ليس غريباً أن يتصرف الأطفال بشكل مختلف في بيئات مختلفة. على سبيل المثال، تتوقع من الطفل أن يتصرف بطريقة ما في حفلة عيد ميلاد أحد الأصدقاء مختلفة عن سلوكه في منزل جديه. لكن سلوك بعض الأطفال- خاصةً أولئك الذين يعانون من مشاكل مثل القلق وصعوبات التعلم واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد- يمكن أن يختلف بشكل ملحوظ، لاسيما عندما يكونون في المنزل مقارنةً المدرسة. قد يترك هذا التناقض الآباء في حيرة وانزعاج وقلق من أي يكونوا أخطأوا في مكان ما.
لماذا يختلف سلوك الأطفال في المدرسة؟
1- يشعر طفلك بالأمان في المنزل
يشعر معظمنا، وضمن ذلك الأطفال، بأننا يمكن أن نكون "أسوأ" المنزل. عائلتنا سوف تغفر لنا دائماً. هذا الجنوح نحو التصرف بلا قيود في المنزل دليل على أن الطفل يشعر بالأمان وأنه يعبّر عن نفسه تماماً في المنزل، وفق ما قالته أخصائية التربية البريطانية كاثرين كولتر.
2. مشاعر القلق
إذا كان طفلك يعاني من القلق خاصةً القلق الاجتماعي، فإن بيئة المدرسة مليئة بالتحديات على عدة مستويات.
يجب أن يتنقل طفلك بين مجموعات وأقران ومعلمين وتفاعلات متعددة، ما يتطلب كمية هائلة من الطاقة.
يخفي العديد من الأطفال أعراضهم طوال اليوم ويخبرون أصدقاءهم بأنهم بخير، وهذا عادة بسبب مشاعر الخجل والإحراج.
ولكن بحلول الوقت الذي يعودون فيه إلى المنزل، يكونون مرهقين ويعانون من الانهيارات أو قد يعزلون أنفسهم في غرفهم، حسب موقع مؤسسة Child Mind التربوية.
3- تحديات في التعلم
قد لا تدرك أن طفلك يواجه صعوبات في معالجة المعلومات أو حتى عسر القراءة، ومن الصعب تقييم مشكلات التعلم ويمكن أن تمر بلا ملاحظة من قبل نظام التعليم.
وبينما يعمل طفلك بجد لإرضاء المعلم ومواكبة أقرانه، فعندما يعود إلى المنزل، يبحث عن طرق لتخفيف التوتر.
وقد يصاب بانهيارات نتيجة أشياء بسيطة جداً.
4. قد يكون لديهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو التعلق أو اضطراب آخر
في المقابل، قد يتصرف طفلك بشكل جيد في المنزل ولكنه يعاني في المدرسة.
البيئة المدرسية منظمة ويمكن أن تكون في كثير من الأحيان مفيدة ومطمئنة لمعظم الأطفال. ومع ذلك، يتعين على بعض الأطفال العمل بجد "لتثبيط" الاستجابات.
قد يكافحون من أجل التحلي بالصبر وإنهاء مهامهم. وقد يتم تشتيت انتباههم وإلهاؤهم، بينما تكون الأمور أهدأ وأسهل في المنزل، حيث تقل الهيكلية والمتطلبات الأكاديمية.
أما الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق غالباً ما يكون لديهم تحمُّل منخفض للإحباط؛ عندما تصبح المواقف أكثر إحباطاً من قدرتهم على التحمل، فتنشأ مشاكل سلوكية.
لماذا يسيء التصرف عند الجدين أو عند التسوق؟
قد يتصرف الأطفال أيضاً بشكل مختلف، أي يظهرون أكثر إيجابية أو سلبية (على سبيل المثال، مزيد من نوبات الغضب أو العدوانية) عندما يكونون في منزل أحد أفراد الأسرة أو منزل أحد الأصدقاء وعلى وجه الخصوص، في الأماكن العامة (مثل المتاجر).
كم مرة صادفت في ممرات محل البقالة طفلاً صغيراً يطلب (بصوت عالٍ) مكافأة أو لعبة خاصة قبل مغادرته المحل؟ أو بالنسبة لأولئك الأطفال الذين لديهم أجداد أو أصدقاء مقربون من العائلة، ما مدى شيوع اتباع الطفل لتوجيهات الأجداد أو الأصدقاء، ولكن ليس الأهل؟
قد يكون هذا الاختلاف في السلوك بهذه البيئات ناتجاً عن عوامل مشابهة جداً كما لوحظ أعلاه.
على سبيل المثال، قد يكون الأطفال تعلموا أنهم عندما يكونون مع الأجداد أو الأصدقاء، فإنهم يتلقون معاملة خاصة أو لا يضطرون إلى تنظيف ألعابهم كما يفعلون في المنزل.
يستغل الأطفال أحياناً هذه اللحظات، لأنهم يعرفون أن العقوبة غير مرجحة خارج المنزل، حسب الأستاذة المساعدة في طب الأطفال الإكلينيكي، قسم تنمية الطفل بجامعة إنديانا مورا روس.
كيف نساعد الطفل؟
لمساعدة الأطفال في المنزل والمدرسة، فإن الحفاظ على علاقة تعاونية مفتوحة بين الآباء والمعلمين يشجع التواصل المفتوح بين المنزل والمدرسة.
من خلال هذا التواصل، يتم إبلاغ أولياء الأمور والمعلمين بالسلوكيات في المنزل والمدرسة، مع أهداف مشاركة الاستراتيجيات المفيدة التي وجدها كل منهم.
يمكن استخدام استراتيجيات مماثلة لتحسين التحديات السلوكية في منازل أفراد الأسرة أو الأصدقاء والأماكن العامة.
ولا بد من تسهيل الانتقال من مكان إلى آخر، وإذا استمرت السلوكيات التي يصعب على الآباء ومقدمي الرعاية الآخرين إدارتها، فقد يكون العلاج السلوكي لتحسين مهارات التنظيم الذاتي مبرراً.