظهر بكثرة نتيجة تزايد إنتاج وتراكم الميلانين، وهو الصبغة المسؤولة عن لون البشرة في الجسم.
وغالباً ما يظهر النمش بشكل متزايد في فصل الصيف عند الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء جداً، ومن لديهم شعر أحمر.
في هذا التقرير سوف نستعرض معكم أسباب ظهور النمش بشكل عام، والعوامل التي تزيد من حدة ظهوره في فصل الصيف، وكذلك الطرق التي تساعد في تقليله.
ما سبب ظهور النمش في فصل الصيف؟
يعود السبب الرئيسي وراء ظهور النمش على البشرة إلى الاضطرابات النادرة في الجسم، التي تحدث بسبب عوامل وراثية، بسبب خلل في وظيفة جين "MC1R"، لكنها غير مضرة بشكل عام.
وتختلف أماكن ظهور النمش في الجسم، إلا أن أبرزها كل من الوجه، والظهر، والذراعين، وغالباً ما يكون قوياً خلال مرحلة الطفولة، ويبدأ في الاختفاء والتلاشي مع التقدم في العمر.
إلا أن النمش الذي يختفي طوال فصول السنة الثلاثة، بالنسبة للبالغين، يبدأ في الظهور بقوة خلال فصل الصيف، وذلك لأن التعرض الزائد لأشعة الشمس يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين ليصبح مُركزاً، ليلعب دوراً في حماية البشرة من الأشعة ما فوق البنفسجية، عن طريق امتصاصها.
إذ إن الميلانين يبدأ في التراكم في مناطق معينة من الجسم، إلى أن يشكل بقعاً داكنة، والتي تختلف ألوانها من شخص لآخر، إذ يمكن أن تكون حمراء، أو بنية فاتحة، أو غامقة، حسب لون البشرة وطبيعتها.
ويمكن للجسم أن ينتج نوعين من الميلانين، وهما فيوميلانين وإيوميلانين، إذ إن النوع الأول من الميلانين يحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن الفيوميلانين لا يفعل ذلك.
أنواع النمش واختلافاته
يجب معرفة أن هناك نوعين من النمش الذي يظهر على الجسم، وهو ما يفسر ظهور أشكال مختلفة من منه من شخص لآخر.
ويسمى النوع الأول الإيفليدات، ويكتب بالإنجليزية "Ephelides"، وهو الأكثر شيوعاً، خصوصاً بين أصحاب البشرة الفاتحة.
إذ إن هذا النوع هو الذي يظهر بسبب عوامل وراثية، وكثرة التعرض للشمس، كما هو موضح في الفقرات السابقة.
وهذا النوع من النمش ليس ضاراً بالبشرة، إلا أن التغييرات غير الطبيعية في الجين المسبب للنمش، وزيادة تركيز الميلانين، من الممكن أن تؤدي إلى بعض الأمراض الجلدية، أبرزها الورم الميلانيني.
أما النوع الثاني من النمش، وهو الأقل شيوعاً، فيظهر في الأماكن التي كانت قد تعرضت سابقاً لجروح عميقة، أو حروق، أو إصابات.
ويكون السبب مرة أخرى في ظهور بقع النمش بشكل قوي في هذه الأماكن هو التعرض الزائد لأشعة الشمس، ما يؤدي إلى تصبّغات في الجلد، ذات لون غامق.
طرق حماية البشرة من ظهور النمش
يمكن اتّباع مجموعة من النصائح التي تساعد على تقليل ظهور النمش في الوجه والجسم، والتي تعتبر نصائح بسيطة، لا تحتاج إلى مجهود كبير لتطبيقها.
أولى هذه النصائح وأهمها هي حماية الوجه والجسم من أشعة الشمس، عن طريق استعمال واقي شمس بشكل مستمر، مع إعادة وضعه كل ساعتين أو ثلاث ساعات.
ومن المهم أن تكون درجة الحماية أكثر من 30، "SPF 30″، كما يجب أن يكون واقي الشمس قادراً على الحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية، وهي التي تخترق الجلد وتؤدي إلى تهيج الميلانين.
كما يجب تفادي الشمس قدر الإمكان، والبقاء في مكان به ظل عندما تكون الأشعة قوية، أي في الفترة ما بين 10 صباحاً و2 ظهراً.
إضافة إلى العمل على تبريد البشرة قدر الإمكان، سواء بوضع كريمات الشمس والعناية بالبشرة في الثلاجة لاستعمالها باردة ومنعشة للبشرة، أو الاستعانة ببخاخات خاصة للتبريد، والتي تحتوي على واقي شمس، وتباع غالباً في محلات بيع المكياج، أو الصيدليات.
وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2012، حسب المجلة الطبية "medicalnewstoday"، أن المنتجات التي تحتوي على حمض ثلاثي كلورو الخليك (TCA) والفينول فعالة في تفتيح النمش.
طرق منزلية للتقليل من ظهور النمش
هناك بعض الطرق المنزلية التي تساعد على التقليل من ظهور النمش بشكل عام على البشرة من بينها:
الليمون:
يتم وضع كمية قليلة من عصير الليمون على قطعة قطن ومسح الجلد بها، إذ قد يساعد فيتامين سي الموجود في عصير الليمون على تفتيح البقع الداكنة، مع العلم أن تركيزه يمكن أن يكون غير كافٍ بشكل كبير لإحداث الفرق بشكل واضح.
العسل:
يتم وضع طبقة رقيقة من العسل على الجلد، وتركه لمدة 5 إلى 10 دقائق، ثم يتم غسله بالماء الدافئ. وهذه الطريقة تساعد على تفتيح بقع النمش مع مرور الوقت، لأن العسل يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة.
الصبار:
يحتوي الصبار على حمض الساليسيليك والألوين، ما قد يساعد على تلاشي النمش عند وضع مستخلصاته على الجلد بشكل مباشر.