في عالم العناية بالبشرة تنتشر كل يوم صيحة جديدة، وغالباً ما تكون تلك الصيحات عبارة عن منتجات وكريمات وسيرومات جديدة لتعزيز نضارة البشرة، لكن صيحة "صيام الجلد" التي سنتحدث عنها في هذا التقرير أمر مختلف تماماً عن كل ما سبق.
ما هو صيام الجلد؟
صيام الجلد ببساطة هو إعطاء بشرتكِ استراحة من روتين العناية اليومية ومن المنتجات التي اعتدتِ على وضعها على بشرتك يومياً، بما في ذلك المكياج بكل تأكيد.
ولا يشمل صيام الجلد الاستغناء عن المنتجات التي قد تضر ببشرتك مثل الفاونديشن والبلاشر وغيرهما، بل يشمل أيضاً المنتجات المفيدة مثل المرطب اليومي وفقاً لما ورد في موقع Current Body.
الفكرة الأساسية من صيام الجلد هي إعطاء بشرتك استراحة من العلاجات والمنتجات المختلفة، وإعطاؤها الوقت الكافي لتصلح نفسها وتتجدد بشكل تلقائي وتعود إلى حالتها الطبيعية، فوفقاً لمناصري هذا النوع من الصيام فإن الجلد قادر على الترطيب والتقشير من تلقاء نفسه من خلال التحكم في إنتاج الزيت ودوران الخلايا.
ووفقاً للمدونة وخبيرة التجميل عراقية الأصل هدى قطان، فإن أول من صاغ مصطلح "صيام الجلد" كان الدكتور كاتاياما، الذي يعمل لصالح ماركة التجميل اليابانية Mirai Clinical، حيث قال إن لهذه الطريقة أثراً سحرياً على تعزيز حاجز الحماية الطبيعي للبشرة.
فوائد صيام الجلد
إذا كنت قد عانيت مؤخراً من تهيجات في الجلد أو حساسية مفاجئة فقد يكون صيام الجلد هو الوسيلة الأنسب للتخلص من هذه المشاكل.
تشرح طبيبة الجلد دوريس داي الأمر لمدونة Hudabeauty، قائلة: "يمكن أن يساعدك صيام الجلد في تحديد أي منتجات قد تكون ضارة لبشرتك، وبالتالي تستطيعين تبسيط روتين العناية بالبشرة عن طريق إزالة أي عناصر غير ضرورية أو زائدة عن الحاجة".
ومع ذلك يعتمد الأمر أيضاً على نوع بشرتك كما تقول لورين نايت: "على سبيل المثال، إذا كانت لديك بشرة ذات حاجز واقٍ ضعيف، فإن الاستغناء عن المنتجات المهيجة أو شديدة التقشير سيكون مفيداً، لأن هذا سيتيح الوقت لبشرتك كي تستعيد الحاجز الواقي الطبيعي".
ويحدث في كثير من الأحيان أننا نشتري العديد من منتجات العناية بالبشرة التي قرأنا أو سمعنا عن فاعليتها، والتي قد تكون جيدة بالفعل، لكن إذا استخدمناها وحدها وليس برفقة العديد من المنتجات الأخرى، هنا يأتي دور صيام الجلد ليحدد لك الطريقة التي تتفاعل بها بشرتك مع هذه المنتجات وماذا سيحدث إذا استغنيت عنها.
كيف أبدأ بتطبيق صيام الجلد على بشرتي؟
يمكن تطبيق صيام الجلد على بشرتك باتباع إحدى الطريقتين التاليتين:
الطريقة الأولى: من خلال التخلي عن جميع المنتجات التي تستخدمينها عادة لبشرتك، والاكتفاء بتنظيف البشرة بالماء فقط.
الطريقة الثانية: من خلال التخلص من المنتجات غير الضرورية فقط، بمعنى آخر من خلال تبسيط روتينك اليومي للعناية بالبشرة. احتفظي فقط بالمنتجات الرئيسية مثل واقي الشمس والمنظف والمرطب فقط.
ماذا عن مدة صيام الجلد؟ تختلف المدة اللازمة من شخص لآخر وفقاً للطريقة التي تتفاعل بها بشرتك مع صيام الجلد.
عموماً تستغرق البشرة 28 يوماً لتجديد نفسها، لذلك مثلما يستغرق الأمر وقتاً لرؤية تأثير بعض المنتجات على بشرتك سيستغرق الأمر وقتاً كذلك لمعرفة تأثير صيام الجلد عليها.
الروتين الجديد للعناية بالبشرة بعد صيام الجلد
إذا اخترتِ الطريقة الثانية لتطبيق صيام الجلد ولا تعرفين تحديداً ما هي المنتجات التي يجب أن تتخلصي منها قد تساعدك هذه النصائح:
تخلصي من منتجات التطهير والتقشير.
تخلصي من المنتجات المتنوعة التي تقوم بنفس الغرض (إذا كنت تستخدمين أكثر من نوع من المرطبات على سبيل المثال اكتفي باستخدام منتج واحد فقط).
ابتعدي عن المواد الفعالة مثل الرتينويدات، خاصة إذا كانت بشرتك حساسة.
ماذا أفعل بعد انتهاء مدة الصيام؟
وفقاً لأطباء الجلد يجب أن تراقبي بشرتك أثناء الصيام، وعندما تشعرين أنها مُنحت الوقت الكافي لتتجدد تلقائياً من الممكن العودة لاستخدام المنتجات مرة أخرى، لكن بشكل تدريجي.
هل صيام الجلد ضروري حقاً للبشرة؟
وفقاً لأطباء الجلد فإن هذا النوع من الصيام لا يعتبر ضرورة لبشرتك، خاصة إذا كان روتين العناية بالبشرة الخاص بك يعطي نتائج فعالة.
مع ذلك قد يكون صيام الجلد مفيداً في الحالات التي تكون فيها المنتجات التي تستخدمينها قد أخلت بالحاجز الطبيعي لبشرتك، فأصبحت لا تملك الوقت الكافي لتجديد هذا الحاجز.
على سبيل المثال إذا كنت قد استخدمت الكثير من العناصر النشطة أو كنت قد أفرطت في استخدام الريتينول، قد تحتاج بشرتك بعد ذلك إلى صيام الجلد.
ويجب الانتباه إلى أن النساء اللواتي يستخدمن أدوية لعلاج أمراض جلدية مثل الإكزيما أو حب الشباب الشديد أو الوردية أو الكلف يجب أن يتجنبن صيام الجلد، لأن هذه الأدوية ضرورية ولا يجب الاستغناء عنها.