عند شراء المستلزمات في الأشهر التي تسبق الولادة، قد يكون الكرسي الهزاز للأطفال من أول الأشياء التي يفكر الأهل في شرائها كوسيلة لتهدئة الطفل وحتى مساعدته على النوم.
لكن الكثير من الأطباء يحذرون من استخدام الكراسي الهزازة؛ لأنها تعيق تنفس الطفل وتشكل خطراً كبيراً في حال وقع منها أو نام فيها؛ لأنها قد تسبب الاختناق والموت المفاجئ.
هذه المخاطر دفعت رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، لتوقيع قرار فيدرالي ينص على منع تصنيع هزازات الأطفال والكراسي المائلة وبيعها في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر يونيو/حزيران من عام 2022، بعد أن تم توثيق حدوث 74 حالة وفاة على الأقل بين الأطفال الرضع في الولايات المتحدة وحدها أثناء استخدام الكراسي الهزازة.
تعرفوا معنا في هذا التقرير على مخاطر الكرسي الهزاز والمقاعد المائلة للأطفال، وما هي البيئة الأمثل والأكثر أماناً لنوم الطفل.
أولاً، ما هو مبدأ الكرسي الهزاز للأطفال والأسرَّة المائلة المتحركة؟
تُعرف هذه الأدوات بالأسرَّة المائلة أو الكراسي الهزازة أو حتى الأراجيح، وهي عبارة عن مقاعد مرتفعة قائمة بذاتها تتيح للرضيع الجلوس بزاوية شبه مائلة. تصمم هذه الكراسي لتسهيل التفاعل مع الطفل الذي لا يستطيع الجلوس وحده دون دعم في السنة الأولى عادة.
كما يمكن أن يكون لها تأثير مهدئ أيضاً عن طريق هز الطفل حتى جعله ينام. ولكن استخدامها لحديثي الولادة بشكل غير صحيح خاصة للنوم، قد يكون خطيراً لعدة أسباب.
زاوية الميلان الشديدة تسد مجرى التنفس وتعرض الطفل للاختناق
المشكلة الأساسية هي في زاوية الميلان التي تصمم فيها الكراسي الهزازة، والتي تتراوح بين 30 و45 درجة من الوضع الرأسي، وهو أمر غير مناسب للأطفال حديثي الولادة الذين يمنع جلوسهم في زاوية ميلان ثابتة تزيد عن 10 درجات.
كما أن الأطفال الرضع تكون عضلاتهم مرنة جداً؛ مما يعني زيادة خطر ميلان رؤوسهم للأمام وإعاقة مجرى الهواء، وهذا هو السبب في وضع الطفل على ظهره بشكل مسطح عندما ينام، خاصة في السنة الأولى.
تقلُّب الطفل في الكرسي قد يُسبب الوفاة
أما الخطر الأكبر فهو عندما يتمكن الأطفال من التحرك وقلب أنفسهم على بطونهم، وهي مرحلة قد تبدأ من عمر يقارب 4 أشهر.
فقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين يوضعون في هذه الكراسي ويحاولون التقلب، مارسوا نشاطاً عضلياً أكثر بنسبة 250٪ تقريباً وانخفضت مستويات الأوكسجين لديهم مرتين، مقارنةً بالوقت الذي كانوا فيه على سطح مستوٍ.
بعد أن يصبح الأطفال في وضعية الاستلقاء على البطن، فإنهم يكافحون لتعديل وضع الرأس والجسم حتى يتمكنوا من التنفس، ولكنهم في النهاية يتعبون وقد يختنقون؛ مما يتسبب بالموت.
رغم التحذيرات، فإن هذه الكراسي تودي بحياة عدة أطفال
وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، "يموت حوالي 3400 طفل في الولايات المتحدة وحدها بشكل مفاجئ وغير متوقع كل عام"؛ بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، والاختناق العرضي. والعديد من هذه الحالات حصل في الكراسي أو الأسرَّة الهزازة المائلة. ومن الأسباب الرئيسية لهذه المتلازمة، نوم الطفل على بطنه أو جانبه أو النوم على سطح ناعم وطري أو سرير مائل يؤدي إلى سد مجرى الهواء للرضيع في جسمه.
وبناء عليه، حذرت السلطات الأمريكية وشركة فيشر برايس لأدوات وألعاب الأطفال من أن كراسي الأطفال الهزازة ليست آمنة لنوم الأطفال بعد أن تم ربط 13 حالة وفاة على الأقل بمنتجات الشركة بين عامَي 2009 و2021، وفقاً لموقع CNN.
كما تُحذر لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية (CPSC) الآباءَ من ترك أطفالهم في الكرسي الهزاز دون رقابة دائمة أو النوم فيه، نظراً للمخاطر التي يشكلها على سلامة الطفل.
ويجدر بالذكر أن شركة فيشر برايس باعت أكثر من 17 مليون هزاز على مستوى العالم منذ التسعينيات، وهي تحثّ الآباء على قراءة جميع معلومات السلامة المتاحة قبل وضع الطفل في الكرسي هزاز. ومن بين هذه المحاذير عدم ترك الطفل دون رقابة أو أن ينام في الكرسي.
لكنَّ المسؤولين والحقوقيين لم يجدوا كتابة المحاذير كافية، وأن إنتاج هذه الكراسي وطريقة التسويق لها يعد بحد ذاته خطراً يهدد الأطفال، خاصة أن استخدامها من قِبَل معظم الآباء يكون بهدف ترك الطفل فيها لوقت طويل أو لينام مما يشكل خطراً عليه.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها منتجات فيشر برايس للانتقاد؛ لأن منتجات الأطفال الخاصة بهم تعتبر غير آمنة للاستخدام. ففي عام 2021، تم سحب أكثر من 50000 قطعة من الكراسي الهزازة من الأسواق في كندا بعد تقارير متعددة عن الاختناق.
إذاً، ما هي وضعية نوم الطفل الآمنة أول سنتين؟
حتى عيد ميلادهم الأول، يجب أن ينام الأطفال على ظهورهم طوال أوقات النوم أثناء القيلولة والليل.
السبب هو أن الأطفال الذين ينامون على ظهورهم أقل عرضة للوفاة بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ مقارنة بالأطفال الذين ينامون على بطونهم أو جوانبهم.
كما يجب التأكد من عدم وجود بطانيات أو وسائد أو ألعاب محشوة حول الطفل، بحيث لا يتدحرج على أي من هذه العناصر، مما قد يمنع تنفسه. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الملاءة على السرير مُحكمة ولا يمكن أن تتحرك وتغطي الطفل، وأن يكون سطح السرير صلباً ومستوياً.
بمجرد أن يبلغ الطفل 18 شهراً، لا بأس أن ينام ببطانية خفيفة ووسادة ولعبة الفراء المفضلة لديه. ولكن يجب التأكد من أن البطانية والحيوان المحشو صغيران بدرجة كافية، حتى لا يتمكن من استخدامها للتسلق على الجانب والسقوط من السرير.
من الأفضل خفض مرتبة سرير الطفل قبل أن يصل إلى عامه الأول، أي بمجرد أن يتمكن من الجلوس بمفرده (عادة بين 4 و7 أشهر) أو سحب نفسه إلى وضع الوقوف.
وإذا كان الطفل قادراً على التسلق من سريره حتى مع وجود المرتبة في أدنى مستوى، يجب نقله إلى سرير طفل صغير مستقل آمن وغير مرتفع.