بعدما كشفت العديد من الفنانات العربيات عن تأييدهن تقنية تجميد البويضات وحتى تنفيذها؛ لتحقيق حلم الإنجاب وتكوين أسرة، يطرح سؤالٌ نفسه: إلى أي مدى تعد هذه الطريقة فعالة في تحقيق حلم الأمومة وهي تضر بالجنين أو الأم؟
أكثر من نجمة عربية صرحت علناً برغبتها في اتباع عملية استخراج البويضات؛ لحفظها مجمدة وإعادة استخدامها مستقبلاً للإنجاب.
الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب كشفت أنها بالفعل جمدت بويضاتها في الولايات المتحدة الأمريكية، ومثلها الفنانة اللبنانية مايا دياب.
أما الفنانة أروى الجودة فقالت إن هذا الاحتمال وارد في حال الارتباط برجل لا يريد تكوين أسرة، بينما أيدت الفكرة الفنانة أمينة خليل كحلٍّ لتحقيق الأمومة في حال تأخر الزواج.
ما هي تقنية تجميد البويضات؟
تجميد البويضات، المعروف أيضاً باسم حفظ البويضات الناضجة بالتبريد، هو طريقة تستخدم لإنقاذ قدرة المرأة على الحمل في المستقبل.
يتم تجميد البويضات المأخوذة من المبايض دون إخصابها؛ وتخزينها لاستخدامها لاحقاً. يمكن إذابة البويضة المجمدة ودمجها مع الحيوانات المنوية في المختبر ثم زرعها في الرحم.
كيف يتم تجميد البويضات؟
ثمة كثير من العوامل التي تدخل في تجميد البويضات، حتى قبل أن تصل إلى الجزء الذي يتم فيه تجميدها بالفعل.
أولاً، يتم سحب عينة دم؛ لتقييم احتياطي المبايض وفحص الأمراض المعدية، يليه فحص بالموجات فوق الصوتية؛ لمعرفة ما الذي يحدث في وظيفة المبايض بشكل عام.
بعد ذلك، تتناول المرأة هرمونات اصطناعية تحفز المبايض على إنماء مجموعة من الجريبات (الأكياس المملوءة بالسوائل والتي تحمي البويضات)، وفي الوقت نفسه تتناول أدوية تمنع التبويض قبل استرجاع البويضات (تسمى أحياناً "حصاد البيض")، حسب موقع Modern Fertility.
بعد تأكيد الموجات فوق الصوتية أن البصيلات جاهزة لاستخراج البويضات، يتم حقن المرأة بحقنة موجهة للغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)؛ للمساعدة في إنضاج البويضات.
تتم عملية الاسترداد نفسها في عيادة الطبيب، جنباً إلى جنب مع الشفط بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل بعد تخدير المرأة.
يتم إدخال مسبار الموجات فوق الصوتية في المهبل؛ لتحديد البصيلات الناضجة. ثم يقوم الطبيب بإدخال إبرة طويلة مجوفة عبر القناة المهبلية إلى المبيضين؛ لشفط البويضات واحدة تلو الأخرى.
يمكن الاحتفاظ بعدة بويضات في وقت واحد، وهو أمر مثالي، لأنه يمنح المرأة أفضل الفرص للحصول على بويضة ناضجة صحية يمكن تخصيبها.
بعد استخراج البويضات (الذي يستغرق عادةً أقل من 30 دقيقة)، يتم تجميدها في النيتروجين السائل كجزء من عملية تسمى التزجيج.
والتزجيج بالنيتروجين السائل يزيد بشكل كبير من معدل بقاء البويضات مقابل التكنولوجيا القديمة، والتي تسمى بـ"التجميد البطيء".
آثار جانبية
تختلف الأجسام وطريقة رد فعلها على مثل هذه العملية، ولكن ليس من المستغرب أن تختبر المريضات هذه الآثار الجانبية للعملية:
تقلصات وألم من عملية سحب البويضات
تأرجح المزاج نتيجة كل تلك الهرمونات
ينصح الأطباء بالاستراحة قليلاً بعد العملية، على أن تعاود المرأة نشاطاتها بالكامل خلال أسبوع، حسب موقع Mayoclinic.
ومن النصائح أيضاً عدم اتخاذ قرارات مصيرية في هذه الفترة؛ نظراً إلى التغيرات الهرمونية.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة الحمل ترتفع بعد هذه العملية؛ نظراً إلى احتمال وجود بعض البويضات التي لم يتم تخزينها.
ويشدد الأطباء على مراقبة الأعراض التالية، لأنها قد تكون مؤشرات على متلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS)، التي تظهر كرد فعل على دواء الخصوبة:
- زيادة الوزن
- انتفاخ الأمعاء
- الغثيان
- القيء والإسهال
بشكل عام، هناك حاجة إلى مزيد من البيانات والدراسات؛ لمعرفة الآثار بعيدة المدى لعملية تجميد البويضات.
ونظراً إلى أن استبدال الهرمونات على المدى الطويل يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، فإن الكمية المكثفة من الهرمونات المستخدمة من أجل تحفيز البويضات قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن الحقيقة غير محسومة طبياً حتى الآن.
تكلفة العملية
وفقاً لموقع FertilityIQ، تتراوح تكلفة عملية تجميد البويضات في الولايات المتحدة على سبيل المثال بين 15000 دولار و20000 دولار، مع الأخذ بعين الاعتبار تكلفة تخزين البويضات، التي يمكن أن تصل إلى 1200 دولار في السنة.
كيف يتم الحمل لاحقاً؟
عندما تقرر صاحبة البويضات استخدامها أخيراً، تُستخرج من حالة التجميد، وتفحص كل بويضة منها؛ لمعرفة أيها صالحة للاستخدام.
وبطريقة الحقن المجهري نفسها، تخصّب البويضة بحيوان منوي، ثم تُزرع في الرحم.
لا ترتبط عملية التخصيب بسن معينة، إذ لا يتأثر الرحم بالسن، وإنما المبيض.
مخاطر تجميد البويضات
ينطوي تجميد البويضات على مخاطر مختلفة، منها:
- استخدام أدوية الخصوبة: نادراً ما يؤدي استخدام عقاقير الخصوبة عن طريق الحقن إلى تورم المبايض وتألمها بـ(متلازمة فرط تنبيه المبيض)؛ والأندر هو احتمال الإصابة بنوع أكثر خطورة من المتلازمة يمكن أن يهدد الحياة.
- مضاعفات عملية تجميد البويضات: نادراً ما يتسبب استخدام إبرة شفط لاستخراج البويضات في حدوث نزيف أو عدوى أو تلف الأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدموية.
- المخاطر العاطفية: يوفر تجميد البويضات الأمل في الحمل بالمستقبل، ولكن لا يوجد ضمان بالنجاح.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.