عرف سوق منتجات المكياج والتجميل، خلال السنوات الأخيرة، بروز عدد كبير من الماركات الجديدة، التي حققت نجاحا كبيرا، وأرقام مبيعات مهمة، وذلك لارتباط اسمها بنجمات عالميات سطع نجمهن سواء في مجال الغناء أو التمثيل، أو حتى عالم السوشيال ميديا.
وأصبح الاستثمار في مجال منتجات المكياج من طرف النجمات عبارة عن "ترند" تتبعه أغلب الفنانات، خصوصا اللواتي يتميزن بمظهر خاص ومتفرد بهن، سواء كان الأمر يتعلق بطريقة رسم الحواجب، أو رسمة الآيلاينر أو لون أحمر الشفاه، مستغلين شهرتهن في الترويج لمنتجاتهن، ومنافسة باقي الماركات المتواجدة في الأسواق سلفا.
إلا أن دخول النجمات لهذا السوق المزدحم كان دائما ما يصاحبه نوعٌ من التميز والابتكار، الشيء الذي جعلهن ناجحات في هذا النوع من الاستثمار، فبعضهن أطلقن منتجات لم يسبق تواجدها في السوق، وأخريات قررن ربط مشاريعهنّ بأعمال خيرية، وهنا نعرض لكم أشهر النجمات اللواتي تميزن بماركات مكياج ناجحة ولها صيت في أغلب دول العالم.
ريهانا ورؤية جديدة في عالم المكياج
برؤية جديدة وأفكار مختلفة بعيدا عن المألوف دخلت نجمة البوب الأمريكية ريهانا عالم الاستثمار في مجال الجمال، من خلال ماركة مكياج خاصة بها أطلقت عليها اسم "fenty beauty" سنة 2017، وكانت الماركة عبارة عن نقلة في عالم مستحضرات التجميل، من خلال تركيبات المنتجات التي أطلقتها والمخصصة لجميع أنواع البشرة.
وكانت من بين الماركات القلائل التي أنتجت كريم أساس متوسط إلى كامل التغطية يناسب 25 لون بشرة، مما يعني أن كريم الأساس هذا قادر على تغطية جميع ألوان البشرة مهما كانت فاتحة أو غامقة.
ريهانا أرادت من خلال "فانتي بيوتي" ابراز جمال المرأة كيفما كانت، وأن لا يكون المكياج حكرا فقط على ألوان بشرة معينة.
ريهانا كانت حريصة على أن تكون لماركتها ميزات أخرى أهمها أن تكون "نباتية" وخالية من البرابين والغلوتين، وغير مجربة على الحيوانات، وأن توفر مخزون كافي للطلبات حول العالم، سواء عبر موقعها الإلكتروني أو في متاجر المكياج العالمية "سيفورا".
مع مرور الوقت وانتشار اسم ماركة "فانتي بيوتي"، قررت ريهانا توسيع الماركة ودخولها عالم صناعة العطور كذلك، إضافة إلى منتجات أخرى لها علاقة بأكسسوارات المكياج.
نجاح ماركة ريهانا كان واضحا، فحسب لغة الأرقام وصلت قيمة أرباح الشركة خلال الشهر الأول من إصدار الماركة في الأسواق إلى 72 مليون دولار، فيما وصلت إلى 471 مليون دولار خلال سنة 2018، وتابع صفحة الماركة الرسمية أكثر من مليون شخص خلال فترة قليلة.
سيلينا جوميز تدعم الصحة النفسية
انطلاقا من تجاربها الخاصة وما عاشته من مشاكل نفسية خلال معاناتها من مرض ثنائي القطب، كان دخول سيلينا غوميز مجال الجمال مختلفا عن غيرها، لتسليطها الضوء على الصحة النفسية للمرأة، عن طريق ماركتها التي أصدرتها السنة الماضية واختارت لها اسم "rare beauty"، بما معناه الجمال المتفرد.
وتميزت ماركة غوميز أولا بالمنتجات التي تناسب النساء في العمر ما بين 16 إلى 35 سنة، واختارت أن لا تكون موجهة حصرا للمحترفين في مجال المكياج، مما يخول للجميع سهولة استعمال جميع منتجاتها، والتي وصل عددها إلى 200 منتج، يغطي جميع مراحل المكياج من البداية إلى النهاية، ممت يعني أن الزبونة يمكنها الحصول على كل ما تريده من خلال ماركة واحدة.
أما ثاني ما ميز ماركة سيلينا هي الرسالة التي اختارت أن تكون عنوانا بارزا لها، وهي دعم الصحة النفسية للنساء، وهذا ما أكدته تصريحاتها عقب إصدار الماركة وقالت فيها: " لم أرد أن أكون مغنية تصدر ماركة كبقية المغنيات، مهمتنا إعطاء شكل جديد للجمال، قبول الذات والصحة النفسية".
ولتقوية رابط الثقة بين جمهورها ومشروعها الخاص، اعتمدت غوميز طريقة خاصة في الترويج لمكياجها، من خلال نشر صور وفيديوهات عبر حساباتها الخاصة على منصات التواصل الإجتماعي، وهي تقوم بتطبيق المكياج على وجهها، وشرح طريقة إستعمال كل منتوج على حدا.
وفي شق آخر، خصصت صاحبة أغنية "slow down" جزءا من أرباح الماركة لصالح الجمعية الخيرية " rare impact" التي أطلقتها بمناسبة عيد ميلادهاا 28، التي تقدم مساعدات للصحة النفسية، وتهدف الى جمع تبرعات تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار خلال العشر سنوات القادمة.
ليدي غاغا تمزج البساطة بالجنون في المكياج
قبل إصدارها في الأسواق بشكل رسمي، لقيت ماركة النجمة العالمية ليدي غاغا "هاوس لابوراتوري" ضجة واسعة بين محبيها، والمعجبين بـ"جنونها: في عالم الموضة والمكياج.
وكانت غاغا قد روّجت للماركة حملة إعلانية شاركتها مع الجمهور عبر مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وهي عبارة عن فيديو تتحدث فيه، كاشفة عن رؤيتها الخاصة في عالم المكياج ,والسر وراء إصدار الماركة في الأسواق.
واختارت غاغا على عكس زميلاتها، أن تقدم مستحضرات تجميل تمزج بين بساطة الاستعمال وجنون الألوان، اضافة الى أن أغلب المنتجات التي تميز الماركة ذات خامة سائلة، ابتداءا من منتجات الشفاه وصولا الى الأعين.
وحسب ليدي غاغا فإن رؤيتها لماركة هاوس لاب تكمن في تقديم مستحضرات تجميل مستقبلية صافية وطبيعية، مصنوعة من مواد جديدة برؤية حديثة، كما خصصت دولارا واحدا من قيمة أي منتج يتم شراءه من ماركتها، من أجل التبرع به لجمعية "born this way foundation" التي شاركت ووالدتها في تأسيسها وقيادتها.
وقبل حوالي الشهر الواحد، أعادت غاغا اصدار ماركتها من جديد، من خلال اضافة منتجات وإلغاء أخرى، مع تغيير في الشكل الخارجي لعلب المنتجات، تلبية لطلب جمهورها الذي أراد منتجات تناسب أغلب الأذواق.
جنيفر لوبيز تدعم الجمال الطبيعي
بعيدا عن مستحضرات التجميل والخط الذي اتبعته أغلب زميلاتها، توجهت الممثلة والمغنية العالمية جينيفر لوبيز إلى إصدار ماركة خاصة بالعناية بالبشرة، من خلال مجموعات متنوعة ومختلفة، كل واحدة منها موجهة لنوع بشرة معين.
وكانت الانطلاقة الرسمية لماركة "Jilo beauty" في يناير 2021، ظهرت من خلال ثمان منتجات للبشرة، من بينهم مرطبان، وقناع للوجه وكريم للعين، حيث اعتمدت على مكونات طبيعية أبرزها زيت الزيتون البكر.
واختارت لوبيز تركيز الضوء على الجمال الطبيعي، من خلال كريمات الوجه التي تناسب مختلف الأعمار، تتركز في كريمات النهار، وكريمات الليل، ومنتجات خاصة باعطاء اشراقة ونضارة للوجه، وأخرى من أجل الحصول على إطلالة كالنجمات، وذلك للحفاظ على جمالية الوجه بعيدا عن كريمات الاساس ومساحيق التجميل الاخرى.
واستكمالا لفكرتها، وتزامنا مع عيد ميلادها 53، أصدرت "Jilo" مجموعة خاصة بالعناية بالجسم، مشيرة بذلك على أن الجسم يستحق نفس درجة العناية التي يستحقها الوجه، للحفاظ على جماليته وشبابه، لأن الخطوة الموالية للحفاظ على الجمال هو العناية بالجسم أيضا.
فنانات عربيات على نفس الخطى
على خطى النجمات العالميات، أطلقت مجموعة من الفنانات العربيات ماركات مكياج تحمل اسمهن، من بينهن الفنانة اليمنية بلقيس فتحي التي أصدرت ماركتها في الأسواق السنة الماضية، أطلقت عليها اسم "BEX Beauty"، وهو الاسم المستوحى من اسمها الحقيقي.وبالرغم من صغر سنها، إلا أن الفنانة البحرينية الشابة حلا الترك دخلت بدورها غمار الاستثمار سنة 2019، من خلال ماركة خاصة بأحمر الشفاه خصرا، أطلقت عليها إسم "hala cosmetics"، موجهة بشكل خاص للفتيات المبتدئات في عالم المكياج.
